ذكريات على الطريق
نعيش الحياة، وكل يوم يمضي يُصبح ذكرى، وتتكرر الأيام إلى أن نرحل نحن ويبقى ذِكرنا.
هناك الكثير من الأشخاص الذين مروا، وصنعوا لنا أجمل الذكريات
التي تملأ قلوبنا وتعطره، تمنينا لها أن تبقى للأبد، أما الذكريات الحزينة ترسم خطاً في القلب يُؤلم كلما استرجعنا حضورها.
لكن السؤال هل للضمائر ذكريات تؤلمها؟
للأسف بعض الناس ترتكب الجرائم، والسرقات، والنصب ولا تهتز ضمائرها لا في حاضرها ولا في ماضيها، وتعتبر الأيام التي مضت ولت وانتست ولا رقيب عليها.
لا يمكننا أن ننهي ماضينا، لكننا نستطيع نسيان ما مر علينا من آلام ومصائب وهذه من نعم الله وفضله،
أما أن ننسى أذية قمنا بها بحق غيرنا أو بحق أنفسنا لا أعتقد أن نسيانها نعمة بل نقمة لأن مرتكب الذنوب إذا لم يتذكر ويحاسب نفسه بالإستغفار والندم فإن نسيانه سيجعله عرضةً أكثر للوقوع بذات الخطيئة.
وأمثلة على ذلك ضرب الزوجة، أذية الجار، التجارة بالمحرمات، النصب باسم الدين، وغيرها من الأمور إذا لم نندم على فعلها هذا يعني أن المستقبل باقي على حالة الماضي والأيام مخزونها سنوات وتنتهي ونختمها بمقولة ضاع العمر يا ولدي .
كلما ذكروا اسمك ذكروا عملك، وكلما ذكروا عملك تمنوا لو لم يتعرفوا عليك.
الحياة كالسمفونية تبدأ بحركة سريعة وتنتهي بحركة بطيئة، إلا أن سمفونية الحياة الاجمل والأشد عظمة لأن فيها الكثير من التطابق في التنظيم والجمال الالهي. هي نعمة أوجدها الله وهي محسوبة علينا، ولا مفر من الحساب فيها فلنترك لأنفسنا ذكريات جميلة على طريق كل من صادفنا حتى إذا ذُكروا اسماؤنا ذُكرت رحمة الناس علينا.
ريما فارس