.

الغجر وتفعيل المقاومة الشعبية

خليل نصر الله

لم يكن بيان حزب الله مجرد تذكير للدولة للقيام بواجباتها والتحرك دوليًا وإقليميًا للمطالبة بالحق في الجزء اللبناني من قرية الغجر الذي أعاد العدو احتلاله عام ٢٠٠٦، قبل أن يسيّجه مؤخرًا كجزء من تدابيره الدفاعية عند الحدود بين لبنان والأراضي المحتلة، بل حفّز البيان المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وهو سبيل أثبت جدواه لمرّات عدة ليس أولها فك الطوق عن قرية أرنون قبل تحرير جنوب لبنان، ولن يكون آخرها المقاومة الشعبية في تلال كفرشوبا حيث نجح الأهالي برد العدو عن كثير من أعماله العدوانية.

واقعًا، إن العدو تذرع بتدابير حدودية لمواجهة قوات برية قد تدخل من لبنان في حال نشوب حرب واسعة ليقوم من خلالها بضم الجزء اللبناني من قرية الغجر وتثبيت ذلك كأمر واقع.

إن السكوت من قبل الدولة اللبنانية عن الخطوة العدائية قد يدفع العدو إلى مزيد من الخطوات في مناطق أخرى، خصوصًا أن نقاط الخلاف والتحفظ عند تثبيت الخط الأزرق عام ٢٠٠٠، تتعدى الـ ١٣ عشر نقطة.

من هنا، أتى توجه المقاومة بالخطاب إلى الدولة اللبنانية للتحرك والقيام بما يلزم، ويمكن الاستناد إلى ورقة القوة وهي المقاومة والتي أثبتت فعاليتها من خلال ورقة القوة التي أمنتها العام الماضي في مفاوضات الترسيم غير المباشرة بين لبنان والعدو.

صحيح أن بيان حزب الله حول الأمر كان موجهًا للدولة اللبنانية، لكن الصحيح أيضًا أن ما بين سطوره ثمة إيحاء بخطوات قد تقدم عليها المقاومة، وهو ما يعد إنذارًا للعدو الإسرائيلي، إذ أن المقاومة لا يمكن أن تسكت أو تمرر الأمر خصوصًا أن لبنانية الجزء اللبناني من الغجر مثبتة عام ٢٠٠٠.

لكن يبدو أن المقاومة أعطتت حافزًا أكبر لتحرك الأهالي في المنطقة، والذين لن يترددوا خصوصًا بعد تجربة التلال المحتلة في كفرشوبا.

والأهم، أن خلف الأهالي تقف قوة مسلحة تملك من الجرأه والقوة لمنع العدو من أي تعدٍ على السكان أو من سيتظاهر عند حدود الغجر خلال الأيام المقبلة.

يبقى القول: إن المقاومة الشعبية سبيل من سبل المقاومة، وإرادة الأهالي متوفرة، وخلف كل صرخة وخطوة يقف مقاوم متسلحًا ببندقيته وصاروخه ويملك قدرة الإقدام لمنع أي مس بالأهالي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى