.

الكيان الصهيوني | نتنياهو يرفع سقف المواجهة مع رافضي الخدمة في الجيش

تتوالى التحذيرات داخل الكيان الصهيوني من خطورة رفض الخدمة العسكرية في الجيش حيث حذّر 800 عنصراً من قدامى جهاز “الشاباك” في رسالة أرسلت إلى بنيامين نتنياهو ووزير الحرب “يوآف غالانت” من أنه إذا استمرت عملية “التعديلات القضائية” والتي ستحد من استقلالية النظام القضائي ، فسيكون هناك خطراً حقيقياً وواضحاً ومباشراً على أمن الكيان .
رغم هذه التحذيرات التي لا زالت مستمرة وتصل الى نتنياهو من كافة المحللين الامنيين والعسكريين والسياسيين داخل الكيان الصهيوني ،ورغم محاولات وزير الدفاع يوآف غالانت تهدأة قيادات الجيش والمحتجين عبر لقاءات واجتماعات خاصة مع سلاح الجو وبعد محاولات الاعلام الصهيوني المقرب من نتنياهو القول ان الازمة ليست بهذا الحجم وان لا ضرر فعلي حتى الان على وحدة الجيش وعلى قدرة الجيش .

كان نتنياهو يتبع سياسة الاذن الصماء حيث استمر بتعديلاته القضائية دون الالتفات الى التظاهرات والاحتجاجات والتحذيرات ، ولكن يبدو ان حدث ما جعل نتنياهو بتحول من الصمت الى الهجوم ، ولعل بيانات سلاح الجو ووصول الازمة الى حد ليس فقط رفض الخدمة بل الى التشجيع على عدم الانصياع الى اوامر نتنياهو ، جعلت نتنياهو يخرج من جحر اليمين المتطرف المتصدي دائما ، ليكون هو رأس حربة الهجوم على المعترضين حاليا .

خشية حقيقية في كيان العدو بسبب رفض الطيارين للخدمة.

وبعد اتساع رقعة رافضي التجنيد شن رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، هجوما حادا عليهم حيث اعتبر أنهم “يهددون أمن الدولة” ، وقال نتنياهو خلال افتتاحه الجلسة الأسبوعية لحكومته، إنه “لن نسمح لمجموعة بالجيش بالتحكم بمنع الأمن عن الإسرائيليين”.

وأضاف نتنياهو، في أول ظهور علني له بعدما مغادرته لمستشفى “شيبا – تل هشومير” بالأمس، بعد زرع جهاز لمراقبة معدل ضربات القلب في جسده، “الادعاء بأن تعديل حجة المعقولية ستؤدي إلى انهيار الديمقراطية الإسرائيلية هو ادعاء منفصل عن الواقع جل هدفه تخويف الجمهور”.
واعتبر أن رفض الخدمة العسكرية والدعوات للامتناع عن الامتثال لأوامر الاستدعاءات من الجيش “بحد ذاتها مخالفة للقانون”. واستطرد قائلا: ” إن دعوات الرفض تنخر في (قوة) الردع في وجه أعدائنا، الذين يمكن بسهولة إغرائهم لتنفيذ أعمال عدوانية ضدنا”. وأضاف: لا يمكن لمجموعة داخل الجيش أن تهدد الحكومة المنتخبة وتقول: “إذا لم تفعلوا ما نريد، فسوف ننزع المقبس عن الآمن

 مقابلة خاصة لموقع المنار الالكتروني مع اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات حول علاقة نتنياهو بالجيش الصهيوني

نتنياهو وعلاقته بالجيش
يعتبر بعض المحللين أن هجوم نتنياهو على الجيش له خلفيات تتعدى الازمة السياسية الحالية والتعديلات القضائية ، فلا يزال الرجل متأثرا بتصريحات بعض قادة الجيش الذين اتهموه بالفرار من الخدمة وعلى رأسهم شلومي ريزمان، وهو ضابط في الاحتياط والقائد السابق لفرقة الاحتياط في كوماندوس النخبة الإسرائيلي “سرية هيئة الأركان العامة” والتي كان يخدم بها نتنياهو .

 مقابلة خاصة لموقع المنار الالكتروني مع اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات : نتنياهو يبحث عن مصالحه

كما ذكر بعض المحللون ان نتنياهو يضع مصالحه الشخصية فوق مصلحة الجميع ، فبعد ضربه بعرض الحائط ما طالب به حزب الليكود في التعيينات القضائية ، ذهب باتجاه ارضاء اليمين المتطرف وعلى رأسهم بن غفير سموتريتش في محاولة حماية الحكومة التي يرأسها خوفا من تفككها وحماية نفسه من الملاحقة القانونية من التهم الموجهة اليه .
استمرار المواجهة
خوف من انهيار بعض وحدات الجيش هو انذار استراتيجي بالنسبة للكيان ، والتراشق الذي يحصل بين حكومة نتنياهو والمحتجين يعتبر مؤشرا على ارتفاع حدة الازمة ، فبعد تصريحات نتنياهو التي هاجمت المحتجين من عناصر الجيش أصدرت مجموعة “احتجاج جنود الاحتياط” التي تشارك في تنظيم الاحتجاجات والمظاهرات على خطة إضعاف القضاء، بيانا مقتضب جاء فيه أنه “أقسمنا على أن نخدم المملكة وليس الملك”. واعتبرت المجموعة أن “نتنياهو أصبح يدرك حجم الأحداث.
ووجهت المجموعة دعوات لوزير الأمن، يوآف غالانت، للوقوف في وجه التعديلات القضائية ومنع الانقسام في صفوف الجيش،.

 مقابلة خاصة لموقع المنار الالكتروني مع اللواء الركن المتقاعد واصف عريقات : انهيار الجيش انذار استراتيجي

بدورهم، قال رافضو الخدمة العسكرية من عناصر الاحتياط التابعين لوحدة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية (“أمان”)، ردا على نتنياهو، “خدمنا على مر السنين في القوات النظامية وقوات الاحتياط في ظل حكومات مختلفة، بما في ذلك تلك التي روجت لسياسات تخالف توجهاتنا”.
واعتبر عناصر الاحتياط في وحدة العمليات الخاصة و”السايبر الهجومي” التابعة للاستخبارات العسكرية أن نتنياهو “في حالة ذعر”، وخاطبوه قائلين “لا تعلمنا عن جوهر الديمقراطية، فمن الواضح أنك تخطط لإقالة المستشارة القضائية للحكومة والعاملين على إنفاذ القانون في اليوم التالي لإلغاء حجة المعقولية”.
في غضون ذلك، ذكرت القناة الـ12 العبرية أن منظمي الاحتجاجات يعتزمون الإعلان عن تجنيد أكثر من 20 ألف شخص يرفضون التطوع في قوات الاحتياط التابعة لمختلف التشكيلات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك وحدات النخبة، مضيفة أن منظمي الاحتجاجات جمعوا تواقيع بأسماء جميع هؤلاء الرافضين للخدمة العسكرية احتجاجا على إضعاف القضاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى