.

كندا: ندوة تدعو إلى دعم المقاومة

شَهدت مدينة فانكوفر الكندية ندوة سياسية وجماهيرية هامّة نظّمتها “شبكة صامدون للدّفاع عن الأسرى الفلسطينيين” و”الجمعية الفلسطينية الكندية” ولجنة المقاطعة “بي دي أس” بهدف تسليط الضوء على الجرائم الصهيونيّة في فلسطين المحتلّة، ودور شركة السلاح الإسرائيلية المعروفة “ألبيت سيستمز” والعمل على سحب الاستثمارات الكندية من الصناعات العسكرية الإسرائيلية وبخاصة استثمار “سكُوشيا بنك” ومختلف الصناديق المالية التابعة للمصرف الكندي المعروف.

واستضافت الندوة الجريح الفلسطيني من قطاع غزّة محمد ظاظا، المتواجد حالياً في كندا لإستكمال العلاج، كما استضافت الناشط في بريطانيا روني باركان عضو “لجنة العمل الفلسطيني” الذي تم الإفراج عنه مؤخراً بسبب نشاطه ضد شركة السلاح الإسرائيلية “ألبيت سيستمز”، كذلك الكاتبة والناشطة السياسية من الجمعية الفلسطينية الكندية ماريون قوّاس. 

ورحبت المُنسقة الأممية لـ”شبكة صامدون” شارلوت كييتس بالضيوف والحضور وممثلي الجمعيات والنقابات، مُؤكدة على أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات الهادفة لكشف الجرائم الإسرائيلية ودور قوى الاستعمار الأوروبي والإمبريالية الأمريكية على نحو خاص، والتصدي للجرائم التي ترتكبها “اسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني منذ تأسيس الكيان الصهيوني ودعمه بالسلاح الغربي والأمريكي والاستثمارات الكندية.

واعتبرت كييتس هذه الاستثمارات المالية الضخمة التي توفرها البنوك والشركات لـ”إسرائيل” بمثابة مشاركة كندية مباشرة في الجريمة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، داعية الحضور وممثلين النقابات والجمعيات والحركات الطلابية إلى المشاركة الواسعة في المظاهرات التي سيجري تنظيمها الأسبوع المقبل أمام مقر “سكوشيا بنك” والمطالبة بسحب الإستثمارات الكندية وعدم توظيف أموال المواطنين في الصناعات العسكرية الصهيونية التي تنتج الموت والدمار.

بدوره تحدّث الجريح الفلسطيني محمد ظاظا عن تجربته الصعبة والمريرة كجريح من قطاع غزّة بعد إصابته وهو في الخامسة عشر من العمر، شارحاً رحلة العذاب المستمرة منذ سقوط صاروخ أطلقته مسيرة صهيونية من صناعة شركة “ألبيت سيستمز” في العام آب/أغسطس 2011، ومُوضحاً ما تعنيه حالة الحصار والعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ 17 عاماً، وما يُكابده الجرحى والجريحات من أجل تلقي العلاج والدواء داخل وخارج القطاع المحاصر. 

 

 

وجرى عرض فيديو قصير تضمن تقارير صحفية مصورة حول إصابة محمد ظاظا وأحد أقرباءه الطفل إبراهيم ظاظا  12 عامًا (بُترت يديه وقدميه قبل أن يستشهد) في قطاع غزّة وتداعيات تلك الجريمة الصهيونية البشعة على العائلة والأقرباء وسكان حي الشجاعية في القطاع.

وتسائل ظاظا في ختام حديثه عن أسباب جريمة الصمت الدولي حيال ما ترتكبه “إسرائيل” من جرائم يومية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين المحتلة، مُشدداً على استمرار النضال والعمل ضد الاحتلال الصهيوني من أجل أقامة عالم بديل تسود فيه قيم العدالة والسلام في فلسطين وبين كل الشعوب في العالم.

وقدّم الناشط روني باركان (تربطه علاقة صداقة قديمة مع الجريح محمد ظاظا) مداخلة تناولت دور “لجنة العمل الفلسطيني” في بريطانيا ضد شركة “البيت سيستمز” والنجاحات التي حققتها الحملة ضد مصانع الشركة باغلاق بعض مرافقها. كذلك أوضح باركان موقف الحملة والتزامها بالعمل المباشر والمنظم من أجل كشف جرائم هذه الشركات، وفضح خطابها المزيف وتوضيح دورها وموقعها المركزي في الإقتصاد الصهيوني وما تشكله من أهمية لجهة تطوير القدرات العسكرية للكيان الصهيوني.

 

 

وأكّد باركان على ضرورة تنسيق وتطوير كافة الجهود بين “لجنة العمل الفلسطيني” والقوى الصديقة في أمريكا الشمالية وأوروبا والعالم من أجل مضاعفة تأثير الحملة ضد شركات السلاح الصهيونية، ونقلها إلى نطاق عالمي واسع، وإغلاق هذه المصانع القاتلة المنتجة للحروب، والعمل على مُحاصرة الكيان العنصري في فلسطين، مؤكداً على الاستمرار في المشاركة لدعم نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته من أجل عودة اللاجئين الفلسطينين إلى ديارهم وإنهاء النظام الصهيوني العنصري في فلسطين من النهر إلى البحر.

كلمة الكاتبة والناشطة الكندية ماريون قوّاس تركزت حول الحملة الشعبية التي أطلقتها العديد من الجمعيات الفلسطينية والعربية والتضامنية ومضاعفة نشاطها من أجل سحب الاستثمارات من الاقتصاد الصهيوني وبخاصة الصناعات العسكرية الاسرائيلية والحملة الكندية لمقاطعة النبيذ الإسرائيلي، وكل ما تنهبه شركات الاحتلال من خيرات فلسطين والجولان السوري المحتل. 

 

 

ودعت قوّاس إلى تضافر وتطوير العمل المشترك والنشاط الفلسطيني في كندا من أجل تنظيم حملة شعبية ودولية ضد “بنك سكوشيا” الذي يستثمر في شركة “ألبيت سيستمز” والصناعات العسكرية الصهيونية بمبالغ وصلت إلى 500 مليون دولار، مُؤكدة على قدرة أنصار فلسطين في القارة على تحقيق نجاحات مهمة وممكنة في هذا الميدان، والمساهمة في النضال التحرري الفلسطيني ضد كيان الاحتلال وداعميه ومعاقبته على جريمة احتلاله لفلسطين وما ترتكبه قواته العسكرية من حروب وعدوان على الشعب الفلسطيني.

وفي ختام الندوة ذكّرت مديرة الندوة شارلوت كييتس جميع الحضور بالمشاركة في دعم نضال الحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال، وبخاصة قضية المناضل الأسير الكاتب وليد دقة، وإسناد مقاومة الشعب الفلسطيني وكسر الحصار الصهيوني الأمريكي، ومقاطعة كيان الاحتلال والشركات والدول الداعمة والمتحالفة مع المشروع الصهيوني، إلى أن يحقق الشعب الفلسطيني إنتصاره وينتزع حقّه في العودة وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى