.

هل إبنك لديه ذكاء عاطفي؟؟

‎يحتاج أولادنا إلى التدرب على مهارة إدارة الإنفعالات؛ الذكاءالعاطفي والذكاء الإنفعالي: خلطة مهارات تمكن الطفل من (1)إدراك وفهم مشاعره(الوعي بالذات)، (2)وأن يعبّر عن تلك المشاعر بشكل جيد، (3)وأن يدير مشاعره بشكل منضبط (مثلا يتحكم بما يغضبه وما لا يغضبه وهذه مرحلة متقدمة)

‎وبالتالي هذا الطفل الذي يتمتع بالذكاء الإنفعالي سيتمتع بثبات انفعالي واتزان نفسي، سيواجه الضعوط والتوترات، سيكون عنده قدرة على التكيف مع الآخرين، وبالتالي لن تجده يعاني من مشكلات سلوكية كالعنف والصراخ والعدوانية، أو السرقة والعصبية، أو حتى الفشل الدراسي.. ولمّا يصل لمرحلة #المراهقة ستجده واعياً بنفسه ويدير علاقاته، ومحدداً الهوية، وغير عالق بين متاهات السوشيال والألعاب الإلكترونية.

‎كيف نصل إلى هذا النموذج؟

‎بأن نُدّرب الصغار على الذكاء العاطفي الإنفعالي.

‎كيف ندرب الصغار على الذكاء الإنفعالي؟

‎هناك أنشطة وتدريبات كثيرة يمكنك البحث عنها على الانترنت تحت هذا العنوان، ولكننا نضع معاً القاعدة الأساسية والخطوات الرئيسية لتدريب الصغار على مهارة الذكاء الإنفعالي وهي كالتالي:

(1) اجعله يتعرف على ماذا يشعر به /

‎يحتاج الأطفال لمفردات تسمي الحالة التي يمرون بها وبطبيعة الحال نحن من نُسمي لهم هذه الحالة، فيجب أن نُعرّفهم بأسماء تلك المشاعر كأن نقول له : أنت غاضب، أنت تشعر بالحزن، أنت محبط، محرج، سعيد، ممتن .. كلما زدت في هذه المفردات كلما ساعدت طفلك على التعبير عن نفسه وبالتالي الوعي بذاته والتصريف السليم حيال ما يشعر به.

‎(2) أظهر التصديق بما يشعر به دون إقرار السلوك الخاطئ الذي ربما يصاحب هذا الشعور / من المهم أن يعرف الطفل أنه #المشاعر لا حِجر عليها، وأننا لا نحاكمه لمجرد أن شعر بشعور ما، وأنه لابأس أن يشعر بالغضب، أو الفرح الشديد، أو الغيظ، ويمكننا التعبير عن ذلك: بأننا نتفهم ما تشعر به، ونعرف أن هذه المشاعر طبيعية، وأننا كذلك قد نشعر بما شعرتَ به إذا مررنا بنفس الموقف، والرسالة التي تصل طفلنا أن #نصدق_مشاعرك لكننا لا نستسيغ تصرفك الخاطئ الناتج عن تلك المشاعر.

‎(3) درّبه على الاستجابة المناسبة لهذا الشعور /

‎ربما يكون هذا التدرب قبل حصول الموقف كنوع من التربية الوقائية، أو ناتج عن الموقف، وفي كل الأحوال نحن نتناقش مع الطفل في وقت هدوء عن الاستجابة الصحيحة لمّا نغضب مثلا، ونترك له المساحة ليحدد الاستجابة التي تتوافق مع شخصيته مع توجيه غير مباشر مننا للإستجابة المقبولة مننا ومن الدين ومن المجتمع، ثم نتيح له فرص التدرب على الاستجابة المنتقاة،

‎كأن نناقش معه: ماذا يجب أن نفعل حينما يأخذ أوك لعبتك بدون إذنك؟ ونتركه ليختار الاستجابة المناسة ونوجهه إذا كانت غير مقبولة ثم ندربه عليها.

(4) درّبه على إدارة لحظة الإنفعال / وتحديداً هنا يجب أن نُعلّم الطفل ونُدّربه على كيفية العودة للهدوء وإستعادة التوازن النفسي عند حدوث الإنفعال.

‎نُعلّمه سنة النبي صلى الله على وسلم ونطبق وصاياه لحظة الغضب، كأن نصمت أو نستغفر أو نغير وضعنا، أو نتوضأ، نغير تفكيرنا فتتغير مشاعرنا..

‎وبعد مراحل من تدريبات ممارسة العودة للهدوء #سيدرك طفلنا أنه ربما لا حاجة للغضب أصلاً وبالتالي يطبق وصية الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تغضب.

‎بعد هذه الخطوات الهامة نكون علّمنا ودربّنا طفلنا على مهارات إدارة انفعالاته، ويسبق هذا كله أن نكون نموذجاً في تطبيق هذه المهارة

‎هذا الأمر لا يستغرق أسبوعاً أو شهراً؛ هذه المهارة تحتاج وقتاً طويلاً خاصة لو كنّا كآباء وأمهات لا نتمتع بها، فستجدنا نهدم ما نُعلّمه لطفلنا، ثم نندم ثم نعيد الكَرّة ونعيد بناء المهارة من جديد وهذا يستغرق وقتاً.. ولا بأس بهذا فهو طبيعي.. ولا يوجد أحد مثالي.. المهم ألا نتوقف ونستسلم..

د سليمان قديح 

اخصائي نفسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى