.

مرشّح التقاطعات والمليارات المفقودة

د. زكريا حمودان

أعلن مجموعة من الأفرقاء السياسيين في البرلمان ــ وتحديدًا المسيحيون منهم ــ تقاطعهم على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.

التشديد على التقاطع

رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل هو أول من أعلن التقاطع مع باقي الكتل الداعمة للوزير السابق جهاد أزعور، وبحسب مسلسل المفاوضات كان غياب الثقة واضحًا بين القوى المتقاطعة فيما بينها.

خلال تسمية جهاد ازعور كان واضحًا ان الشرح ركيك للغاية، فكل من أعلن دعمه له قدم تبريرًا فيه من التنصل كما من الدعم، ما يجعل التسمية دون المستوى المطلوب. واذا أردنا الغوص في مواقف الداعمين نجد أنه من الملفت اعتراف أحد النواب الداعمين غياب المشروع الواضح لأزعور، حيث قال: من يريد شيئًا من أزعور فليتصل به!

دعم مرشح الـ١١ مليار دولار والفساد المالي

بحث الداعمون عن مرشح من عمق المنظومة المالية لرئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والمسؤول عن مليارات صُرفَت في ظل وجود أزعور في وزارة المالية بين عامي ٢٠٠٦ و٢٠٠٨. هل سأله أحدهم عن الـ١١ مليار دولار؟ وعن أدائه المالي في ظل حكومة السنيورة؟ أو حتى عن اتهامات متبادلة سابقة بين تيار “المستقبل” و”التيار الوطني الحر” عن تلك الحقبة التي كان أزعور رأس حربة فيها؟

ماذا عن الميثاقية؟

يعترف الجميع بأنَّ ما يحصل خارج عن التفاهم مع كتلتي حزب الله وحركة أمل ذات التمثيل الغالب للطائفة الشيعية بالاضافة الى حلفائهما من باقي الطوائف. هنا السؤال الجوهري للحريصين على الميثاقية: هل تبحثون عن انتخاب رئيس دون ميثاقية سابقة ولاحقة؟ وكيف ستتكلف الحكومات وتتشكل؟

في الخلاصة، لا شك أن التوافق المسيحي ضروري جدًا في عملية انتخاب رئيس للجمهورية، لكن على دعاة الميثاقية اليوم أن يعدّلوا حساباتهم لكي لا ننتهي بلا انتخاب ولا ميثاقية!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى