.

مصادر ميقاتي: لن يدعو لجلسة حكومة لهذه الأسباب

كتب فادي عيد في جريدة “الديار”

يعيش البلد حالة يأس على صعيد مؤسساته الدستورية، بحيث الشغور الرئاسي لا أفق له، إضافةً إلى حكومة تصريف أعمال تسودها الخلافات والإنقسامات وتكاد تكون غير موجودة، فيما المجلس النيابي لم يجتمع منذ انتخابه إلاّ مرات معدودة، في ظل الفراغ الرئاسي والجدل الدائر حول شرعية وعدم دستورية انعقاده قبل انتخاب الرئيس، حتى أنه تحول إلى هيئة ناخبة، الأمر الذي شلّ البلد بكل قطاعاته ومرافقه. وفي هذا الإطار، تكشف مصادر مقربة من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عن عدم وجود أية مؤشرات على اجتماع قريب لحكومة تصريف الأعمال، مشيرةً إلى أن هذه الحكومة تجتاز ومن خلال رئيسها مرحلةً معقدة في ظل الصراع الدائر بينه وبين “التيار الوطني الحر”، وتحديداً رئيسه النائب جبران باسيل، الذي يشنّ حملات عنيفة على ميقاتي، ويترجم ذلك من خلال العلاقة السيئة او غير الودية التي تربط ميقاتي بوزراء التيار.

وتجزم هذه المصادر أن الحكومة لن تجتمع في الأسبوع المقبل وفق ما كان متداولاً، حتى أن رئيسها لا يرغب أن يعطي فرصةً لرئيس “التيار الوطني الحر” ليتمكّن منه شعبوياً، موضحةً أن ميقاتي تشاور مع مستشاريه وفريق عمله السياسي والإقتصادي، وتوصل إلى نتيجة تقضي بعدم إعطاء باسيل أي فرصة، كي يسجل نقاطاً شعبية وسياسية على خلفية أن الحكومة تجاوزت صلاحياتها وسوى ذلك، فيما أن الميثاقية لم تغب عن كل الجلسات التي انعقدت في المرحلة الماضية ولاحقاً، والتي صبّت في خانة البحث في قضايا وشؤون المواطنين، أي الأمور الملحة، وهذا ما يجيزه لها الدستور، على اعتبار أنها ومنذ بدء الفراغ الرئاسي، لم تدخل في أي تعيينات إدارية أو ما يمسّ صلاحيات الرئاسة الأولى.

من هنا، تلاحظ المصادر نفسها، أن ميقاتي قد بدأ يقوم بهجوم معاكس على كل الذين يهاجمون حكومته، وهذا ما ظهر من خلال سعيه لإنجاز البند المتعلق بدمج كسروان وجبيل في محافظة واحدة، الأمر الذي يسهل شؤون الناس على الأصعدة كافة، وهذا يعطي الحكومة دعماً هي بأمسّ الحاجة إليه في هذه المرحلة، وتحديداً على المستوى المسيحي خصوصاً، في مواجهة “التيار الوطني” الذي يعمل على تجميد دور الحكومة، الأمر الذي يحصل يومياً عبر مواقف رئيسه ونوابه وقادته، فيما هناك استقرار في العلاقة بين ميقاتي وأطراف وأحزاب مسيحية.

من هنا، تسأل المصادر نفسها عن رد وموقف التيار بعد موقف ميقاتي الذي رد فيه على باسيل، عندما قال “إنتخبوا الرئيس اليوم لنذهب الى بيوتنا ولتشكل حكومة جديدة”، إذ أنه سعى من خلاله إلى “حشر” رئيس التيار، حيث أنه يؤكد أمام زواره أنه ” يعدّ الأيام لانتخاب الرئيس وتشكيل حكومة والخروج من الحلبة السياسية، وبالمقابل عدم السكوت على منتقديه والحملات التي تُشنّ عليه”.

عليه، يبقى وفق المصادر، إن ميقاتي سيدرس كل خطوة بشكل منفرد، ولن يعطي ذريعةً لمعارضيه وأبرزهم باسيل، ولن يغامر بعقد اجتماعات وزارية وعلى جدول أعمالها بنود فضفاضة، بل مجلس وزراء مصغّر أو موسّع عندما تقتضي الضرورة، كما هي الحال في الإجتماعات الوزاية في السراي الحكومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى