.

الصحف الإيرانية: ماذا يعني انضمام إيران رسميًا إلى منظمة "شنغهاي" للتعاون؟

سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء الضوء على الإعلان المرتقب لانضمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية رسميًا إلى منظمة التعاون في شنغهاي.

وبحسب صحيفة “كيهان”، قال الأمين العام لمنظمة “شنغهاي للتعاون” تشانغ مينغ يوم الجمعة الماضي خلال محادثة هاتفية أجراها مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان “إنه اعتبارًا من يوم 4 تموز/يوليو الجاري، ستتمتع جمهورية إيران الإسلامية بجميع الحقوق المعطاة إلى الدول الأعضاء في المنظمة”.

وذكرت الصحيفة أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال يوم الجمعة الماضي خلال كلمة ألقاها في مركز الدبلوماسية لمنظمة شنغهاي للتعاون في موسكو :”إنه خلال الاجتماع القادم للمنظمة في 4 تموز/يوليو، ستصبح إيران وبيلاروسيا رسميًا عضوين دائمين في المنظمة”.

الصحيفة ذكّرت بأن “هذه المنظمة تشكلت على أساس التعاون الأمني والسياسي وحاولت متابعة هذه القضية طوال مدة فاعليتها، لكن في السنوات الأخيرة خاصة بعد العقوبات المفروضة على روسيا والصين ازداد توجه هذه المنظمة نحو التعاون الاقتصادي”.

وبحسب الصحيفة “بالنظر إلى السياسة المعلنة للحكومة الإيرانية الـ13 في مجال العلاقات الخارجية وإعطاء الأولوية لتوسيع العلاقات مع الدول المجاورة والمنطقة، فإن عضوية إيران في منظمة شنغهاي الإقليمية توفر للبلاد العديد من القدرات في مجال تطوير العلاقات مع الدول الأعضاء”، واعتبرت الصحيفة أنّ “الشيء المثير للاهتمام حول انضمام إيران إلى المنظمة هو أن النشطاء السياسيين والإعلاميين التابعين للحكومة السابقة –أي الإصلاحيين- ومنهم وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف زعموا أنه لا يمكن الانضمام إلى المنظمة دون خطة العمل الشاملة المشتركة”.

وقالت: “كل يوم يتبين مظهر جديد من مظاهر بطلان ادعاءاتهم، فعلى الرغم من تغير السياسة الخارجية للحكومة الثالثة عشرة، تم قبول إيران كعضو مراقب في منظمة شنغهاي للتعاون الاقتصادي”.

وأكدت الصحيفة أن “المسؤولين الحكوميين السابقين ذهبوا إلى أبعد من ذلك، إذ قال الرئيس الإيراني السابق الشيخ حسن روحاني في نيسان/أبريل 2016: “إذا لم يكن هناك خطة العمل الشاملة المشتركة، فلن نتمكن خطوة بخطوة من تصدير حتى برميل واحد من النفط”.

مؤشرات على “واقعية” الغرب في المفاوضات

من جهة أخرى، أشارت صحيفة “إيران”:  إلى أن “بوادر تفكك محادثات رفع العقوبات بدأت بالظهور في الوقت الذي واجهت فيه هذه المحادثات في السابق مأزقًا بسبب تباطؤ أميركا في اتخاذ القرارات والأمل في الحصول على نقاط إضافية لخطة العمل الشاملة المشتركة والاعتماد على خطط تستند إلى عمليات نفسية في حالة الاضطرابات الداخلية الإيرانية”.

ولفتت الصحيفة إلى أنه “بهدف الوصول إلى خطة العمل الشاملة المشتركة أرجأ الرئيس الأميركي جو بايدن القرار بشأن الاقتراح الإيراني النهائي والذي قبلته الأطراف الأخرى ولكن بعد الفشل في الوصول إلى مثل هذا الاتفاق، اضطر للدخول في مفاوضات مرة أخرى، وهو ما لم يكن يرغب فيه”، معتبرة أنه “مضطر الآن إلى اتباع سياسة تخفيف التوتر على أمل التدخل لتدارك سرعة التقدم النووي الإيراني”.

وبحسب “إيران”، أظهرت التطورات في الأشهر الأخيرة أنّ لهذه السياسة الأميركية نتيجة عكسية وبدلاً من التراجع سارعت إيران في الأنشطة السلمية لصناعتها النووية ودخلت حقبة جديدة من تحالفات القوى الناشئة في آسيا. وقد أُعلن أن المستشار الإقليمي للرئيس الأميركي جو بايدن” بدأ رحلاته إلى عمان بدلاً من روبرت مالي من أجل بدء جولة جديدة من الجهود بشأن مفاوضات رفع العقوبات بوساطة مسقط”.

ولفتت إلى “التقارير التي تفيد أن عددًا كبيرًا من وسائل الإعلام الغربية بما في ذلك “وول ستريت جورنال” و”أكسيوس” و”ميدل إيست آي” نشرت في الأيام الأخيرة أخبارًا حول اتفاق غير مكتوب بين إيران والولايات المتحدة في سياق المفاوضات التي أجرتها إدارة بايدن”.

الحرب التي تدور خلف الكواليس

وفي سياق متصل، أشارت صحيفة ” مردم سالاري” إلى أن “التحليلات تُظهر بوضوح أن جزءًا كبيرًا من العقوبات والتدابير العقابية التي فرضها الغرب على البلاد خلافًا لهدفها الرئيسي (المتمثل بخلق ردع ضد إيران وإضعاف البلاد)، تسببت بالفعل في زيادة قوة جمهورية إيران الإسلامية. وقد أكدت الاستخبارات الأميركية في تقرير سنوي مكتوب يركز على تقييم التهديدات أن قراصنة الإنترنت وقوات الإنترنت الإيرانية زادوا بشكل كبير من معرفتهم وخبراتهم، مشيرة إلى أن “القوات الإلكترونية الإيرانية تستخدم أدوات متنوعة ومعقدة في عملياتها الإلكترونية ضد أعدائها”.    

وبحسب الصحيفة، “في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 أشارت شركة مايكروسوفت Microsoft في تقييمها للقدرات الإلكترونية لإيران إلى أن القوات الإلكترونية الإيرانية تتحلى بالصبر والمثابرة، في وقت يقول فيه الكيان الصهيوني أن إيران نفذت أيضًا هجمات إلكترونية واسعة النطاق على أنظمة المستشفيات وشبكات المياه والصرف الصحي في الأراضي المحتلة”، وقالت: “بالنظر إلى حجم التوترات الإلكترونية الأخيرة بين إيران والكيان الصهيوني، يعتبر بعض المراقبين والمحللين أنه من المحتمل أننا ما زلنا في بداية الرحلة وينبغي أن نتوقع المزيد من الصراعات والهجمات الإلكترونية من كلا الجانبين”.    

وأضافت أن “العديد من المحللين الذين يتابعون أنماط الهجمات الإلكترونية في جمهورية إيران الإسلامية لفتوا إلى أن إيران أصبحت أكثر تعقيدًا في هجماتها، وتحديدًا في الهجمات الإلكترونية التي شنت على شبكة الكهرباء وخوادم الإنترنت في الكيان الصهيوني والتي ألحقت أضرارًا جسيمة بالنظام المصرفي الإسرائيلي”، وأضافت أن “إيران تعاملت مع هذه القضية بشكل معقد للغاية لدرجة أن البعض في الكيان اضطر إلى شراء مولدات كهربائية وإعداد نسخ مختلفة من وثائقهم وبياناتهم الحاسوبية لخشيتهم من فقدان معلوماتهم والعديد من الوثائق أثناء الهجمات الإلكترونية الإيرانية”.    

وتابعت الصحيفة أنّ “الكيان الصهيوني يخشى أن تؤدي الهجمات الإلكترونية الإيرانية إلى شل قدراته الاقتصادية والتكنولوجية إذ أظهرت الهجمات الأخيرة التي شنتها إيران على بعض قواعد البيانات والمعلومات الخاصة بالنظام الصهيوني أن “تل أبيب” تعاني من عدم الاستعداد للتعامل مع الهجمات الإلكترونية”، وقالت: “في الواقع أظهرت هذه الهجمات أن الكيان الصهيوني ضعيف للغاية وهش أمام الهجمات الإلكترونية ضده”.

وختمت الصحيفة بالقول: “إذا استمر اتجاه التوترات السيبرانية بين إيران والكيان الصهيوني، فمن الممكن أن تتغلغل القوة السيبرانية الإيرانية في مجالات الأسلحة والصواريخ للكيان والتي يمكن أن يكون لها في حد ذاتها عواقب وخيمة على “إسرائيل””.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى