.

أصداء الإساءة للقرآن الكريم تتصدّر الصحف الإيرانية

ما زالت أصداء إهانة القرآن الكريم مصدر التحليلات المتعدّدة في الصحف الإيرانية حيث كتب أستاذ العلوم السياسية وعضو هيئة التدريس بمعهد “الإمام الخميني” للتربية والبحوث الدكتور محمد جواد نوروزي في صحيفة “إيران” اليوم: “إننا عندما نتحدث عن “العلمانية” يجب أن ننتبه إلى حقيقة أن مفهوم “العلمانية” يشمل مستويات وطبقات، وأحد هذه المستويات – والتي هي من المفارقات التي تم إبرازها في الإهانة الأخيرة للقرآن الكريم – هي “العلمانية العنيفة والقتالية”، وفي هذا التفسير الدين بشكل عام بما في ذلك الإسلام والمسيحية واليهودية، ليس له صلة بالسياسة.

وأضاف: “لذلك يعتقد أولئك الذين يؤمنون بفصل الدين عن السياسة أن خصوصية الدين هي مجال خاص وأن المجال العام هو مقر السياسة، ويجب أن تحافظ السياسة على خصوصية الدين ولا ينبغي أن يتعرض الدين لمجال السياسة، وبطبيعة الحال، فإن مثل هذا النهج للعلاقة بين الدين والثقافة والسياسة في بلدان الكتلة الغربية قد تتشكل تدريجيًا بعد عصر النهضة واكتساب السيطرة والسيادة، وبهذه الطريقة تكون الدول الاسكندنافية، بما في ذلك السويد، ضمن هذا النهج العلماني”.

وبحسب نوروزي، فإن تطور معنى العلمانية في المجتمعات الغربية فكريًا وثقافيًا، في نهج فصل الدين عن السياسة، وإهانة الأديان والنصوص الدينية، بما في ذلك القرآن الكريم أمر غير مقبول، لكن ما يحدث اليوم في بعض الدول الغربية، بما في ذلك أميركا والدانمارك وفرنسا والسويد، يظهر من وجهة نظر واحدة أن العلمانية بمعنى فصل الدين عن السياسة قد واجهت تطورًا مفاهيميًا، بعبارة أخرى، يجب تحليل هذه الفئة في هيئات صنع القرار السياسي والتجسسي والأمني.

وتابع: “إذا أردنا قراءة هذه المقولة في مجال النظام العلماني، فإنه بعد ظهور الثورة الإسلامية في إيران وكذلك ظهور أزمات عديدة أحدثتها العلمانية في الغرب، فإننا نشهد اليوم مأزق الفكر العلماني في حل مشاكل المجتمعات الغربية، ونتيجة لحكم “العلمانية” والمآزق التي فُرضت على النظام الفكري للغرب حدث تطور مفاهيمي لهذا الأمر في هذه المجتمعات، حيث غيرت “العلمانية اللينة” التي تؤمن بفصل الدين عن السياسة طبيعتها إلى “علمانية متشددة” تجاه الدين ورموزه بما في ذلك الكتب الدينية مثل الكتاب المقدس الإسلامي”.

وختم بالقول: “إذا أردنا التفكير في نقطة تحول لمثل هذه المواجهات المسلحة، فإن منشأ مثل هذه الإهانات يعود إلى أعقاب هجوم 11 أيلول الذي شهدنا خلاله الإسلاموفوبيا المنظمة من القادة الغربيين منذ عام 2001، وعلى رأس “العلمانية” المتشددة توجد أميركا والنظام الصهيوني وبريطانيا، وهم يحاولون إهانة المقدسات لدى المسلمين ويفعلون ذلك في الغالب في البلدان التي يكون فيها المسلمون أقلية”.

رسالة أمنية من الجمهورية الإسلامية

وفي سياق آخر، تطرقت الصحف لانطلاق المرحلة الرئيسية والمرحلة العملياتية للتمرين الحادي عشر للقوة الجوية.

وبحسب صحيفة “وطن أمروز”، فإن حميد واحدي قائد سلاح الجو العسكري في منطقة أنارك بأصفهان أوضح أن بعض الطائرات والمقاتلين من هذه القوة تم نشرهم في قاعدة أصفهان منذ الأيام القليلة الماضية، وقال: “في هذا التمرين، سيقوم الشباب الذين تعلموا جميع تخصصاتهم داخل الدولة وتحت إشراف أساتذة محليين باستخدام 92 نوعًا من المقاتلات، والصواريخ الاعتراضية، والقاذفات، والطائرات المسيرة، بتنفيذ مجموعة متنوعة من عمليات الاستطلاع والتصوير الدفاعي والحرب الإلكترونية”.

وأشار أمير واحدي إلى أن الغرض من إجراء تمرين القوة الجوية هو تأكيد الاكتفاء الذاتي وتعزيز الثقة بالنفس للقوات الجوية.

وأوضح قائد القوات الجوية أن الرسالة المهمة لهذا التمرين هي الصداقة والسلام والطمأنينة والأمن في المنطقة، مشددًا على أن محور التمرين الأمن المستقر والتنمية وتوطيد العلاقات الإقليمية وحسن الجوار والدفاع عن الحدود الجوية للبلاد، معتبرًا أن القوات الجوية للجيش إلى جانب القوات المسلحة الأخرى في البلاد وبأوامر من آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي مسؤولة عن أمن سماء إيران الإسلامية.

هجوم الإصلاحيين على الانتخابات

من جانب آخر، رصدت صحيفة “كيهان” في عددها الصادر اليوم بعض مقالات الصحف الإصلاحية التي حاولت التشكيك في الانتخابات.

وفي ظل هذا النقاش الدائر هذه الأيام في الفضاء الإيراني البرلماني والسياسي عمومًا، قالت “كيهان”: “يحاول الإصلاحيون التلميح إلى أن الانتخابات السابقة لم تكن تنافسية وحرة على الرغم من أنهم كانوا حاضرين في كل الانتخابات بشكل قوي حيث شاركوا في الانتخابات السابقة للمجلس الإسلامي من خلال تقديم العديد من القوائم وبعض الشخصيات البارزة وخاضوا حملات واسعة النطاق، ولكن بسبب السجل الأسود الذي تركوه في أذهان الأمة لم يتمكنوا من الفوز بأصوات الشعب وعانوا من العزلة السياسية”.

وأضافت: “لقد اختبأوا دائمًا وراء الآخرين وقالوا بشكل غير مسؤول أن هذه ليست حكومتنا، إنهم لا يقبلون الانتخابات إلا عندما يفوزون هم وحلفاؤهم، إضافة إلى أن هؤلاء الإصلاحيين يحاولون إخفاء نفوذهم وأرستقراطيتهم وعدم كفاءتهم وتأمين مصالح أميركا و”إسرائيل” في إيران بإيماءات فكرية وأعذار سخيفة”.

قتل أربعة رجال شرطة

كما لفتت الصحف إلى استشهاد أربعة من رجال شرطة المرور في أعقاب الهجوم عليهم أثناء دورية لهم في منطقة سيستان وبلوشستان.

وبحسب صحيفة “قدس”، لم تقبل أي مجموعة أو فرد المسؤولية عن هذا الهجوم، وقال خبير أمني – طلب عدم الكشف عن اسمه – أثناء حديثه مع صحيفة ” قدس” في هذا الصدد: “إن تنفيذ مثل هذه الهجمات بشكل عام هو على أجندة الجماعات الإرهابية، لكن في مثل هذه الحالة يكون هذا الهجوم بالتنسيق الكامل مع نشاطات الصهيونية العالمية، حيث تحاول تحويل انتباه وسائل الإعلام عن قضية حرق القرآن بهذا الهجوم الأعمى”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى