.

زيادة صادرات النفط إلى أعلى مستوى تتصدّر الصحف الإيرانية 

تصدّرت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء (11/7/2023) مواضيع عديدة وأهمها موضوع ازدياد صادرات النفط الإيرانية اذ وصلت الزيادة في الصادرات من النفط والغاز في أيار 2023 إلى أعلى مستوى لها منذ بداية جولة العقوبات الجديدة والتي فُرضت بالتزامن مع انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) بهدف خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر.    

وبحسب تقرير صحيفة “إيران” “لطالما تعرّضت صناعة النفط الإيرانية لعقوبات مختلفة منذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1957 وعلى الرغم من أن الغرض من تطبيق أحدث جولة من العقوبات في الوقت نفسه مع انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) كان الحد من صادرات النفط في البلاد مع عودة العقوبات النفطية في تشرين الثاني 2017، فإن العديد من المشترين بما في ذلك كوريا الجنوبية والصين والهند واليابان استوردت نفطها الخام ومكثفات الغاز من إيران”.

وتابعت: “كان حل الحكومة السابقة لهذه القضية هو شراء ناقلة نفط وتخزين مكثفات الغاز على المياه حتى لا يتوقف الإنتاج من جنوب فارس، ونتيجة لذلك، بلغت التكلفة السنوية لحفظ هذه المكثفات على المياه 450 مليون دولار الأمر الذي فرض على اقتصاد البلاد مشاكل خانقة”.

وأضافت: “ومع تنصيب الحكومة الثالثة عشرة كان الازدهار والتنمية الاقتصادية في صناعة النفط محوريين دون ربطها بمفاوضات خطة العمل المشتركة الشاملة، بالإضافة إلى العملاء السابقين مثل الصين والهند استهدف تسويق النفط الإيراني أيضًا أسواقًا أخرى مثل أميركا الجنوبية فيما صدرت إيران جزءًا من مكثفات النفط والغاز إلى هذا البلد من خلال إجراء إصلاحات كبيرة لمصافي التكرير في فنزويلا”.    

وأردفت: “أدى هذا الإجراء إلى زيادة دخل الحكومة من النقد الأجنبي وتمكنت الحكومة الثالثة عشرة من تعويض عجز الموازنة البالغ 480 ألف مليار تومان الذي ورثته عن الحكومة الثانية عشرة دون تأخير دفع النفقات الجارية”.

وفقًا لمعهد “كبلر”، فقد وصلت صادرات النفط والمكثفات الإيرانية في أيار 2023 إلى أعلى مستوى منذ بداية جولة العقوبات الجديدة بـ 1.6 مليون برميل يوميًا، وكان الرقم القياسي السابق 1.4 مليون برميل يوميًا في كانون الأول 2022، ولذا أدى تفوق إيران في المنافسة مع روسيا في تصدير النفط إلى الصين وزيادة تصدير المكثفات المخزنة في السفن الإيرانية العائمة إلى إضافة نحو 20 ناقلة نفط إلى الأسطول الإيراني في أيار الماضي.

مجندين لـ “CIA” في إيران

من جانبها، قالت صحيفة “كيهان”: “إنه بعد الهزيمة المخزية للعدو في الحرب المشتركة ضد الأمة الإيرانية الخريف الماضي، نشرت وزارة المخابرات ومنظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني بيانًا مشتركًا”.

وجاء في البيان: “عقد الأميركيون العديد من الدورات التدريبية في بلدان متعدّدة وفي بعض الأحيان عبر الإنترنت لأشخاص أريد لهم أن يكونوا مؤثرين في إحداث التحولات في المجتمع، ووزارة الخارجية الأميركية هي المسؤولة عن الدورات المذكورة والتي تستخدم الدعم الكامل لخدمة التجسُس التابعة لوكالة المخابرات المركزية وعدد كبير من المؤسسات والجامعات وما يسمى بمراكز الفكر غير الحكومية، وتشير المعلومات الموثوقة إلى أن النظام الصهيوني وعددًا من الدول الأوروبية ــ بتوجيه من وكالة المخابرات المركزية ــ يتعاونون مع هذا المشروع”.

وأضافت “كيهان”: “تجدر الإشارة هنا إلى أنّه من بين الأشخاص المشاركين في الدورات التدريبية لوكالة المخابرات المركزية كان هناك ما لا يقل عن اثنين من الصحفيين الإيرانيين اعتقلا العام الماضي، وتسبب اعتقالهما في إحداث ضجّة في وسائل الإعلام المعارضة ووسائل الإعلام المنسوبة إلى التيار الغربي داخل إيران”.

وقد صرّح مؤخرًا روبرت ف. كينيدي جونيور ــ محامٍ ومؤلف وابن شقيق الرئيس الأميركي الأسبق أن أميركا تموّل الصحافة في كل بلد في العالم تقريبًا ــ ولديها الآلاف من الصحفيين الذين تمولهم ويعملون لحسابها، وهذه التصريحات هي أحدث وثيقة تتحدّث عن “آثار عملاء وكالة المخابرات المركزية في إيران”.

وقالت “كيهان”: “إنّ أتباع العدو في إيران من خلال إساءة استخدام الحريات يعملون في خدمته، وكلما واجهت هذه المجموعة القانون والمصالح الوطنية وكرامة الشعب الإيراني، فإنها تصرخ وتدّعي أن “الصحافة ليست جريمة”، نعم، الصحافة ليست جريمة لكن نشر الأكاذيب والشائعات وخلق اليأس والارتزاق للعدو جريمة”. 

واعتبرت أنّه “من السذاجة الاعتقاد أن القصة تنتهي هنا ولا توجد أخبار عن مساعي العدو الداخلية، إنها علامة على أننا عندما ننظر إلى الصفحات الأولى من الصحف الإصلاحية كل صباح، نرى بوضوح آثار العمليات النفسية للعدو”.

النزاع والدبلوماسية الإيرانية الكويتية على حقل غاز “آرش”

كما ركّزت الصحف على الخلاف الإيراني والكويتي على حقل غاز “أرش” في الخليج، اذا أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحفي عن ارتياحه لبعض تصريحات الكويتيين وكذلك الإعلام السعودي بشأن استخدام إيران حقل “آرش”، قائلًا: “في سياق المحادثات الثنائية نتابع هذا الموضوع مع السلطات الكويتية”.

صحيفة “مردم سالاري” تطرقت إلى الموضوع واعتبرت أنّ “أمام وزارة الخارجية مهمة صعبة تنتظرها لأنه في السابق لم يكن لدى الكويت والسعودية شكوك حول مشاركة حقل الغاز هذا مع إيران، ولكنهما الآن لا يعتبران وجود حصة لإيران، ولذا أصبحت المهمة أكثر صعوبة”.

وتابعت: “طبعًا قصة حقل غاز “آرش” لا علاقة لها بالأمس واليوم، فالحقل هو أحد حقول الغاز الإيرانية في الخليج، ويقع بين إيران والمملكة العربية السعودية والكويت، ويسمى حقل الدورة من قبل البلدين العربيين، وتقدر احتياطيات هذا الحقل بحوالى 11 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي وأكثر من 300 مليون برميل من النفط”.

وبدأ الخلاف على حقل “آرش” عندما منحت إيران امتيازًا بحريًا لشركة النفط “BP”، ومنحت الكويت هذا الامتياز لشركة “رويال داتش شل”، ويتداخل هذان الامتيازان في الجزء الشمالي من الحقل الذي يقدر احتياطه من الغاز الطبيعي بنحو 220 مليار متر مكعب، وبسبب هذه الاختلافات لم يتم التوصل إلى نتيجة، ومع انتصار الثورة الإسلامية ثم حرب العراق على إيران أصبحت مسألة تخصيص وتطوير حقل غاز “آرش” من الأولويات، وفي عام 2001، بدأت إيران عمليات التنقيب في الحقل، لكنّ الكويت هددتها على الفور بشكوى في المحافل الدولية، وبعد زيارة أمير الكويت لطهران أوقفت إيران أنشطة الاستكشاف بشرط أن يُشرع في حل الخلاف الحدودي، ولكن بما أنه لم يتم تحديد الخط الحدودي في تلك المنطقة، فإنّ الخلاف الحدودي بين الأطراف الثلاثة لم يُحلّ”.

وفي 28 حزيران الماضي، أثار الرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية مرة أخرى مسألة حقل غاز “آرش”، وقال: “هناك استعداد كامل لبدء الحفر في حقل “آرش” المشترك، وتتوفر موارد كبيرة لتنفيذ خطة تطوير هذا الحقل”، لكن هذه الكلمات قوبلت برد فعل الكويت، ووصف نائب رئيس الوزراء الكويتي ووزير النفط سعد البراك مواقف إيران بشأن حقل غاز أرش بـ “المفاجأة” و”المخالفة لجميع المبادئ الأساسية”. وقال “إننا نرفض رفضًا تامًا وحاسمًا كل الأنشطة التي تخطّط لها إيران في ما يتعلق بحقل الدورة (آرش) للغاز البحري”.

وختمت “مردم سالاري”: “في الوضع الحالي تحسنت علاقات إيران مع المملكة العربية السعودية وأصبحت الحاجة إلى تبني دبلوماسية أقوى لتأكيد حقوق إيران في حقل غاز “أرش” ضرورية أكثر من أي وقت مضى”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى