.

الامام القائد الثائر حسين بن علي بن ابي طالب(ع)

 

سيدي الامام القائد تطلّ علينا ذكرى استشهادك ونحن لسنا بحاجة لتاريخ ما في سنة ما وفي شهر ما أكانت سنةميلادية او سنة هجرية او كان شهر المحرّم او ذو الحجة لنتذكرك لأنك لا تغادرنا في حياتنا اليومية فأينما ولّينا وجوهنا وأينما حللنا وعند كل فرح حتى كما عند كل مأساة نستعيد ثورتك لنشحن انفسنا بالقوة وبالعنفوان لنعبّر عن رأينا ضد كل حاكم ظالم انحرف بدولته او بجماعته او بتنظيمه او بمؤسساته نحو عبادة الذات والغرور والعنجهية ونسيان الله.
…نسوا الله فأنساهم انفسهم…*
نحن يا حضرة القائد لم ننس الله لاننا نسكن رحمته .
يوم قررت السير باتجاه ال “لا” كانت كل موازين القوى في الأمة تقول في سرّها “نعم”.
نعم للمال الحرام،نعم للسلطة،نعم للجواري،نعم لللذّات الدنيوية،للعودة للامتيازات الجاهلية،نعم للثروة الحرام ،نعم للأنا الامارة بالسوء.
خرجت لانك خفت ان يكتب التاريخ ان انقلابا على الاسلام الاصيل قد حصل في زمن كان فيه السيد الحسين حيّاً ولم يقل للظالم”لا”.
لكان صمتك موافقة ولست انت بالذي يصمت ولا الذي يوافق.
لو سكتّ لقالوا حتى الحسين حفيد محمد(ص) لم يعترض ما معناه ان ما اتى به السيد يزيد بن معاوية ابن هند آكلة كبد البطل الشهيد حمزة بن عبدالمطلب كان امراً حكيما يتوافق مع الاسلام الحنيف.
قلت”لا” ومضيت رغم ان الكتب تقول ان هناك من رجاك ان لا تذهب او على الاقل ان تنتظر قليلا بعد رسالة المؤمن مسلم بن عقيل لك ،ان تترك اهلك في الديار او ان تنتظر ليعدّون جيشا يمشي معك.
كنت تعلم انه لم يمض وقت طويل على اسلمة الناس فخفت ان يقال فعل يزيد كذا وكذا بالخلافة وصال وجال ولم يردعه احد.
خفت ان تصبح الاعراف من صلب العقيدة.
ما قيمة الحياة وما نفعها لولا وجود حسين في كل زمن وفي كل مكان ينتفض ويتصدى ويقاتل مَن يخون الامانة فكيف اذا كانت الامانة امانة الله وامانة اسلام وامانة الرسول محمد(ص) جدّك ؟
كان من واجبك ان تقاتل وان تكافح لانك مسلم حقيقي اعار الله جمجمته ولم تغره ملذات الدنيا.
خروجك ضد.الظالم كما استشهادك امر طبيعي فاللاطبيعي ان تصمت وان تساوم وان تهادن وان تجبن وان تعيش وانت غير موافق.
كنت تعلم ان الهزيمة العسكرية في كربلاءواقعة لا محالة فإن لم يحسم السيف المعركة كان سيحسمها العطش الا انك ابتسمت لانك كنت تدري وعلى ثقة تامة انك ستخسر معركة دامت ساعات قليلة الا انك ستربح وستفوز بحرب الزمن كله لان استشهادك سيطلق شرارات في كل زمن ضد الحاكم الظالم وضد العدو الغادر وها الكثير من المساجد عند كل طوائف المسلمين تحمل اسمك .
من اجل المسلمين قررت بإباء ان تقاتل كفارس شجاع وحدك بعد سقوط اخوتك وابناء عمومتك وانصارك الشرفاء ليكتب التاريخ اسمك بالدم وبالورد معاً .
ما اعظمك!
يا ليتنا كنّا معك.
يا ليتنا كنّا لنفوز فوزا عظيما ضد الحاكم الظالم .
هذا هو الفرق بين الاخلاق التي تحدث عنها رسول الله،”…ما أُتيت الا لاتمم مكارم الاخلاق…* وبين ملذات الدنيا والاعيبها التي بشّر فيها الحاكم الظالم المنحرف بدولته عن رسالة الاسلام .
ما اروعك فحتى في استشهادك اعطيت الاجيال من بعدك درسا في الاخلاق الى الابد.
ما احوجنا اليك .
لست ملك طائفة من الناس،لا ملك حزب او جماعة وحتى لست احتكارا لدين ولعرب او لعجم بل انت ايقونة تاريخية عالمية انسانية اخلاقية تحكي كيف انتصر الدم على السيف وكيف انتصرت الكلمة على دولة وعلى جيش وكيف يقف القائد الفارس المؤمن بالله وحيدا على ارض الجبهة ولا يقول الا”لا …”
لا للظالم.
لا للسارق.
لا للقاتل.
لا للانحراف عن العدالة الالهية.
سيدي القائد يا ليتنا كنا معك فنفوز فوزا عظيما.
من هنا ومن تحت شجرة تين محررة في بلدة حاروف وجالسا على تنكة نيدو صدئة ومطعوجة ارفع الدعاء لله ان يجمعنا مع الشرفاء الصادقين من كل زمان ومن كل مكان ومن كل الملل فالشرفاء اقارب بل اخوة والله اعلم.

د احمد عياش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى