.

نتنياهو يعتقد أن الوقت مناسب لمهاجمة الحزب والأخير يعتقد أن الوقت مناسب لمهاجمة العدو الإسرائيلي… سيتدمر لبنان ويدمر الكيان الاسرائيلي!

بقلم ناجي أمهز

هناك من يقول أن حزب الله يمر بأصعب المراحل السياسية التي عرفها منذ نشأته عام 1982، فالحروب العسكرية رغم ما تسببه من ألم ودمار إلا أن شروط الفوز بها أسهل بكثير من الفوز في المعارك السياسية.

منذ مغادرة السوريين الأراضي اللبنانية 2005، تحمل الحزب إرثا سياسيا كبيرا للغاية، وفي طياته عشرات المتناقضات بين قوى تحالفت مع التواجد والسوري لأسباب نفعية شخصية، وبين قوى أيضا عارضت التواجد السوري لأسباب شخصية، وبما أن السوري كان يملك العصا والجزرة، كان من السهولة عليه إدارة الحكم في لبنان، وكان هذا الاختلاف يتلخص بأنه تريد أن تعارض سياسة سوريا وحلفائها في لبنان، يمكنك أن تعارض لكن ممنوع عليك المشاركة في حكومة، لذلك كل ما كنا نسمعه عن السوريين تبين أنه مجرد تلفيقات وبربوغاندا كان يستخدمها خصوم سوريا من أجل الوصول إلى الحكم.

والحزب منذ نشأته في ثمانينيات القرن الماضي لم يكن مشاركا أو حتى على علم بما يجري في هذا المستنقع السياسي من بازارات ومحاصصات وتنفيع، حيث كانت أولوية الحزب هو مواجهة العدو الإسرائيلي وتحرير لبنان.

وبما أن الحزب هو حزب عقائدي يقوم على الجهاد والصدق في الكلمة والثبات على الموقف، لم يكن يملك من المرونة ما يجعله قادرا على التماشي مع غالبية هذه الطبقة الفاسدة كما أنه عاجز عن مواجهتها لأسباب طائفية.

وقد وجد الحزب نفسه محاطا بطبقة سياسية غالبيتها من الأفاعي والعقارب ولا تعرف من الله إلا اسمه ومن الوطن إلا ماله وما تأخذه من مناصب ورواتب وتعويضات، إضافة أن الحزب لم يقترب من امثالنا الذين لهم باع في السياسة لأسباب عديدة تتعلق بالتصرفات الدينية والهواجس الأمنية، لذلك طبق الحزب المثل القائل ” شرياته ولا تربياته” فوضع خطوطا حمراء لتحالفاته وفي مقدمتها أن يكون الحليف على عداء مع العدو الإسرائيلي وكل ما تبقى يمكن التوافق وإصلاحه وحتى حلحلته.

ولكن الحزب نسي أن “ثوب العيرة ما بدفي وان دفى ما يدوم.

قام الحزب بالتحالف مع التيار الوطني الحر الذي كان الممثل الأكبر للمسيحيين، والذي اعتبر تحالف بناء الدولة، وإعادة ترميم ما تهدم ووصل ما قطع بين الحزب والمسيحيين، وقد وضع الحزب كل ما يملك من إمكانيات بتصرف التيار الوطني الحر، بل استخدم الحزب صداقاته مع دول الإقليم ليمنح التيار كل التسهيلات المطلوبة فكان يكفي التيار أن يهمس حتى يجد أن ما أراده حاضر أمامه ودون عناء.

لذلك لا يمكن لأحد أن يتصور حجم المأزق السياسي الذي خلقه التيار للحزب، بل حتى الموفد الفرنسي تفاجأ بحجم وموقف التيار الوطني الحر من قصة الرئاسة.

فالحزب منذ 16 سنة يعمل كل جهده من أجل دعم التيار، ونحن نتكلم عن حزب ميزانيته تعادل ميزانية دولة وضعت بتصرف التيار الوطني الحر، وحتما هناك اتفاق ضمني بين الحزب وبين التيار أن يكون الرئيس بعد عون هو الوزير فرنجية، وعلى هذا الأساس قام الحزب بالطلب من الوزير فرنجية الانسحاب لصالح الجنرال عون، وفجأة ينقلب التيار على الحزب ودون سابق إنذار، وحاول الحزب أن يذكر الوزير باسيل كيف تصرف حتى وصل الجنرال عون للرئاسة ومع ذلك لم يتجاوب الوزير باسيل، بل وصل الأمر بالحزب أن قدم عبر الرئيس بري عرضا للوزير باسيل بقبوله سليمان فرنجية، مقابل تعهد خطي من السيد نصر الله يضمن فيه رئاسة جبران بعد ٦ سنوات، حسب تصريح الإعلامي سالم زهران.

وهذا التصريح لسالم زهران اعتبر مقتل للحزب وخاصة أن الحزب لم ينف حديث زهران، حيث قيل هل يعقل ان السيد يتعهد خطيا لاحد وكيف يذيع الاستاذ زهران مثل هذا السر..

ثم جاء تصريح الأستاذ سركيس نعوم الذي تحدث أن الإعلامي أبو دية بما معناه، انه يبدو قيادي في الحزب وهو يعبر عن موقف الحزب (لا لقائد الجيش لا ميشال سليمان ثاني في رئاسة الجمهورية).

واعتبرت هذه التصريحات ليست بوقتها وخاصة ان هناك من يحاول الايحاء انها بقرار من حزب الله، مع العلم ان السيد نصرالله شخصيا اكد انه لا يوجد مصدر اسمه مقرب من الحزب يوجد الوحدة الاعلامية في الحزب.

مما يشير ان المعركة الرئاسية خلقت الكثير من الخصوم للحزب او اقله وضعت الحزب بموقف حرج مع الكثير من الافرقاء، بسبب اخطا سياسية لم يرتكبها او للحزب اية علاقة بها.

كما هناك ظاهرة غريبة ولافتة ، تحصل منذ فترة أن هناك من يتحدث عن التمديد لرياض سلامة متناسين ما قاله السيد نصر الله أنه لا تمديد ولا تجديد لحاكم مصرف لبنان، وبحال حصل هذا التمديد يعتبر ان السيد عجز عن منعه.

ومن هنا يعتقد العدو الإسرائيلي أن الوقت مناسب للغاية للانقضاض على الحزب الذي يعاني عدم استقرار سياسي واضح، إضافة أن المكون المسيحي في غالبيته معارض للحزب، وهناك تحالف إعلامي كبير ضد الحزب.

وهناك بعض الاراء التي تتحدث ان تصريحات بعض إعلامي بيئة المقاومة حول فضائل الوزير باسيل بالسياسة، خلقت التباس عند الرأي العام أن الحزب هو الذي أخطأ بالتوقيت وان الحق مع الوزير جبران باسيل، وخاصة ان اعلام المقاومة يستقبل هذه الشخصيات مما يعني بان الحزب راضي عن تصريحاتهم.

بالمقابل المقاومة على المستوى العسكري، هي بافضل حالتها وعلى جهوزية تامة وجميع قوتها مستعدة ومتأهبة لنزال العدو الاسرائيلي، وهناك من يقول إنه أمام الانغلاق والانسداد التام الداخلي، قد يذهب الحزب إلى الحرب مع العدو الإسرائيلي من اجل تغيير المعادلة، أو الضغط على الدول لايجاد حلولا تنقذ لبنان وتجنب شعبه الانهيار التام.

وهناك من يربط الازمة الروسية الاوكرانية بانها جعلت العالم غير مستعد للحروب، مما يلزم الدول بالتدخل لانهاء الحرب بين لبنان والعدو الاسرائيلي، مع العلم بان العالم اليوم يغلي واي عود ثقاب قد يشعل حرب عالمية ثالثة.

وربما موضوع الخيم ضمن الحدود اللبنانية يتفاعل بناء على هذه المعطيات. وهناك من يردد من مخيم جنين الى خيمة الحزب هل تشتعل الحرب، وخاصة أن العدو الإسرائيلي يعاني أزمة داخلية حادة وفشلا بالصراع مع المقاومة، وآخره فشل العدو في هزيمة إرادة جنين.

أنا ومن وجهة نظري أقول لا العدو الإسرائيلي قادر أن ينقض على الحزب ويلغيه، وبالمقابل الحزب حتما قادر أن يفتك بالكيان الإسرائيلي، لكن هذه الحرب ستنتج حراكا دوليا يسحب بعض المكاسب من الكيان الإسرائيلي ويفرض عليه العودة إلى اتفاقات الأمم المتحدة مع الفلسطينيين.

انما هذه الحرب لن تضغط على المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، بل سيتدخل لصالح العدو الاسرائيلي، وتحديدا الحلف الاطلسي الذي يتوقع انه بحال تم القضاء على الحزب، يستطيع ان يحصل على نفط وغاز لبنان بالمجان، مما يفرض على لبنان وضعا صعبا للغاية.

افضل الحلول اليوم هو بقاء الوضع على ما هو عليه، هناك مرشح لقسم من اللبنانيين وهناك مرشح للقسم الاخر الموضوع على هذا الحجم فقط..

ولننتظر جميعا ماذا ورائنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى