.

مؤتمر حواري عن “تحدّيات لبنان: المواطنة والدّولة السيادة والسياسة الخارجيّة” والكلمات شددت على تطبيق الدّستور وصَوْن كرامة الإنسان والعيشِ المشترك

وطنية – نظم quot;ملتقى التأثير المدنيquot;nbsp; ومؤسسة quot;كونراد آديناور ndash; لبنانquot; مؤتمرا حواريا اليوم في فندق الموفمبيك في ييروت، بعنوان: quot;تحدّيات لبنان: المواطنة والدّولة، السيادة والسياسة الخارجيّةquot;، بمشاركةnbsp; 50 خبيرة وخبيرا وفي حضور ديبلوماسي وإعلامي، ونقلت وقائعه مباشرة على منصّات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصّة بالملتقى والمؤسسة.

واوضح المنظمون ان انعقاد المؤتمر جاء على quot;خلفية الحاجة الى مواجهة التحدّيات الأساسيّة التي يواجهها لبنان على مستوى السّياسات العامّة، وخصوصًا لجهة تعطُّل قِيام دولة المواطنة بسبب عدم تطبيق الدّستور، كما هشاشةٍ في السّيادة النّاجزة، وارتِباكٍ في السّياسة الخارجيّة.quot;

فيصل الخليل

إفتتح المؤتمر عند التاسعة والنصف صباحا بالنشيدين الوطنيين اللبناني والالماني، بعد ذلك كانت دقيقة صمت حدادا على أرواح ضحايا جريمة تفجير مرفأ بيروت.nbsp; وألقى رئيس ملتقى التأثير المدني فيصل الخليل كلمة إستهلها بالترحيب بالحاضرين، منوها بالشراكة مع quot;مؤسّسة كونراد آديناور ndash; لبنانquot; لمعالجة quot;مسائل إشكاليّة في السّياسات العامّة التي يفتقدها لبنان في مسارٍ مُحدّد المعالم نُعالِج فيه مع خبيرات وخبراء لهُم منّا كُلّ الشّكر والتّقديرquot;.

وأضاف: quot;لَيْس سَهْلًا في هذه المَرْحَلة الخطيرة والدّقيقة التي يواجِهُ فيها لبنان خطرًا هائِلًا على هويّتِه وكيانِه وسيادتِه وعدالتِه وثقافة الدّولة والدّستور، لَيْس سَهْلًا أن نستمرّ جميعًا مواطناتٍ ومواطنين لبنانيّين مُقيمين ومغتربين كُلٌّ من موقعِه في صناعة الأمل بالتّعاون مع أشقّاء لنا في العالم العربي والمجتمع الدّولي، فلُبنان عضوٌ مؤسّسٌ في جامعة الدّول العربيّة والأمم المتّحدة، وقد ساهم بالعُمْق في صياغة الشُّرعة العالميّة لحقوق الإنسان. صِناعة الأمل هي قرارُنا ولا تراجُع عَنْه في سبيل استرداد الدّولة، وتطبيق الدّستور، وتحقيق السّيادة، وصَوْن كرامة الإنسان، وتقوية العيشِ معًا في وطنِ الحريّة والأخوّةquot;.

nbsp;

باور

بعدها، كانت كلمة مدير مؤسّسة كونراد آديناور في لبنان مايكل باور، قال فيها: quot;لبنان هو أرض جمال فريد، وأهله يتميَّزون بصمود عل مرِّ العصور بفِعل التحدِّيات التي واجهوها. وقد تكون إحدى أهمّ التحدّيات المواطنة والدَّولة بما هي تؤسِّس لمستقبل أي أُمَّة. المواطنة هي القلب النابض لأي مجتمع ديموقراطيّquot;.

وأضاف باور: quot;مع المواطنة هناك تحدّي احتكار استعمال القوِّة وسط سيادة الدَّولة على كامِل أراضيها والحدود، وهذا ما يواجه فيه لبنان تحديًا أساسيًّا، كما إنَّ السِّياسة الخارجية للبنان مُتأثِّرة بفعل انخِراط أفرقاء في صراعات خارج لبنانquot;.

وختم باور: quot;مع كُلّ هذه التحدِّيات تبقى إشكاليَّة الهُويَّة ودور لبنان في المستقبل، وهذا أساسيّquot;.

الجلسة الاولى

بعد الافتتاح، عقدت الجلسة الاولى بعنوان quot;لبنان ودولة المواطنة: مقاربة تحدّيات في الذاكرة الجماعيَّة والتّماسك الاجتماعيّquot;. تحدث فيها كل من هدى الخطيب شلق والدّكتور حسن منيمنة، وأدارها الكاتب السياسي سام منسى والمدير التنفيذي للملتقى زياد الصّائغ الذي قال: quot;لبنان دولة خارج الدّستور، أَخرجتها منظومة قاتِلة تحالف فيها فسادٌ غير مشروع مع سِلاحٍ ما فوق الشرعيّة، أَخرجتها من النّظام الطّبيعي والوضعيّ، وأدْخَلَت شعبها في خياراتٍ إنتحاريّة إلتَبَست فيها المفاهيم، وشُيْطَنَت فيها المسارات، واغتيل فيها الأمَل. بُتْنا جميعًا أسرى دوَّامة عُنْفٍ غير مسبوق يُغلِّفه هدوءٌ هشّ. رغم كُلّ ما سَبَق يبقى التّوْق إلى دولة المواطنة السيّدة الحرّة العادِلة المستقلّة هو الأساس، ولا مُهادنة في هذا النّضال. من هُنا أهميّة مقاربة إشكاليّات دولة المواطنة ربطًا بتحدّيات بناءِ الذّاكرة الجماعيّة والتّماسك الاجتماعي، وهو عنوان الجلسة الأولىquot;.

الخطيب

والقت الخطيب كلمة استهلتها بمراجعةnbsp; المادة الأولى من الدستور اللبناني ومعنى quot;أن يكون الفرد مواطنا في لبنانquot; وكيفية quot;تعامل اللبنانية مع تراكمات الماضي من الطائفية وانعدام الثقة ومن الحروب والدمار وعدم الاستقرار المستدام وصولا إلى quot;ما في ذاكرة اللبنانيين مما خلفته هذه الحروبquot; وما يغذي واقع الدولة المتردي اليوم على جميع الصعد هشاشة الذاكرة الجماعيةquot;.

وسألت: quot;إن كان هناك مواطنة تبنى على رمال متحركة لذاكرة جماعية لم تعالجquot;؟ ورأت انه quot;متى تجلت هذه المواطنة لدى اللبنانيات واللبنانيين والتحديات التي نواجهها في ظل فقدانnbsp; الثوابت التي تجمع اللبنانيينquot;. فلبنان quot;أكثر من وطن، هو رسالةquot;، لافتة الى كيفية ترجمة اللبنانيين ما أوصى السينودس من أجل لبنان اللبنانيينquot;.

وسألت الخطيب عما اذا quot;استفاد اللبنانيون من دروس الماضيquot;، وأجرت مقارنة بين quot;المشهد الحالي للبنان من دولة المواطنة والمشهد المرتجىquot;. واشارت الى مجموعة من quot;الآليات المطروحة في لبنان لتحقيق مواطنية أبنائه ورسالته التاريخية المميزة لجهة تطبيق الطائف كمرحلة انتقالية ضرورية، قانون انتخاب عادل، قضاء نزيه، تربية على المواطنة والتعليم، إيجاد أسواق عمل، الاستثمار في الإنسان اللبناني وفي الأدمغة المهاجرة، تفعيل دور المرأة، التوعية والتدريب على المواطنة والديمقراطية للشباب خاصة، الضمانات الاجتماعية، الأمن الإنسانيquot;.

منيمنة

أمَّا منيمنة فتحدَّث عن quot;الذاكرة بين الوحدة والتعدد، بين الأمس والغدquot;. وتوقف امامnbsp; موضوع quot;الذاكرة لبنانياً ليس الأمس بقدر ما هو الغد، في سياق الأزمة الوجودية العميقة التي يعيشها لبنانquot;. وقال: quot;إنَّ الأمر الواقع، وإن دون الإقرار العام به، هو أن الذاكرة اللبنانية ليست واحدة، ومن ثم الرؤية للغد اللبناني كذلك ليست واحدة. كيف يمكن للبنان الاستفادة من تجارب الآخرين للسير في الطريق الوعر للتعاطي مع الذاكرة بإشكالياتها، لا نحو توحيدها إذا كان الأمر مستعصياً، إنما لتحقيق التعايش بين مظاهرها المتعددة. المسألة الجوهرية هي هل بوسع الذاكرة أن تصبح جزءاً من الحل في اعتبارات الغد اللبناني، أم هل هو محكوم عليها أن تبقى وجهاً من المشكلة.quot;

الجلسة الثانية

وعقدت الجلسة الثانية بعنوان quot;لبنان بين الاستراتيجيّة الدّفاعيّة والسّياسة الخارجيّة: السيناريوهات والتّداعياتquot;، تحدثت فيها الدّكتورة ريان عسّاف والعميد المتقاعد خليل الحلو وأدارها nbsp;منسى والصّائغ الذي قدم لها بقوله: quot;إخراجُ لبنان من الدّستور فَرَض في تداعياتِه تكريس انتِهاك السّيادة وشرعنة العُنْف والخيارات الاستراتيجيّة من خارج الدّولة، ما أسّس لاندِفاعة بحثٍ ملتبِس عن استراتيجيّة دفاعيّة من ناحِيَة، كما فَرَض وَضْع لُبْنان في سياسة خارجيّة غبر متّزنة وغير متوازِنة أولِجَ فيها عُنْوَة سياسة محاور أو مِحْوَر ما جعل من سياسة الخارجيّة انقِلابيّة على خياراتِه التّاريخيّة من ناحِيَةٍ أُخرى. من هُنا أهميّة مُقاربة الاستراتيجيّة الدّفاعيّة والسّياسة الخارجيّة في سيناريوهاتِها وتداعياتِهاquot;.

عسّاف

وقالت الدكتورة عسّاف في مداخلتها: quot;ان إحدى وسائل إدارة التعدّديّة قد تستوجب الحياد، ومن هذا المنطلق أعلن لبنان على مرّ تاريخه واتخذ إجراءات تعبّر عن اتجاهه لاعتماد الحيادquot;. ولفتت إلى أنَّ quot; استعمال عبارات الحياد والتحييد والنأي بالنفس في النقاشات العامّة في لبنان دون تمييز بينها وذلك للتعبير عن اتجاه، في خضمّ كلّ صراعات المنطقة، لإبعاد لبنان عن هذه النزاعات.quot;

وقالت: quot;هناك اختلاف بين هذه المفاهيم. بشكل عام. فمفهوما الحياد والتحييد يعبّران عن سياسة عامّة (Policy) تنتهجها الدولة اللبنانيّة لإبعاد لبنان عن النزاعات. أمّا النأي بالنفس فهو قرار بإبعاد لبنان عن نزاع محدّد لا يرتبط مباشرةّ بلبنان. فالحياد والتحييد يفترضان أن يبعد لبنان نفسه عن النزاعات، وأن تلتزم الدول المعنيّة بالنزاعات بإبعاده عن نزاعاتها، أمّا النأي بالنفس فهو قرار آحادي الجانب يتخذه لبنان دون أي التزام من جانب الدول الأخرىquot;.

وتحدثت عساف عن quot;صعوبة الانتقال في الوقت الحالي الى وضعيّة الحياد الدائم الخاضع لنظام قانوني مُحكَم نتيجة عدّة اعتبارات داخليّة وخارجيّة، لا سيّما منها على الصعيد الداخلي التزام لبنان القضيّة الفلسطينيّة ولأنّه ما زال للبنان أراض محتلّة في كفرشوبا وشبعا والجزء الشرقي من بلدة الغجر.quot;

وانتهت عساف إلى دعوة quot;الدولة اللبنانيّة إلى الالتزام بتحييد لبنان كما ورد في إعلان بعبدا وهو في الوثيقة الصادرة عن الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي رقم A66/849nbsp; وS/2012/477 تاريخ 21 حزيران 2012 التي تضمّنت المبادئ التي توافقت عليها طاولة الحوار اللبناني بتاريخ 11 حزيران 2012، والعمل على تحصين هذا التوافق وتحصين اعتراف الدول المعنيّة به.quot;

العميد الحلو

أمَّا العميد خليل الحلو، فقال: quot;بسبب عدم الإستقرار الدائم في الشرق الأوسط منذ قرون وانعكاس ذلك سلباً على لبنان، وبسبب موقعه الجغرافي وتعددية شعبه، يجب تأمين الإستقرار عبر جيش مركزي قوي ومتطور، وهذا ممكن بدعم من الدول الصديقة التي تجد أن مصالحها في إستقرار لبنان، وفي منع تحويل لبنان إلى منصـّة انطلاق أعمال تخريبية ضدهاquot;.

اضاف الحلو: quot;لهذه الغاية يجب وضع سياسة دفاعية في مجلسي الوزراء والنواب، من مكوناتها الطبيعيةnbsp; الوزارات كافة ومنها الخارجية والدفاع ووزارات الخدمات. وتنبثق عنها استراتيجية دفاعية ثم استراتيجية عسكرية مبنيتان على عقيدة قائمة على ثلاثة عناصر وهي: أولها منع اي طرف لبناني وغير لبناني من الإعتداء على دول المنطقة العربية وغير العربية دون استثناء. وثانيها منع التدخل في شؤونها الداخلية، وتطبيق اتفاقية الهدنة مع إسرائيل (1949) وقرار مجلس الأمن 1701. وثالثها التصدي لأي إعتداء عبر الحدود كافة، بإعتماد القتال التأخيري لأي غزو واقترانه بخطة دبلوماسية مسبقة، واعتماد القوات المسلحة اللبنانية مبدأ الحرب غير المتكافئةnbsp; (Asymetric War)quot;.

الجلسة الثالثة

وبعد الغداء واستراحة قصيرة، انعقدت الجلسة الثالثة والأخيرة وخصصت للبحث في الخلاصات وآفاق المؤتمر وما انتهت إليها جلساته، فقدمها كل من باور ومنسى والصّائغnbsp; فكان التركيز على ثلاثة محاور. أولّها: ما هي واقعيّة طرح القضايا الشائكة التي تمت مناقشتها اليوم في ظلّ أنّ لبنان رهينة وهو دولة خارج النظام والدّستور؟ وثانيها ما هو دور القوى المجتمعيّة الحيّة (جامعات، هيئات مجتمع مدني، إعلام، إغتراب …) والقوى السياسيّة السياديّة الإصلاحيّة الممثّلة بالبرلمان ببلورة خارطة طريق بالقضايا الثلاثة الأساسيّة: بناء دولة المواطنة، السياسة الدّفاعيّة، والسياسة الخارجيّة؟ ثالثها هل من دور للعالم العربي والمجتمع الدولي في دعم خيارات الشعب اللّبناني بالقضايا التي ذكرنا سابقًا وكيف؟ وكان نقاشُ في آليَّات المتابعة.

nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp; ========== ن.م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى