.

الخطيب للسياسيين: للتواضع والاقلاع عن الخطاب التصعيدي الذي يفصل بين المواطنين ويقسم الوطن

وطنية – ادى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس، والقى خطبة الجمعة قال فيها: quot;قال الله في كتابه العزيز، وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. صدق الله العلي العظيمquot;.

اضاف: quot;في بداية هذا الشهر المبارك شهر ذي الحجة الذي اوجب الله تعالى على المؤمنين ان يتوجهوا الى مكة المكرمة ليؤدوا مناسك الحج الذي كان سنة إبراهيم وشريعته عليه صلوات الله وسلامه عليه، وقد كان قد فرض فيه على المسلمين مرة في العام على من استطاع إليه سبيلا nbsp;قال تعالى: (على الناس حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا )، فهذه القواعد سواء في تأسيس البيت او كل شعائر الحج التي هي في الواقع رموز تشير الى ما قام به ابو الانبياء النبي ابراهيم فهو ابو الرسالات الكبرى ومن بعده موسى وعيسى ونبينا محمد، وان الاسلام الذي هو الصيغة النهائية للأديان اولا، وثانيا ان هذا الدين بصيغته النهائية انتهت بالإسلام فهو متمم الرسالات. والحح يشير الى وحدة الدين وكون ابراهيم هو الذي اسس له ليشير الى هذه النقطة وهي ان الاديان في حقيقتها واحدة وحينما تتوجه الى الحج في كل عام nbsp;(لمن استطاع اليه سبيلا) وطبعا ليس من يذهب الى الحج nbsp;فحسب بل المسلمون جميعا يعيشون هذه الحالة وهم مع الحجاج ومع بيت الله الحرام ، وهم يتوجهون اليه كل خمس مرات في صلاتهم اليومية، وبالتالي يؤكد ايضا على وحدة الامة يقول تعالى في تعليمه لرسول الله ولكل المسلمين( إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا nbsp;وما أنا من المشركين)، وهي اشارة الى النبي ابراهيم كان حنيفا مسلما، فدينه هو دين الحنيفية ومن كان قبله كانوا على دين الحنيفية، بما يؤكد على وحدة الاديان ومن تأسيس ابراهيم لتعليم الامة وخصوصا الذين يذهبون لتأدية الحج ان هذه المسيرة واحدة منذ النبي ابراهيم ، وثانيا التأكيد على الوحدانية لله تعالى وهي من اهم ما عمل عليه الانبياء وهو نشر التوحيد لان الارتقاء بالإنسان واخراجه من عالم الجهل لا يمكن ان يكون الا بالتوحيد ولذلك كان الشرك حالة سماها بحالة ما قبل الاسلام بالجهالة والتخلف ، فالتوحيد هو خروج من التخلف الفكري الى الوعي ، فالتخلف الفكري هو السبب لكل تخلف في المجتمعات والخروج منها يكون بالتوحيد ولذلك كان هذا الامر (إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا nbsp;وما أنا من المشركين)، ومن يشرك بالله يسير في طريق الهلاك ، ولولا رسالة التوحيد لكان انتهى العالم ، فالتدخل الإلهي من خلال رسالات السماء كان ينجي العالم من الهلاك. و البشرية التي تتألم اليوم لانها انحرفت عن طريق رسالات الله . فكل مناسك الحج من الإحرام و الطواف والسعي والوقوف يوم عرفة حتى رمي الجمرات هي نفس الخطوات التي خطاها النبي ابراهيم وهي عبادة الله في كل شعيرة من شعائر الحجquot;.

واكد ان quot;الحج ضمانة لوحدة الاديان والقيم ووحدة الاعتقاد بان الأديان كلها واحدة تنتهي بصيغة نهائية هي بالإسلام، nbsp;والحج يؤكد على وحدة المسلمين الذين يجتمعون على اختلاف مذاهبهم على توحيد الله ووحدة الامة، ووحدة المسلمين على كثرة مذاهبهم وتعددها وتنوع ارائهم واجتهاداتهم الا ان الامة تجتمع في عبادة الحج على وحدتها تحت سقف البيت الحرام وشعائر الحج. لذلك فان من يذهب بالقول ان وحدة المسلمين هي وحدة اعتقادية وليست وظيفة وحكم شرعي له مبرر لهذا القول، فبعض فقهائنا ذهب الى القول ان وحدة الامة هي وحدة اعتقادية تدخل في سائر الأمور الاعتقادية التي تتصل بيوم القيامة، فوحدة المسلمين هي من الأصول الاعتقادية، لذلك فان المسلمين جميعا على الرغم من الخلافات وسفك الدماء فان الحج بقي ضمانة لوحدة الامة واجتماعها في هذا المكان المبارك. فهذه الوحدة الدينية والصلات بين الأديان التي كان إبراهيم هو الجامع بينها يجب ان تفرض تحكيم القواعد العامة التي تحكم المجتمعات سواء اكان صافية اسلاميا او متنوعة مع المسيحية، فهذه الوحدة ينبغي ان تحكمها القواعد التي تحكم الإسلام سواء في وحدة القيم الدينية والأخلاقيةومنظومة الحقوق والواجبات، nbsp;فالاديان لا تفرق في إعطاء الحقوق لاصحابها ولا تجعل تمييزا من ناحية القيم الأخلاقية والدينيةquot;.

وتحدث عن الأوضاع السياسية، فقال: quot;ندعو الأطراف السياسية في لبنان الى التواضع والاقلاع عن الخطاب السياسي المرتفع الذي يصعد تجاه الآخرين ويفصل بين المواطنين ويقسم الوطن الىnbsp;فرق وأحزاب ومذاهب وأديان، ونطالبهم بالتواضع لان سقف الجميع هو لبنان وان نعيش سواسية في لبنان، لا يمكن لاحد في لبنان ان يتحكم به أحد الأطراف الذين ينتمون الى مذهب أو ينتمون الى دين وكانت النتيجة الى المزيد من الخراب و التخلف والمزيد من الدمار لمؤسسات الدولة والبلاد ولجهود المواطنين، وكان أبلغها ما وصلنا اليه الآن في هذا الظرف بعد ان تدمرت المؤسسات وحلت المؤسسات وجدت المشكلات الدستورية التي ليس لان اللبنانيون لا يستطيعون حلها وانما لان هناك موضوع الطائفية السياسية وطالما انها هي متحكمة لعقول القوى السياسية والذين لا يريدون ان التخلي عنها هم الذين يسببون استمرار هذه الأزمة ويمنعون من الحل، الحل ممكن للبنانيين مع بعضهم البعض ومن دون الحاجة إلى تدخل الدول الخارجية والخروج من هذه الحالة فاذا على الاطراف السياسية ان تتواضع وان تتعقلن وان تعود الي نفس المشكلة الحقيقية لا الى التمسك بالعلة التي هي سبب الخراب. ثانيا، الاقلاع عن الحديث عن سحب سلاح المقاومة وعن الاحتلال الايراني المضحك فيما لا يزال جزء عزيز من أرضنا ومن وطننا العزيز والعظيم، هذا الوطن العظيم تحت الاحتلال الإسرائيلي، أنتم تطالبون بسحب سلاح المقاومة وليس لديكم البديل ولم تقدموا البديل ولا تريدون صياغة لبنان على أساس ان يصبح لبنان دولة حقيقية ولها مؤسسات حقيقية ولها جيش قادرعلى الدفاع عن حدوده وعن سيادته، ولم تقدموا مشروعا من هذا القبيل وتطالبون بالورقة الوحيدة التي انما نشأت بعد رفضكم للقيام بواجبكم بالدفاع عن حدود لبنان وبعد دخولكم في حروب أهلية وتدفيع لبنان والمواطنين اللبنانيين مئات الالاف من الشهداء ومن الجرحى والمعاقين، وبعد تأمر البعض مع العدو الإسرائيلي وتسهيل ادخاله الى لبنان واحتلاله عاصمة بيروتquot;.

واردف: quot;المقاومة لم تأت من فراغ المقاومة وانتهت من فشلكم، المقاومة انتهت من تخلفكم في بناء الوطن وتركتم جنوب لبنان ولبنان ليحتله العدو الإسرائيلي وأدخلتم لبنان في حرب أهلية ١٥ عاما تستنجدون به بعدوكم وعدو لبنان على مواطنيكم حتى اذا nbsp;الحاضنة لهذه المقاومة المخلصون للبنان من كل اللبنانيين ذهبوا ليحملوا السلاح لمواجهة العدو الإسرائيلي وليقوموا محل الدولة للدفاع عن سيادة لبنان وتحرير لبنان انتم الان تطالبون بإنهاء هذه المقاومةquot;. وسأل: quot;ماذا يعني ذلك أعطونا منطقا يمكن حينئذ ان نفهم ماذا تريدون، تريدون لبنان او لا تريدون لبنان، الخلفية الطائفية والتحكم والإثرة في الإمساك بالسلطة السياسية وفي المواقع السياسية بالدولة هي التي تقف خلف هذه العقلية المتخلفة، لذلك هذا الكلام الغير مقبول والذي تضحكون به على بعض الناس هذا لا يمكن القبول به ولا يمكن لهذا السلاح ولهذه المقاومة ان توقف عن عملها في nbsp;مواجهة العدو لان حدود لبنان سوف إذن سوف تسيب وسينفع العدو الإسرائيلي ليكمل مشروعه الجديد. المقاومة لم تحفظ الجنوب اللبناني فقط، المقاومة حفظت سيادة لبنان وحفظت العالم العربي والعالم الإسلامي من هذا العدو، وهي التي اعادت النبض للشعب الفلسطيني العزيز الذي يقف بكل قوة و جرأة في مواجهة هذا العدو، وبالتالي يحبط مشروعه الذي يريد ابتلاع فلسطين وابتلاع كل ما ابتدع من موضوع حل الدولتين الى غيره من الاقتراحات والطروحات التي انتهت الى فشل وهذا العدو لم يعترف بشيء على الاطلاق. وطالما أن لبنان مهدد من قبل العدو الإسرائيلي فهذه المقاومة موجودة وهذا السلاح موجود حتى nbsp;يكون هناك بديل، واذا كان هناك تأسيس للدولة ولا أرى أن هذا ممكن إلا من خلال تأسيس نظام جديد قائم على أساس المواطنة والعدالة وعلى أن الجميع يخضعون للقانون بالتساوي وأن لهم نفس الحقوق ونفس الواجبات ،هذا حينئذ عبثا يحاولون، فيما ان هذه الصرخات وهذه القوى لا نسمعها حينما تعتدي إسرائيل على لبنان وتعتدي على سيادة لبنان وشعبه وفيما ان الاحتلال الاسرائيلي لا يزال رابضا على جزء عزيز من أرضنا لا نسمع أن هناك موقفا ضد هذا الاحتلال وضد هذا العدوان، فهذا امر فعلا مستهجن. هناك احتلال فعلي يمارسه العدو الإسرائيلي فيما يخترع وهما ان هناك احتلال سموه بالاحتلال الإيراني، وانا اسأل أين الاحتلال الإيراني؟ إيران ساعدت لبنان وساعدت المقاومة التي أسسها الإمام السيد موسى الصدر وهو لبناني وقائد لبناني فريد، وللأسف ان اللبنانيين لم يعرفوا قيمة هذا الرجل، والآن ايران تمد يد المساعدة الى لبنان لاخراجه من ازمته التي يمر فيها، أزمة الكهرباء وأزمة النفط والمحروقات وأزمة السلاح وهي أعلنت استعدادها تقديم السلاح للجيش اللبناني فلماذا ترفضون؟ وتتهمون إيران بأنها محتلة للبنان، للأسف أن هذا المنطق بسبب الإعلام السيء ويلاقي صدى عند بعض اللبنانيين وضد مصلحتهم ومصلحة بلدهمquot;.

وتابع: quot;يجب أن تكون القاعدة التي تحكم الجميع هي مصلحة لبنان وأي فكرة او أي رأي سياسي أو غير سياسي يجب أن سكون سقفه مصلحة لبنان ، وأن يكون الهدف تحقيق مصلحة لبنان والعمل على تحقيقها، المطلوب الاستجابة للتوافق الوطني، وأيهما أفضل؟ المنطق الذي نسمعه أنه يريد شطب المقاومة وحاضنة المقاومة، هل أنتم تعرفون من هي المقاومة؟ المقاومة هي لبنان، والذي يريد أن يشطب المقاومة هو يشطب لبنان من الوجود لأن المقاومة هي التي تحفظ لبنان، والمقاومة لم تحفظ لبنان فقط من العدو الإسرائيلي وإنما من أخذ لبنان الى انقسامات داخلية واحتراب داخلي، المقاومة كانت حائلا دون ذلك، وحدة اللبنانيين قائمة على المقاومة، من دون مقاومة لا يوجد لبنان، لذلك أنا أقول تعالوا الى المنطق الصحيح والى التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية ولا أحد يستطيع أن يشطب أحد، والمقاومة لا تهدد أحدا فلا تهددوا المقاومة ولا تهددوا بيئة المقاومة، والتجربة الماضية في محاصرة المقاومة رأيتم نتائجها الفاشلة، اليوم نحن في وضع آخر تماما والمقاومة أصبحت مسلمة ولا يستطيع أن يشطبها من المعادلة السياسية الداخلية في لبنانquot;.

ورأى nbsp;ان quot;تسمية حزب الله وحركة أمل بالثنائي الشيعي،nbsp;وهذا التعبير المقصود والخبيث الذي يقصد به تأكيد طائفية الانقسام في لبنان وأنه انقسام طائفي ومحاولة ايهام الناس ان الطائفة الإسلامية الشيعية في لبنان تريد من وراء هذه المقاومة أخذ امتيازات في السلطة مكان الطائفة الفلانية او الطائفة الفلانية، فهذه دعاية كاذبة وخبيئة، وما تطلبه المقاومة والثنائي الوطني والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى له نفس هذا التوجه، أن الانقسام هو انقسام سياسي وأن هناك من يريد إبقاء لبنان في دائرة الانقسامات الطائفية وان يكون كل خمسة عشرة عاما في لبنان مشكلة داخلية واحتراب داخلي، ونحن ومع كثير من الشخصيات الوطنية والأطراف الوطنية التي هي غير شيعية وغير منتمية الى الطائفية تريد تأسيس لبنان وطن نهائي لجميع بنيه، يكونون جميعا مواطنين في هذا البلد ولا تتدخل الطائفة في امتيازات لهذا الطرف او لذاك، وانما جميعا متساوون تحت القانون في الحقوق والواجبات، وهذا ما نريده وما يريده شيعة لبنان أيضا، الشيعة اللبنانيون يريدون ان تكون هناك دولة واحدة واصلا لم يسلكوا نفس الطرق التي سلكت سابقا وأن يكون هناك طائفية سياسية فهذا غير مطروح على الاطلاق. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يلهم الجميع بالصواب والمثقفين ان يقوموا بدورهم في توعية الناس مقابل تجهيل الناس والاشاعات التي تطرح عبر بعض وسائل الإعلام وبعض وسائل التواصل الاجتماعي المطلوب من هذه الطبقة ان تقوم بدورها في التوجيه في توعية الناس واخذ هذه المبادرة لإخراج لبنان من هذا الواقع السيءquot;.

nbsp;

وختم: quot;في نهاية هذه الكلمة لا بد توجيه كلمة في المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي أبدى في اليومين الماضيين مواقف بطولية في مواجهة العدوان الإسرائيلي الإرهابي الهمجي. نحيي الشعب الفلسطيني ونحيي أبطاله ومقاومته وشهداءه الذي يسيرون في الخط الصحيح ولم يقعوا في الفتنة التي أريد ان يقع فيها العرب والدول العربية والاسلامية من التقسيم الطائفي والمقصود أيضا كان إشغال المقاومة الفلسطينية وقوى المقاومة في المنطقة بالخلافات الطائفية الداخلية من أجل حماية إسرائيل. كما نحيي الوقفة الرائعة لأهلنا السوريين في الجولان في مواجهة محاولات التهويد للجولان وتأكيد عربيته وسوريته، وهنا نطالب العالم الإسلامي دولا وشعوبا والأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالوقوف أمام تجاوزات هذا العدو ووضع حد له، الذي وصل الى حد لا يمكن السكوت عليه وآخر مظاهره الحقيرة تمزيق نسخ من القرآن الكريم والاعتداء على المسجد الأقصىquot;.

nbsp;

nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp; =========م.ع.ش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى