.

البخاري على الحياد… ودريان «يُوازن» بين «المتصارعين»… أوساط بيروتيّة: تشتت سني… والمخزومي «يّفرّخ» الجمعيّات!!

كتب علي ضاحي في جريدة “الديار”

الساحة السنية مشتتة وضائعة، والى مزيد من التشرذم في غياب القائد او الزعيم، ولا قدرة لأي شخصية ان تجمع ما تفرقه السياسة، والتنافس على اشده على المصالح الشخصية. هذا ما تعبر عنه اوساط سنية بيروتية، وفي خلاصة للقاءات يومية واسبوعية على هامش لقاءات ثقافية واجتماعية وحزبية ومناسبات دينية وفنية.

وتشير الاوساط لـ «الديار» ان كل الاطراف تتحرك في بيروت، ولكن الحراك هو فردي وشخصي، ويهدف الى البروز وتسليط الضوء. فمن جهة يستمر «تيار المستقبل» عبر امينه العام احمد الحريري في محاولة «لملمة» شارع «التيار الازرق» المترهل، بفعل غياب الرئيس سعد الحريري المستمر عن الساحة السنية سياسياً او حتى بالحضور الشخصي، واصابة محبيه وجمهوره بالاحباط لشعورهم انهم تركوا وحيدين يواجهون مصيرهم، فيما السعودية وسفيرها في بيروت يتفرجون على الساحة السنية ويتركونها في حالة ضياع.

وفيما يحاول احمد الحريري ان ينشط، يستمر الصدام بين الحريري و»نده الازرق» احمد هاشمية، كما يتواجه الوزير السابق محمد شقير والنائب فؤاد المخزومي بينهما من جهة، ومع «بقايا المستقبل» من جهة ثانية. وتكشف الاوساط ان حركة شقير في الفترة الاخيرة، لا تتعدى كونها محاولات للبقاء في الواجهة الاعلامية، بعد عدم قدرة تجمع «كلنا لبيروت» في ترك «بصمة» ابعد من جمع 300 شخصية من الشخصيات السابقة في «تيار المستقبل»، فبعد احتفال «البيال» يحاول شقير البقاء في الاضواء ، مع حركة تجاه البخاري وشخصيات دينية مسيحية وسنية. كما لم يسلم شقير حالياً من محاولات لشق «المستقبليين السابقين» عن حركته .

وفي مقلب المخزومي، يحاول الاخير «تفريخ» عدد من الجمعيات، بالاضافة الى ما هو موجود الآن، وهناك توجه لعدد من الجمعيات السنية البيروتية، لمحاولة التعويض الشعبي بعد الخسارة التي مني بها «حزب الحوار الوطني» في الانتخابات النيابية الاخيرة، والتي كان يمني فيها مخزومي النفس بثلاثة مقاعد وثلاثة حواصل، فنال حاصل واحد «بشق النفس».

في المقابل، تسعى دار الفتوى ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى البقاء على مسافة واحدة من «المتصارعين» على الساحة السنية عموماً والبيروتية خصوصاً. فدار الفتوى هي جامعة لكل المسلمين واللبنانيين، فلا يمكنها ان تكون منحازة الى طرف سني حالياً من دون آخر، علماً ان الاوساط البيروتية نفسها تقول ان الكثير من السنة يرون ان المفتي دريان اليوم لم يخرج من تأييد الرئيس سعد الحريري ولم يغادر الاخير تفكيره، رغم ابتعاده السياسي والجسدي.

وتغمز الاوساط ايضاً من قناة السعودية وسفيرها في بيروت، الذي يتصرف كأنه غير «معني» بالساحة السنية، فبعد قرار ابعاد الحريري لا توحي السعودية الى الآن ولا بأي شكل من الاشكال، انها تبحث عن شخصية او قائد يمكنه ان يجمع السنة من جديد ويمنع تشتتهم، والذي يكبر ويتسع كلما زادت مشاكل البلد وهمومها، والسنة هم جزء من هذا البلد وهمومه ويصيبهم ما يصيبه!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى