.

الناتو يخدم الهيمنة الأميركية على أوروبا

اعتبر الكاتبان في صحيفة “نيويورك تايمز” جراي أندرسون وتوماس ميني أن حلف الناتو ومنذ البداية لم يكن يتمحور بشكل أساسي حول حشد القوة العسكرية، بل سعى إلى ضم أوروبا الغربية إلى مشروع أكبر يدور حول نظام عالمي تقوده الولايات المتحدة، بحيث يجري الاستفادة من الحماية التي توفرها واشنطن مقابل التنازلات في ملفات أخرى مثل السياسة التجارية والنقدية.

وفي مقالة مشتركة لهما، رأى الكاتبان أن غياب التنسيق يعرقل قدرة أوروبا على ضمان أمنها الذاتي، وأن الناتو عرقل نشوء قوة عسكرية أوروبية قادرة على التحرك بمفردها، وذلك من خلال منع استنساخ القدرات الموجودة وحث الحلفاء على القبول بأدوار صغيرة.

وفيما يخص شراء الأسلحة، قال الكاتبان إن “المعايير المعتمدة في تشغيل السلاح وإلى جانب حجم مؤسسة الصناعات العسكرية في أميركا والعقبات البيروقراطية في بروكسل، إنما تصب في صالح الشركات الأميركية على حساب منافسيها الأوروبيين، مشيرا الى أن الحلف الأطلسي بالتالي على ما يبدو قوض قدرة الحلفاء في الدفاع عن أنفسهم”.

وفي السياق ذاته، لفت الكاتبان الى أن المخططين الأميركيين أرادوا للأمور أن تكون على هذا الشكل، بحيث تصبح أوروبا تعتمد على القوة الأميركية بشكل يقلّل من هامش المناورة لدى الأوروبيين. 

بناء عليه، شدد الكاتبان على أن الناتو ليس عبارة عن برنامج خيري مكلف لواشنطن، بل يؤمّن النفوذ الأميركي في أوروبا مقابل ثمن زهيد.

وبحسب الكاتبين، حوالي نصف الإنفاق العسكري الأوروبي قبل الحرب الروسية على أوكرانيا ذهب للشركات المصنعة الأميركية، بينما تزايُد الطلب اليوم عزز وتيرة هذا التوجه، وأميركا تجني ثمار “إعادة عسكرة” أوروبا.

ولفت الكاتبان الى أن نمط الأمور في أوكرانيا بات واضحًا، حيث توفر واشنطن الأمن العسكري وتستفيد مؤسساتها من تزايد الطلب الأوروبي على السلاح، بينما يتحمل الأوروبيون تكلفة إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب.

وخلص الكاتبان الى أن الحرب في أوكرانيا هي تجربة للمواجهة الأميركية مع الصين، وهي مواجهة لا يمكن التعويل فيها بشكل كبير على الأوروبيين، وختما أن الأحزاب اليسارية في أوروبا التي عادة ما كانت تنتقد اللجوء إلى القوة العسكرية والقوة الأميركية، واليوم انضمّت إلى المعسكر المدافع عن الغرب كحزب الخضر في ألمانيا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى