.

التعطيل والحلقة المفرغة ؟

 

يعيش لبنان منذ اتفاق الطائف في حركة تعطيلية كان الوجود السوري ما قبل العام 2005 يرعى الخلافات ويقصر في اغلب الاحيان من زمن التعطيل عبر الضغط على معظم الاطراف ، لكن بعد الخروج السوري لم يعد هناك اي طرف خارجي قادر على الضغط على الاطراف الداخلية كلها الا عبر تضافر واتفاق الاطراف الخارجية وهذا الامر جعل قدرة هذه الاطراف ضعيفة وذلك بسبب الخلافات السياسية الكبيرة بنها وخاصة في المسائل الاستراتيجية .

الخلاف اليوم في لبنان في الاساس ليس على الشخص ، هناك انقسام كبير في :

– النظرة الى القضية الفلسطينية والمقاومة

– العلاقات والتحالفات الخارجية 

– عملية الاصلاح الاقتصادي والمالي 

هذه الخلافات مع هذا النظام السياسي الذي أعطى حق الفيتو لكل الاحزاب التي ترأس طوائفها جعل التعطيل سيد الموقف في كل شيء ، وانتخاب رئيس حتى لو تم سيكون حركة نحو تعطيل آخر وهذا ما حصل مع الرئيس عون الذي اتى بتسوية وكان يملك كتلة نيابية كبيرة . ولتجاوز هذا التعطيل نحتاج الى أحد أمرين :

الاول هو الذهاب الى حوار صادق حول هذه المواضيع والخروج من الالتزام الخارجي للوصول الى تسوية وطنية شاملة .

الثاني هو اصلاح النظام السياسي لوقف التعطيل 

واليوم للأسف كلا الامرين مستحيلا التطبيق لأسباب كثيرة منها :

– ان الاحزاب التي ترأس طوائفها غير مستعدة للتنازل عن هذا الفيتو كونه يعطيها مكتسبات كبيرة 

– ان الكارتيلات التجارية التي تستفيد من هذا النظام لن تقبل بالتنازل عن مكتسباتها .

– ان الخارج يفضل الاحتفاظ بهذا النظام لأنه يسهل معه السيطرة الى حد كبير على السياسة اللبنانية وبالحد الادنى تعطيل اي قرار يتعارض مع مشاريعه لهذا البلد .

من هذا المنطلق نجد ان لبنان فعلا” يحتاج الى معجزة لأخراجه مما هو فيه ، وزمن المعجزات قد ولى .

د. عماد عكوش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى