.

ماكرون “الحانق” من التعاطي مع رسالته قد يقول لمبعوثه “لا تذهب إلى لبنان بعد الآن”!

خاص الإنتشار – ابراهيم عوض

لم يكن الموفد الفرنسي جان أيف لودريان ليبالغ حين أبلغ الذين التقاهم في زيارته الأخيرة الى بيروت بأن مبادرته هذه ستكون الأخيرة. مما يعني ان الحراك الفرنسي تجاه لبنان لن يستمر طويلا. ويشار هنا الى ان رئيس” تيار الكرامة” النائب فيصل كرامي ولدى سماعه هذا الكلام من مضيفه في السفارة الفرنسية تمنى عليه ألا يحصل ذلك وحثه على متابعة مهمته حتى وصولها الى خاتمة مرضية.

وإذا كان لودريان، الذي غادر لبنان يومها ، ليعلن عودته إليه في شهر أيلول المقبل مع اتجاه لدعوة الأطراف المعنية إلى حوار من دون تحديد ماهيته وشكله ،فأن الجديد والمفاجىء كان في إرسال خطاب الى رؤساء الكتل النيابية وقوى داخل البرلمان،عبر السفارة الفرنسية،يطرح فيه سؤالين عما هو مطلوب من رئيس الجمهورية المقبل ومواصفاته. ويطلب ممن تلقوا الرسالة الإجابة عنهما ب” إختصار” ،مع التوقف عند هذه الكلمة وما تحمله من تنبيه بعدم الإطالة. وهذا ما استوقف بعض النواب وشبهوا هذا الطلب بأمتحان لطالب في المدرسة.

واذا ما وضعنا جانبا بان هذه الرسالة تعتبر سابقة في الحياة السياسية، في لبنان وخارجه، ويعاب عليها انها لم ترسل على الأقل عبر رئاسة مجلس النواب، إلا أن ردود الفعل السلبية حولها من قبل كتل نيابية هي ما يستدعي الإحاطة بها واستشراف أبعادها والسؤال الى اين من هنا، وما هو المدى الذي ستتخذه هذه الرسالة والمنتظر إزاءها؟!.

يقول مسؤول بارز ،على تواصل مع ” صناع القرار” في باريس ومع سفارتها لدى لبنان، ل” الانتشار ” ان التعليقات والردود التي صدرت إثر الكشف عن الرسالة لن تنزل برداً وسلاماً على قصر الأيليزيه ،وعلى سيده تحديدا الرئيس ايمانويل ماكرون ” الحانق” على التعاطي اللبناني مع مبادرته، والذي تشير المعلومات الى انه وراء الرسالة وليست من عنديات لودريان، الممتعض بدوره مما يتلقاه من تقارير تبعث بها السفارة تتحدث فيها عن عدم ترحيب أطراف سياسية ونيابية ب” أسئلة باريس” والطريقة التي تمت فيها. وثمة من جاهر برفض الأجابة عليها والامتناع عن المشاركة في أي حوار شامل او جامع.

ويلفت المسؤول السابق، الذي يقصده سفراء ومندوبون أجانب حتى الساعة للاستطلاع عن الوضع في لبنان،أن المبادرة الفرنسية ،وبعد ما نشهده من انتقادات إزاء الرسالة ، لن تبقى على حالها وقد يصيبها الجمود تدفع الفرنسيين، في النهاية، الى التنصل منها،والتحرر- وهنا بيت القصيد- من ” تعليمات” اللجنة الخماسية التي دخلت على خط الأزمة اللبنانية بحيث لم تعد فرنسا “اللاعب” الوحيد على الساحة اللبنانية وهذا ما لم ترتح له.

أخيرا وليس آخراُ وبعد ما تقدم تتأرجح المبادرة الفرنسية بين المضي قدما والتوقف، مع اتجاه الى حصول الأخير من منطلق ان الرئيس ماكرون الذي بذل ما في وسعه لمساعدة لبنان وجاء أكثر من مرة لهذه الغاية لن يقبل هذا التصرف ممن مد لهم يد العون و”تجاهل” رسالته. لذلك ليس من المستبعد ان يقول لمبعوثه الخاص” لا تذهب إلى بيروت بعد الإن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى