.

34 عامًا على رحيل الامام الخميني.. نهجٌ مستمر ومفعم بالإيمان والأمل

مختار حداد/طهران

في الذكرى الـرابعة والثلاثين لرحيل مفجّر الثورة الإسلامية في إيران الإمام الخميني (رض) شهدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومختلف دول العالم مراسم وندوات شعبيّة ورسميّة لتكريم ذكرى قائد المستضعفين والثوار الذي رحل عن هذا العالم ولكن ترك خلفه إرثًا ونهجًا يتبعه المسلمون والأحرار لمواجهة الهيمنة الاستكبارية والصهيونية.

النهج الذي رسمه الإمام الخميني يتّبعه الأجيال جيلًا بعد جيل، وباتباعه استطاع الشباب  أن يُفشلوا المخططات الصهيو-أمريكية، ومن بعده أكمل سماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي المسيرة، ورفع الراية، ويقود هذه الحركة التي تتكل على الإيمان بالله عز وجل والأمل بالمستقبل.

وبهذه المناسبة، استضافت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضيوفًا من مختلف دول العالم أكدوا أنّ الشعوب الحرة متمسكة بنهج مفجّر الثورة الإسلامية.

في هذا الإطار، شهدت العاصمة طهران إقامة مؤتمرين بهذه المناسبة أحدهما هو المؤتمر الدولي تحت عنوان “الخطاب التوحيدي الأخلاقي للإمام الخميني (رض) في العالم المعاصر، الانجازات والمستقبل القادم”، فيما المؤتمر الدولي الثاني بعنوان “الامام الخميني، حقيقة خالدة”.

وفي كلمته خلال مؤتمر الخطاب التوحيدي، قال سماحة السيد حسن الخميني: إنّ “الثورة الإسلامية التي قامت في مجتمعنا، حملت رسالة إلى ما وراء حدود إيران، حيث كان لها صدى واسعًا. فقد جاءت الثورة الإسلامية برسالة هامة، وهي عودة المعنويات إلى المجال الاجتماعي، حيث قامت ولأوّل مرّة في العالم، ثورة دينية تعلن أن القيم الدينية يجب أن تعود إلى الحياة الاجتماعية”.

بدوره، قال رئيس مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني (رض) الشيخ الدكتور علي كمساري، خلال كلمة له في مؤتمر الحوار الدولي إنّ “الامام الخميني لم يقم بأي عمل لنفسه قط، بشهادة التاريخ، تلامذته وأصحابه، وكل ما عمل به كان محوره الله تعالى، حتى في الوقت الذي أراد فيه نشر رسالته العمليّة. لذلك فقد جعل الله عز وجل محبته في القلوب تهوي إليه، لأنّ الهدف كان رضى الخالق جلّ جلاله، حيث يتعالى اسمه، رغم كل ما يقوم به الأعداء، يومًا بعد يوم”.

* الامام الخميني مجدد

موقع “العهد” الإخباري استصرح عددًا من المشاركين الأجانب في المؤتمر حول شخصية الامام الخميني ورسالته وأبعادها، حيث قال إمام وخطيب مسجد محكمة الدولة العليا في بنغلاديش الشيخ أحمد رضا فاروقي في تصريح لـ “العهد” إنّ “لأفكار وأعمال الإمام الخميني أهمية وتأثير كبير في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فسماحته مجدد في العلوم، وكان مهتمًّا جدًّا بحياة الناس، خاصة الأجيال الجديدة، لأنّ الثقافة الغربيّة هدفت إلى تدمير حياة الشعوب من خلال ترويج الكفر، ولكن الامام جاء وواجه هذه الهجمة الغربية عبر إرشاد الناس إلى الله ورسوله”.

* شخصية الامام الخميني

بدوره، قال العالم والمؤرخ العماني الشيخ منذر السيفي في تصريح لموقع “العهد” الاخباري: “لا شكّ أنّ شخصية الإمام الخميني من الشخصيّات المهمّة التي يُعتدّ بها في الجوانب الدينية والإخلاقية، وفي الفكر والفلسفة، حيث إنّ حياته كانت مليئة بالاجتهاد والعلم والمعرفة والعرفان والحكمة”، وأضاف “الله سبحانه وتعالى جعل في كل أمّة من يأتي ويجدّد في علومها، والإمام جاء للتجديد في العلوم”.

* الإفكار الوحدوية والإنسانية للامام الخميني

من جانبه، قال إمام وخطيب مسجد وحسينية الإمام الحكيم في اقليم كردستان العراق الشيخ حسين خوشناو في تصريح لـ “العهد”: “نحن نرى من خلال هذه الزيارات وحضور شخصيات مهمّة في ذكرى رحيل الإمام الخميني بأنّ هناك تأثيرًا قويًّا لفكر الإمام الراحل في مختلف دول العالم، وخاصة أنّه كان رائدًا في طرحه للأفكار الوحدوية والإنسانية”، ولفت إلى أنّ “هذه الشخصية القوية لقد أثّرت بشكلٍ قوي في الشعوب الإسلامية والحرّة في العالم، وهي (أي الشعوب) تعرف هذه القوة والإنسانية والبساطة لدى الإمام الخميني قدس سره الشريف”.

* شعوب امريكا اللاتينية متأثرين بشخصية الإمام الخميني

عالم الدين الأرجنتيني الشيخ عبد الكريم باز لفت إلى أنّ “الشعوب في منطقة أمريكا اللاتينية يعرفون الجمهورية الاسلامية وعظمتها ومكانة سماحة الإمام الخميني، وهم متأثرون بشخصية هذا القائد الكبير، وقد تأثروا كذلك بالثورة الاسلامية المباركة في ايران”، وأضاف في حديث لموقع “العهد” الاخباري “نحن نتذكر بأنّه عندما أرسلت إيران قبل سنوات قليلة سفنًا إلى فنزويلا لكسر الحصار، هذا الأمر أثّر كثيرًا على شعوب أمريكا اللاتينية”.

وتابع “اليوم الجميع يقول أنّ النظام المتعدد الأقطاب يتشكّل من ثلاث دول رئيسية وهي إيران وروسيا والصين، وهذا يدل على مدى قوة إيران اليوم، وهذا كان بفضل الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني”، وأشار إلى أنّ “عظمة ايران اليوم تكمن في اتباعها منهج الإسلام، وفي وجود قادة وشخصيات كالإمامين الخميني والخامنئي، وبفضل دماء الشهداء ووجود شعب مؤمن ومضحي”.

* ما قام به الإمام الخميني حقّق الاستقرار والعزّة والكرامة

“الإمام الخميني أوجد انقلابًا في الرؤية السياسية والفكرية والثقافية على مستوى العالم”، بهذه العبارة بدأ مدير مجمع الرسول الأعظم (ص) في سورية السيد أيمن زيتون حديثه لموقع “العهد”، وأضاف “أوّل انتصار الثورة الإسلامية في إيران كان كلّ العشاق والمتعطّشين للحقيقة ومقاومة الباطل والطاغوت والاستكبار العالمي كانوا ينظرون ويتابعون لحظة بلحظة عودة الإمام الخميني لإيران”.

وأضاف: “كان معظم الشباب العربي والإسلامي ينظرون للإمام الخميني على أنّه القائد، وكانوا يعشقون الإمام، وأنا اعتبر أنّ الحرب التي فُرِضت على إيران كانت لعزل التأثير على الجانب الشعبي وحبّ الإمام الخميني في أوساط العالم”.

وتابع “الآن يشعر الناس في الوسط العربي، أنّ ما قام به الإمام الخميني والنتائج التي وصلت إليها الجمهورية الإسلامية في إيران أدّى إلى تحقيق الاستقرار والعزّة والكرامة، وأن يكون لإيران دور في هذه العالم من دون أن تكون تابعة لأمريكا والصهاينة”.

وأوضح السيد زيتون “لهذا نجد حقيقة أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران اليوم هي قدوة وأسوة، ينظر إليها الآخرون من خلال ما يحدث من تطورات علميّة وصناعيّة وثبات ومقاومة، وهذا ما أسس حالة العزة والقوة”، وختم “لهذا يعتبر الناس أن الثورة الاسلامية لها مصداقية، وهي ليست ثورة شعارات بل هي ثورة مبادئ وهي تتابع العمل من أجل تحقيق هذه المبادئ وتقف إلى جانب كل من لديه مبادئ”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى