فُجِعَتْ وثُكِلَتْ كل الجالية اللبنانية والعربية في منطقة ديترويت الكبرى وميشيغان وسائر دول الإغتراب، بوفاة المأسوف على شبابه المرحوم المبرور الدكتور فادي أحمد صبح وعمَّتْ حالة من الحزن الشديد والتفجُّع لدى كل الاُسر والأفراد لِما كان للفقيد وعائلته من منزلة لديهم.
المرحوم فادي أحمد صبح هو شهيد بنظرنا لأنه كان يسعى لقوت عياله ويجاهد بعمله عندما نالت منه يد الغدر الأثيمة في مدينة محاذية لديترويت. لقد كان الفقيد الغالي من خيرة شباب ومتعلمي وكوادر هذه الجالية وفخرها وعزتها، نباهي فيه باقي الأمن والجاليات بسبب انكبابه على الدرس والتحصيل والمهنية حتى وصل لأعلى درجة في الصيدلة، ولكن قبل ذلك لأنه كان شاباً مؤمناً خلوقاً محترماً ومهذباً وطيباً وأصيلاً يسبق الجميع بالإبتسامة والسلام والسؤال عن أحوال كل من يلتقيه. كان المرحوم كلما رآني في مناسبة تجمعنا أو مكانٍ عام يسارع الخطى ويسلِّم بقلبه الكبير قبل يده وثغره الباسم الناصع علامته الفارقة مع وجهه الصبوح المُشمِس كتوصيف مجسَّم لإسم عائلته الموقَّرَة ويسأل عن خدمة يؤديها، وهكذا كانت كل معاملاته المحترمة اللطيفة مع الجميع ولم يكن له أعداء بل محبين.
إن خسارة المرحوم الشهيد فادي أحمد صبح لا تعوَّض وستبقى ذكراه على شفاهنا لعقود، وهو كالشهاب الثاقب الذي طبع عصرنا بوجوده فكان الضياء الذي يبقى أثره بعد رحيله والذي لا يُمحى بتقادم الزمن. رحم الله فقيدنا الحبيب وحشره مع نبينا محمد وآله وألهم عائلته وأهله ومحبيه وأصدقاءه ومعارفه وكل المغتربين الصبر والسلون.
خليل إسماعيل رَّمال
