.

هيرتسوغ يصطحب والدة ضابط أسير في غزة إلى واشنطن.. أليس مكتب نتنياهو أقرب؟

خليل نصر الله

الأَول من آب من عام 2014، وخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومع محاولات التقدم البري وقع الإسرائيليون بكمائن قاتلة. قتل من قتل من جنودهم، وأسر من أسر.
هادار غولدين، ملازم ثان، في جيش العدو، من عديد لواء جفعاتي، أُسر قرب رفح.

منذ ذاك الحين، لم ينجح العدو في معرفة مصيره، فيما تناور المقاومة بين الحين والآخر للضغط على العدو الاسرائيلي، الذي يماطل في إتمام صفقة تبادل، تارة تبث كتائب “القسام” تسجيل مناشدة، لا صوت فيه لهادار، لكن “القسام” تلعب على وتر حث عائلات الجنود الاسرى لديها على الضغط على حكومتهم، وتارة أخرى تكشف وحدة الظل عن سلاح هادار الأسير لديها.

يعود سبب عدم إتمام صفقة التبادل إلى حسابات سياسية داخل الكيان. بنيامين نتنياهو، الذي ترأس معظم الحكومات على مدى 12 عامًا، يستخدم الملف للضغط على المقاومة في غزة، يربط الملف الإنساني بمصير الجندي، في المقابل تطلب المقاومة فك وإطلاق سراح أسرى، وهو ما يرفضه العدو، خصوصًا أن من تطالب بهم المقاومة، تدعي “إسرائيل” أنهم قتلوا إسرائيليين. وهي حجة تستخدم، خصوصًا أنه سبق وأن أطلق سراح مقاومين كان كيان العدو يضع خطوطًا حمراء حولهم، منهم يحيى السنوار الذي حرر في صفقة “وفاء الأحرر”.

في داخل الكيان، ثمة أخذ ورد حول ما يجب فعله، فهم يحاولون عدم دفع ثمن كبير، خصوصًا أن دفع ثمن كهذا يعتبرونه بمثابة مواصلة المقاومة لي ذراعهم، سواء في فلسطين أو لبنان.

بالأمس، زار رئيس الكيان الاسرائيلي “إسحاق هرتسوغ”، الولايات المتحدة، والتقى بالرئيس الأميركي. لم يتحدث هناك عن ملف الأسرى، تركز البحث في قضايا أخرى بينها ما يعصف في الكيان على خلفية مشروع “التعديلات القضائية” لحكومة نتنياهو والذي يغضب واشنطن.

بعد لقائه بايدن، عقد هرتسوغ لقاءً في مقر وزارة الخارجية الأمريكية مع أنطوني بلينكين. الملفت أن هرتسوغ اصطحب معه والدة هادار غولدين الأسير في غزة ليا غولدين، حيث أسهبت بالحديث عن ابنها المجنّد في جيش العدو ومصيره أمام بلينكين، الذي كان منسجمًا و”يتعاطف” معها.

الملفت في الأمر هو الدعاية التي تمارسها “إسرائيل” في المحافل العالمية، والسعي لادعاء المظلومية. هم لا يقولون إن هادار كان في مهمة قتل داخل غزة، في حرب استخدمت فيها أبشع أنواع القنابل، بعضها أمريكي الصنع والمنشأ، منها قنابل الفوسفور. فمن ذاك الذي تغيب عن ذهنه مشاهد الأطفال المحترقة وجودهم وأجسادهم في غزة عام 2014؟

إذًا، الهدف هو نشر الدعاية، دعاية المظلومية، في بلد غطت إدارته ذاك العدوان، كما غيره، وفي بلد لا يرى آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وبعضهم أسير منذ عقود.
نحصر الأمر بالدعاية، لأن حل ملف الأسرى الاسرائيليين لدى المقاومة ليس بيد واشنطن، إنما لدى نتنياهو، الذي يرفض دفع الثمن المناسب لإطلاق سراح جنود جيشه ومنهم هادار!
وعليه يطرح السؤال نفسه، إن كان هيرتسوغ يريد تحرير هادار، أليس الأجدى أن يصطحب ليا غولدين إلى مكتب نتنياهو بدلًا من تحملها مشقة السفر إلى واشنطن؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى