.

دعم أميركا العسكري والأمني لـ"إسرائيل" راسخ!

خليل نصر الله

عام 1949، بدأت واشنطن تخصيص دعم عسكري للكيان الإسرائيلي، أي بعد أقل من عام من إعلان قيام الكيان على أرض فلسطين المحتلة.
لم يكن الدعم مجرد تعاطف، بقدر ما كان يحاكي ترسيخ وجود قاعدة عسكرية متقدمة في منطقة غرب آسيا.
مع مرور الزمن، تصاعد الدعم عسكريًا وأمنيًا وتكنولوجيًا، ناهيك عن الدعم الدبلوماسي والسياسي الاقتصادي، وصولًا إلى حد اعتباره التزامًا أمريكيًا بـ”أمن إسرائيل” في المنطقة، وهو ما لا يحتاج إلى شرح وتبيان، فكلا الطرفان يجاهر صراحة به.

حفظت واشنطن ما تسميه التفوق النوعي للكيان في المنطقة، ووفقه تعقد صفقاتها العسكرية مع دول المنطقة، وهي التي منحت “إسرائيل” حق الفيتو على صفقات كبيرة، وهو ما يمكن تبيانه من رفض “حكومة نتنياهو” صفقة الـ أف 35 بين واشنطن والإمارات العربية المتحدة، والتي لا زالت تدور نقاشات حولها.

مؤخرًا، تجددت أصوات في الولايات المتحدة لضرورة تقليص الدعم الثابت لـ”تل أبيب”، وفي الواقع هي أصوات خجولة ولا تؤثر في مركز القرار كثيرًا، ناهيك عن مواقف أغلبها لكتاب وباحثين كانت تتحدث في ذات السياق.

لكن الجديد، كان ربط الدعم بالحالة القائمة داخل الكيان، أي الانقسام على خلفية مشروع “التعديلات القضائية” لحكومة بنيامين نتنياهو، وموقف الادارة الأمريكية الحالي السلبي منها، وكذلك التوتر القديم الجديد بين نتنياهو والادارة الديمقراطية، كما في عهد أوباما حيث كان بايدن نائبًا للرئيس، والتي نشأت يومها على خلفية الاتفاق النووي الموقع بين طهران والسداسية.

في الظاهر، هناك توتر واضح لا جدال فيه، ولا يمكن إخفاؤه من كلا الطرفين، بل إنهما يجاهران به علانية، لكن في الواقع، وعلى صعيد العلاقة “الاسراتيجية” فإن شيئًا لم يتبدل، خصوصًا مع تصاعد زيارة المسؤولين العسكريين والأمنيين الأمريكيين إلى الأراضي المحتلة، وكذلك زيارة مسؤولين إسرائيليين إلى واشنطن بشكل دوري ومكثف خصوصًا مع المتغيرات التي تشهدها منطقة غرب آسيا، وتنامي الأخطار المحدقة بالكيان، حسبما يعبر مسؤولوه، كذلك المتغيرات التي يشهدها العالم على خلفية حرب الناتو ضد روسيا في أوكرانيا والتي لم تتضح نتائجها بعد، والتي يمكن أن تؤدي الى عالم متعدد الأقطاب، أو انزلاقها إلى اشتباك في أكثر من مكان.

من هنا، من الواضح أن واشنطن ثابتة اتجاه ترسيخ وتقوية العلاقة بالكيان الاسرائيلي، الذي يعد قاعدة عسكرية متكاملة ومتقدمة في المنطقة.
وأمام الجدل الحالي حول الدعم، حسمت الإدارة الحالية موقفها عبر تصريح لنائب المتحدث باسم وزارة الخارجية “فيدانت باتيل”، الذي قال: لن يكون هناك أي تقليص أو وقف للمساعدات العسكرية لأن التزامنا تجاه إسرائيل وأمنها لا يتزعزع”.

واقعًا، هو حاكى الواقع القائم بلغة صريحة وواضحة، وهو كما يجب أن يبقى في الحسابات عند أي حساب سياسي. إن مكاسب الطرفين من العلاقة كبيرة، ويمكن لمسها في أكثر من مكان، وهي تلمس من خلال الوقائع، لا التصريحات أو الدعوات القابلة للتبدل والتي تصرف في مساحات سياسية ضيقة ومحددة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى