.

الحاج حسن: هناك انقسام حقيقي في البلد فكيف يُحلّ بدون حوار وطني؟

اعتبر رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل، النائب حسين الحاج حسن، أن الانقسام السياسي الحاد في البلد لا يمكن أن يؤدي إلى انتخاب رئيس طالما الانقسام قائم والتوازنات النيابية في المجلس النيابي على ما هي عليه الآن.

وقال “واضح من الجلسة الاخيرة وجود استعصاء، والسؤال لماذا هذا الانقسام، وهذا الاستعصاء؟ أولاً، الانقسام ليس على قضايا بسيطة بل على قضايا كبرى وهو موقع لبنان في المنطقة، ونظرة البعض لمقاومة العدو من السياسيين والاحزاب، ونظرة البعض للعلاقة مع أميركا ومع الغرب، ونظرتنا نحن في المقابل لهذه المواضيع”.

الحاج حسن وخلال لقاء سياسي في شمسطار البقاعية، لفت إلى وجود “انقسام حول هذه القضايا، فضلاً عن الانقسامات العميقة حول طبيعة النظام الاقتصادي وحول الكثير من القضايا الموجودة في البلد، توجد انقسامات ليست سهلة، لذلك نحن منذ البداية دعونا الى الحوار وقلنا علينا أن نتحاور وسيكون الحوار على هذه القضايا، ومن القضايا التي نريد مناقشتها قبل أسبوعين أتت سيدة كويتية إلى لبنان معروفة بالتطبيع مع العدو الصهيوني، الأمن العام اتخذ قرارًا بتطبيق القانون، لأنها تروّج للتطبيع مع العدو وعلى جواز سفرها ختم للعدو منعت من دخول لبنان، البعض اعتبرها حرية رأي وأصبح “التطبيع مع العدو عند البعض في لبنان من أحزاب ونواب ورؤساء أحزاب وشخصيات حرية رأي؟، وبنفس اليوم لسوء حظهم ولتظهر نواياهم اتخذوا من فجر السعيد ذريعة وأظهروا حقيقة ما يضمرون من رؤية سياسية تجاه العدو، بنفس الوقت كانت مواجهة لأهل العرقوب مع العدو الصهيوني على أرض لبنانية، لم يصدر بيان استنكار ولم نسمع منهم كلمة إدانة، وبعض المحطات لم تنقل حرفاً من الموضوع، كانوا فقط ينقلون موضوع فجر السعيد”.

وتابع قائلا “هذا انقسام حقيقي في البلد لا يستهين به أحد، مثلاً سمعنا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي يتحدث عن رفضه لعودة النازحين ومنع عودة النازحين السوريين، لم نسمع أي تصريح أو كلمة من أحد، كأن لا شأن لهم بذلك، أليست هذه انقسامات حادة في البلد؟”.

ولفت الحاج حسن إلى ندوة على الفيديو يتكلم فيها أحدهم مع الأمريكيين ويطلب منهم التدخل والمساعدة، وسأل أليس هذا حادًا وغير عادي، يعني بكل وضوح أن دور رئيس الجمهورية ليس عادياً أو إجرائياً في البلد، فرئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ويدير سياساتها الخارجية، هذه نقطة أساسية في البلد وليست صغيرة”.

وأضاف “نحن اخترنا أن ندعم ترشيح الوزير سليمان فرنجية وهذه المسائل مأخوذة بعين الاعتبار، وعندما اختاروا هم بعض الشخصيات أيضاً أخذوا بعين الاعتبار ما يطرحون، أليس هذا انقساماً حقيقياً وليس مجرد انقسام على الأسماء، فكيف يُحل هذا الانقسام وهذا الاستعصاء بدون حوار وطني؟، هم يرفضون الحوار إلى اليوم، لا أعلم ما سيحدث لاحقاً لكن حتى الآن كانوا يرفضون الحوار، ودعوة الرئيس بري عدة مرات للحوار أعلنوا رفضهم لها، الآن نحن وصلنا إلى هنا، حسناً بدون حوار إلى أين سنصل؟”.

وتابع قائلا “لن أعلّق على ما يجري في لبنان سوى بالقول، لبنان حتى يخرج من هذا الاستعصاء بانتخاب رئيس يحتاج إلى حوار بين مكوناته، حوار واضح وصريح ومباشر، نحن مستعدون للحوار ولدينا حججنا وعندنا نقاطنا للحوار وأراؤنا واضحة جداً، ولنر مدى استجابته الفريق الثاني لهذا الحوار ومتى ستحصل الانتخابات، سنتابع أجواء هذا الاستعصاء، البلد مأزوم  أقتصاديا واجتماعيًا وتربوياً وصحياً وبيئيًا، أما الخروج من الازمة فهو بانتظام عمل المؤسسات، وانتظام عمل المؤسسات مفتاحه وبوابته هو انتخاب الرئيس ويتحمل المسؤولية من عطّل الحوار”.

عضو كتلة الوفاء للمقاومة أشار إلى أن هناك من لا يريد المقاومة في المنطقة، “ونحن متمسكون بخيار المقاومة وبكل وضوح أمام أطماع إسرائيل ومشاريعها الكبرى”، مؤكدًا أن الهجوم على حزب الله هو جزء من الهجوم على سوريا والعراق وإيران واليمن، وأكيد نحن جزء من الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، استطعنا أن نهزم هذا الكيان ونحن جزء من محور المقاومة، والعدو في حالة تفكك وتراجع، لذلك لا تقلقوا على المستقبل، فالمستقبل جميل إن شاء الله”.

وأضاف “هذه حرب استشهد فيها عدد كبير، وما يحصل اليوم حرب اقتصادية يضغطون علينا حتى نرضخ، ولن نرضخ، ماذا يريدون من حزب الله ومن لبنان ومن الدولة، يريديون عدة أشياء، ومنها التطبيع، وقد طلبوا من لبنان الانخراط باتفاقات ابراهام والذهاب للتطبيع كما فعلت دول عربية عديدة، ولبنان رافض ليس لأن هناك أناس لا تريد ذلك، فهناك أناس في لبنان يوافقون على التطبيع، كما أنهم يريدون توطين الفلسطينيين وإدماج النازحين السوريين، وتصريح بوريل الأخير واضح”.

وأردف الحاج حسن “لولا وجود المقاومة ما كان ليتم ترسيم الحدود البحرية والبرية كما تريد إسرائيل بما يتضمن ثروات ومياه ونفط وغاز، فموضوع مزارع شبعاً ليس أرضًا فقط، إنما مياه أيضاً واستراتيجيا وعسكر، وهم يريدون لبنان بلا مقاومة، يريدونه أن يتلقى ويطيع مثل باقي العالم، بأمر من الأمريكي، وعلى اللبناني أن يُلبي وهذا لن يحصل، لذلك شنوا علينا كل الحروب وآخرها الحرب الاقتصادية الاخيرة”.

ولفت إلى أن “وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو قال إبان توقيع اتفاقية ابراهام إن على اللبنانيين مواجهة حزب الله وإلا ستمر على اللبنانيين أيام صعبة في ربيع 2019”. وختم بالقول “نحن نواجه وأنتم جزء من المواجهة، فالأستاذ والطبيب والطالب والموظف والمهندس والمحامي والعامل كلكم تواجهون في صمودكم السياسي والثقافي والاجتماعي، سننتصر في هذه الحرب، والوقت الذي تحتاجه ليس بالكثير”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى