السيدة مريم العذراء بين الولادة والانتقال الى عالم الاخرة دروس وعبر
بقلم الشيخ توفيق حسن علوية
استاذ في الحوزة العلمية
لمريم عليها السلام قصة ولادة وقصة رحيل وانتقال من عالم الدنيا الى عالم الاخرة عبر قنطرة الموت ، اذ كل نفس ستذوق الموت كما نطق القران المجيد ، فكما ان مريم عليها السلام ماتت ورحلت عن عالم الدنيا وانتقلت الى عالم الاخرة كذلك اي شخص فينا .
اما قصة ولادتها فملخصها ان عمران كان نبيا من انبياء بني اسرائيل ، وكان قد وعد بمجيء مولود يكون رسولا من الرسل الى بني اسرائيل بعد نبوة موسى عليه السلام ، والحال ان زوجته ام مريم التي اسمها حنا او وهيبة بالعربية كما في بعض الماثور انجبت بنتا لا ذكرا ، وانطلق التشكيك من بعض اوساط بني اسرائيل حول وعد عمران ؛ الا ان زكريا عليه السلام شرح لهم الحكمة الربانية التي تقتضي ان تاتي الام قبل الولد ، فتكون الام صديقة طاهرة كي يكون للوليد القادم إعدادا طاهرا في رحم طاهر ، فمريم عليها السلام كانت مقدمة اعدادية طاهرة لوليد طاهر ، وهذا الذي حصل ، ولكن المشكلة ان ام مريم كانت قد نذرت بان يكون وليدها الجديد الذكر – حسب المفروض – محررا اي خادما للمعبد ولا يقوم بأي عمل اخر ، والحال انها بنت لا ذكر ، والبنت لا يتسنى لها تنفيذ هذا النذر بحسب الاعراف السائدة انذاك ، الا ان الله المتعال تقبلها وتقبل ان تكون خادمة للمعبد ، وتزاحم كبار بني اسرائيل على تكفل هذه البنت كونها بنت احد الانبياء ، وحظي النبي زكريا عليه السلام بهذا الشرف الرفيع بعد اقتراعهم بالاقلام ، وهو قوله تعالى مخاطبا رسوله الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم في سورة ال عمران : { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } . وفعلا قامت مريم عليها السلام بخدمة المعبد وقد احاطها الله المتعال برعاية خاصة ، وقام زكريا عليه السلام في كفالتها خير قيام ، وكان زكريا عليه السلام يشاهد كراماتها الخاصة التي خصها الله المتعال بها ، وهكذا ترعرعت على العبادة والتقى وفعل الخير ، ومع تقادم الايام والاعوام اتاها جبرائيل عليه السلام وبشرها بالمسيح عليه السلام من دون زوج يمسها ومن دون ان يكون له اب كاعجاز الهي نظير خلق النبي ادم عليه السلام بلا ابوين ، وهكذا حملت بالمسيح عليه السلام وعندها اتجهت الى مكان بعيد ، وهناك اولدت المسيح عليه السلام ، وحينما رجعت الى قومها اتهمهوها بالفجور والعياذ بالله ، وهو قوله تعالى في سورة النساء حكاية عن بعض بني اسرائيل { وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا } ، فأنطق الله المتعال الوليد كآية اعجاز لتبرئتها ، وانطلق الوليد الجديد بعد انطواء الايام والاعوام في رحلة الرسالة التي عمدتها توحيد الله المتعال والدعوة الى عبادته والبشارة بالرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم وبالحجج الالهيين بعد الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم ، وكان في ايام واعوام رسالته الشريفة يصنع المعجزات الالهية باذن الله المتعال وبإقدار منه سبحانه ، وعندما بدا التهديد الفعلي على حياته الشخصية طلب النصرة ممن حوله فاجابه الحواريون كما قال تعالى : { فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٥٢) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ } . ثم ان الله المتعال انقذه من مكر المكرة بعدما عزموا على قتله ، فرفعه اليه وذهلوا عنه بشبيه له اشتبهوا انه هو كما قال الله المتعال في سورة النساء حكاية عن بعض بني اسرائيل : { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (١٥٨)وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا }
، وسياتي في اخر الزمان مع الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف ليكون خير معين للامام المهدي عجل الله فرجه الشريف لتاسيس حكومة العدل العالمية ، وهو ذاك الامام الذي تم السلام عليه من قبل الاطفال في نشيد سلام يا مهدي .
وقد تحدث القران المجيد عما قدمناه حيث قال الله المتعال : { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٣٤)إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٣٥)فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٣٦)فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٣٧) . وقال تعالى :
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (٤٢)يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٤٤)إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٥) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (٤٦)قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٤٧)وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (٤٨)وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٤٩)وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (٥٠)إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٥١)فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٥٢) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (٥٣)وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (٥٤)إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٥٥)
هذا عن ولادة السيدة مريم عليها السلام اما عن موتها وانتقالها من عالم الدنيا الى عالم الاخرة بعد موتها ، فالمشهور بل المنصور عندنا ان السيدة مريم العذراء البتول الطاهرة القانتة العابدة المحصنة قد رحلت عن عالم الدنيا قبل ارتفاع المسيح عليه السلام الى السماء ، والخبر الشريف عندنا تحدث عن تغسيل المسيح عليه السلام لها بعد وفاتها لكونه صدِّيق
ولا يغسل الصدِّيق الا الصدِّيق ، فالمسيح عليه السلام صدِّيق ومريم العذراء عليها السلام صدِّيقة ، فلا يغسلها الا المسبح عليه السلام ، تماما كما ان الامام علي عليه السلام صدِّيق
والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام صدِّيقة
ولم يغسلها كصدِّيقة الا الامام علي عليه السلام االصدِّيق ، فقد ” دلت الروايات: على أن علياً عليه السلام، هو الذي غسّل الصدِّيقة الطّاهرة عليها السلام . وورد في بعضها : أن المفضل بن عمر سأل الإمام الصادق عليه السلام : من غسَّل فاطمة «عليها السلام ؟! قال: ذاك أمير المؤمنين ( اي الامام علي عليه السلام ) . قال المفضل : فكأنما استفظعت ذلك من قوله . فقال لي: كأنك ضقت بما أخبرتك ؟! فقلت : قد كان ذلك جعلت فداك ! فقال: لا تضيقن، فإنها صدِّيقة ، لم يكن يغسلها إلاصدِّيق؛ أما علمت أن مريم لم يغسلها إلا عيسى؟! فما ذكر في بعض الروايات من أنها «عليها السلام» أوصت أسماء بنت عميس: أن لا يغسلها إلا هي وعلي عليه السلام . فكان كذلك ، لا ينافي ذلك ؛ إذ يكفي في صدق تغسيل أسماء لها معونتها لأمير المؤمنين عليه السلام .. ولعل المراد هو : مشاركة أسماء في بعض الأمور التي يحتاج إليها عليه السلام في تغسيل الصدِّيقة عليها السلام ، لأن أسماء ليست صديقة، لتتمكن من تغسيل الزهراء عليها السلام ، ولو بنحو المشاركة.. ويدل على ذلك: ما روي عن أسماء أنها قالت: أوصت إلي فاطمة عليها السلام : أن لا يغسلها إذا ماتت إلا أنا وعلي ، فأعنت علياً على غسلها . فذكرت معونتها لعلي، لا مشاركتها له عليه السلام . ( راجع الصجيح من سيرة الامام علي ، ج ١١ ، ص ٧ وما بعدها ) .
فالسيدة مريم العذراء عليها السلام صدِّيقة كما نص القران المجيد على ذلك بقوله في سورة المائدة : { مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } . والمراد بالصديقة اي المبالغة في الصدق ، والتي تشبع مفهوم الصدق الى ارقى مستوياته بحسب الامكان البشري ، والتي تكثر من الصدق حتى لا يستطيع اي احد التفكيك بين الصدق وصاحبه .
ان الدروس والعبر من قصة ولادة مريم عليها السلام ومن قصة موتها وانتقالها من عالم الدنيا الى عالم الاخرة كثيرة وجمة وغفيرة ، منها ان السيدة مريم عليها السلام لما كانت موحدة عابدة قانتة فاعلة للخير فإن الله المتعال تقبلها ، وهكذا نحن علينا ان ننتهج هذا النهج ليتقبلنا الله المتعال ويتقبل اعمالنا ، ومنها ان التربية بالقدوة للاجيال من الامور المهمة ، ومنها عدم الاستعجال بالاحكام وبالتشكيك فالحكمة الالهية بعد حين كافية في إفهامنا الكثير من الامور التي نجهلها ، ومنها عدم اتهام النساء بالفجور من دون بينة شرعية قاطعة وناصعة فإن في هذا بهتانا عظيما ، ومنها ان الكثير من الامور يمكن ان تكون بدايتها صعبة الا ان الفرج لا بد وان يتحقق بعد حين ، ومنها ان نجعل الله المتعال هو المدافع هنا من خلال التحصن بالايمان والتقوى ، ومنها ان خدمة الله المتعال لا تعيقها لا الذكورة ولا الانوثة طالما ان العزيمة قوية والارادة صلية ، اما عن قصة رحيلها عليها السلام فنستفيد من ذلك ان يكون الانسان صادقا في كل اقواله وافعاله ، وان تكون شعاراته وظواهره منسجمة تمام الانسجام مع سلوكياته ، وقد ورد ان المسيح عليه السلام راى والدته في المنام وقالت له ما حاصله انها لو رجعت الى الدنيا لصامت في الايام الحارة الشديدة الحرارة وقامت للصلاة في الليالي الشديدة البرودة من عظة ما شاهدت من بركات الصلاة والصوم .
ويكفي مريم عليها السلام فخرا ان الله المتعال جعلها مثالا اعلى للمؤمنين في قوله تعالى بسورة التحريم : { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١١)وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ } .
ونحن نعتقد ان السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام هي سيدة النساء بالمطلق ومريم عليها السلام سيدة نساء عالمها ، بقيت اشارة اخبرة وهي ان للاسلام والقران المجيد فضل كبير في تصديق ان المسيح عليه السلام قد تمت ولادته بلا اب ، وفي تبرئة مريم عليها السلام من فرية بعض اوساط بني اسرائيل من خلال اية اعجاز نطق وليدها المبارك . والحمد لله اولا واخرا ، وصلى الله على محمد وعلى اله الاطهرين