.اقلام

مقارنة بين معارضتي للتواجد السوري في لبنان ومعارضة بسمة قضماني للنظام في سوريا

لابتوب، ديسكتوب، اكسسوار، كومبيوتر لابتوب، ديسكتوب، اكسسوار، كومبيوتر

مقارنة بين معارضتي للتواجد السوري في لبنان ومعارضة بسمة قضماني للنظام في سوريا
بقلم ناجي أمهز
منذ الأمس وأنا أشاهد رسائل التعازي وهي تمر أمامي عبر السوشيال ميديا من بعض اللبنانيين وتحمل عبارات الحزن والأسف والخسارة على سيدة توفيت جراء إصابتها بمرض عضال، وعندما قرأت خبر التعزية وعرفت أن هذه السيدة هي معارضة للنظام في سوريا، حقيقة ودون مبالغة فوجئت بهذا التوصيف “أنها معارضة”، فأي شخص يشاهد صورها وللوهلة الأولى يعتقد أن المتوفاة هي مطربة من الجيل القديم أو ممثلة أدت أدوار البطولة على خشبات المسرح وفي دور السينما، أو حتى مخترعة قصص، أقصد يمكن أن تتخيل هذه السيدة أي شيء إلا أنها تكون معارضة في السياسة.
فوجه هذه السيدة بسمة قضماني يشير أنها سيدة برجوازية، وما تنفقه للمحافظة على بشرتها يحتاج إلى ميزانية شعب من الفقراء، كما أن ثيابها ونمط حياتها من بذخ وترف والصور لمنزلها يؤكد أنها تعيش رفاهية لا يحلم بها بعض ملوك وأثرياء العالم.
وعادة مثل هذه الطبقة تكون منفصلة تماما عن هموم ومشاكل الشعب الكادح.
كما أن لقب معارضة لهذه السيدة، هو للأمانة التاريخية، لقب فضفاض وواسع وكبير جدا عليها، فأنا عندما أقارن بين معارضتي سابقا للسوريين في لبنان، وبين معارضة بسمة قضماني للنظام في السورية، أجد فرقا شاسعا بين الاثنين، فأنا كنت عاجزا عن تامين قوت يومي أو قادرا على شراء حذاء انتعله من كثرة السير، وحتى كنت لا أستطيع أن أغفو من القلق، بينما هذه السيدة يبدو أن معارضتها عبارة عن نوم هانئ في فراش وثير بأهم وأفخم وأضخم الفنادق في العالم، واستيقاظها على موسيقى باخ، من ثم أخذ “الدوش الساخن” وحضور مصفف الشعر، وبعدها ارتداء الملابس “السينيه من أشهر الماركات العالمية” ووضع عطرها الجذاب، ثم تناولها لأطيب وجبات الإفطار الصحية، مع ارتشافها للقهوة في شوارع الشانزليزيه، وبعد هذا الاهتمام الصباحي، تذهب إلى المؤتمر الذي بدوره مكيف وفيه كل اساليب الراحة والسلامة العامة، حيث تلقي كلمتها وفيها بعض العبارات الروتينية التي عادت تكون تافهة امام وجع الشعب الحقيقي، وبعد التقاط الصور تتوجه لتناول وجبة الغداء من اغلى انواع الكافيار في العالم باهم المطاعم واشهرها.
حقيقة لا أفهم كيف استطاع مثل هؤلاء المعارضين، خداع بعض الشعب السوري، الذي صدقهم، حيث دمر بلده وضيع مستقبل أطفاله وشرد عائلته، في أصقاع الدنيا، ليعيش في المخيمات يتصبب عرقا في الصيف، ويموت من الصقيع في الشتاء، بينما هؤلاء المرتزقة، تجار الوطنية الذين أسموا أنفسهم معارضين يعيشون في القصور والفنادق، ويعتاشون على دماء الشعب السوري ودمار سوريا.
ولكن فورة الاستغلال هذه، لوجع وأحلام الشعوب تحصل في جميع الدول، وأنا في أوقات كثيرة اكتب عن تجربتي العونية لمعارضة التواجد السوري في لبنان، كي تكون هذه التجربة عبرة لمن يعتبر، ومع ذلك عندما أعود في الذاكرة إلى الوراء واتخايل كيف كنت أعارض السوريين سياسيا على الأرض، وكيف كان الجنرال عون يعارضهم من باريس، وأقارن بين الحياة التي كان يعيشها لجنرال عون وبين الحياة التي عشتها حتى اعتقالي في البوريفاج ، اصرخ في نفسي كمْ كنت حمارا وغبي.
اصلا ماذا غيرت معارضتي، على المستوى الوطني لا شيء، بينما الاخرين يعيشون رغد الحياة على حساب نضالي، 
عندما كتبت “سيادة الرئيس حافظ الاسد انا ناجي امهز العوني السابق بعتذر من صباطك”، قال الكثير من النخب السياسية، انه بعد هذا المقال، لن يكون هناك بعد اليوم معارضة في لبنان، فتجربة ناجي امهز ستبقى علامة فارقة، لذلك رغم الصراخ والعويل والتهويل عن الاحتلال الفارسي وسلاح الحزب وعبارات السيادة والحرية والاستقلال والنظام السوري، لم يعد يصدقها احد، ولم تعد تجد اذانا صاغية لها، بل الذي يستخدم مثل هذا الاسلوب يسخرون منه وينكتون عليه، انه “خيطلك بغير هالمسلة”.
وفعلا، لو عاد في التاريخ الى الوراء، ودفع لي عن كل ساعة معارضة مليون دولار اقسم بالله العظيم انني لن أفعلها، لقد كنت مجنونا مختل عقليا، خاصة انني عرفت وفهمت بعد تجربة مريرة، ان التغيير هو تغيير في النمط والسلوك الشعبي، ليس بتغيير الاشخاص، والدليل ان السوريين خرجوا من لبنان ورجع الجنرال عون من فرنسا، وانتخب نائب وعين الوزراء واصبح رئيسا للجمهورية، وبالختام امراء الحرب لم يذهبوا الى منازلهم بل زادت سطوتهم واتسع نفوذهم، ولم يتغير شيء بل اصبح الوضع اسوا بكثير، انهيار وطني وطائفي ومالي، مما اكد بأن لا عودة الجنرال عون انقذت لبنان، ولا التواجد السوري هو السبب بما كان يجري في لبنان، بل الشعب هو المسؤول اولا واخيرا عن اي تغيير.
لذلك اناشد المعارضين الذين استيقظ ضميرهم ان يعودون الى وطنهم الام شام الياسمين، خاصة بعد قرارات العفو التي اقرها واصدرها السيد الرئيس الدكتور بشار حافظ الاسد، وان يفضحون هؤلاء المدعين المعارضة، كتابة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
فكل هذه المعارضة التي تعيش في الفنادق وعلى موائد الطعام في العالم وتدعو الى التطبيع مع العدو الاسرائيلي، لا تعادل حذا جندي سوري استشهد دفاعا عن الارض بوجه التكفيريين، بل كل نقطة دم سقطت او منزل تدمر، هذه المعارضة ومن معها ومن خلفها هي المسؤولة عنه.

طبيب اسنان، #طبيب_اسنان، الدكتور علي حسن، #الدكتور_علي_حسن، @علي @حسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock