.

"غريب"| الفن الجهادي: ساعتان ودقائق سبع.. مع روح الله

مصطفى خازم

من الأوقات القليلة التي يمكنك أن تقضيها مع مفجّر الثورة الإسلامية الإمام المقدس روح الله الموسوي الخميني(قده)، ساعتان ودقائق سبع يمكنك خلالها أن تتلمس نمط حياة نبوي، بقدرة علوية وبروح حسينية.

“غريب”، بعض من سيرة جهاد القائد في حرس الثورة ومسؤول المنطقة الغربية في ايران السيد محمد بروجوردي، مرافق الإمام الخميني الشخصي في باريس، والذي “ذاب في الإمام كما ذاب هو في الاسلام”، كما يعبر السيد الشهيد الصدر رضوان الله عليه.

مدرسة في الالتزام والوعي الثوري القائم على الالتزام بالتكليف ولو كان يخالف كل ما يراه من رأي.

قصة عائلة تتنقل مع أثاث بسيط من جبهة إلى جبهة، ويرفض رب الأسرة تركها في طهران لأن العوائل الذين تقيم بينهم يأنسون أكثر بوجود عائلة القائد.
حبكة درامية ورؤية إخراجية لا تشبه أبداً كل المدراس الفنية، إبداع المخرج القدير محمد حسين لطيفي في التصوير والإخراج، يشدك من المشهد الأول حتى الأخير بعُقَدٍ تكاد كل واحدة منها تستحق أن تكون فيلمًا مستقلاً.

أما الممثل البارع الذي أدى دور الشهيد القائد البروجرودي فتألّق لدرجة أنك لا تستطيع إشاحة نظرك عنه طيلة العرض، بحركاته، بسكناته، بطريقة مشيه، بلبسه، بشعره “المنكوش” ونظاراته السميكة.

تلميذ مدرسة المحبة التي قدمها الإمام الخميني (قده)، قائد ركب عشاق الشهادة والمنتظرين لدورهم في الحشد المقدس لأبناء الحرس. تعلم من الإمام ماذا يعني أن تحب أخاك، وكيف تضحي بنفسك من أجله، تعلم حب الوطن، وكيف يتكاتف أبناء الجيش والحرس في الجبهة ذوداً عن تراب وسماء الولاية.

البروجوردي القائد، الأستاذ، المربي، الحبيب، العطوف، الأنيس، المقاتل وقت اشتداد الوطيس، والانغماسي حد الجنون خلف خطوط العدو، رغم معرفته حق المعرفة من الصغير والكبير في مناطق العمليات، لكنه من أسرار الإمام التي تعبر بهدوء كما عودته من باريس.

على حد السيف، وخلف خطوط النار، أنيسه القرآن، ومحاسبة النفس قبل المبيت.
لكل شيء وقته، من الفرح والضحك والجلوس على طاولة خارطة الجبهة مخططاً، كيّس، فطن، كما في الحديث.
الأخلاق عنده الحاكمة، محبة الناس، وتقديم الثورة وقائدها بالحب للناس، العاشق للإمام حد الموت على طريقته.
لا تستكبروا على الناس، حبّبوهم بالثورة والحراس والقائد، كونوا زيناً لنا لا شيناً علينا.
ممنوع التعرض للأسرى المكبلين، ويقتص من الغافل في نفس اللحظة، إنما هي ضربة بضربة.
“غريب” ليس فيلمًا سينمائيًا عاديًا، هو أحد مصاديق وصف القائد للفن بعد الثورة؛ إنه الفن الجهادي، أكبر من الفن الملتزم ونقيض الفن للفن، كما عبر المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية السيد كميل باقر زادة قبل بدء العرض.
جميلة هي الثورة، والأجمل هو نتاجها. كل هذا ببركة روح الله التي ما زالت هي الحاضنة والراعية مع الولي القائد الخامنائي المفدى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى