.

فرنسا تحذر رعاياها في هذه الدول!

خطار أبو دياب- مونت كارلو الدولية

دعت فرنسا اليوم الاثنين رعاياها في دول الساحل الثلاث مالي وبوركينا فاسو والنيجر لممارسة أقصى درجات الحذر والحد من السفر والابتعاد عن التجمعات.

وذلك بعدما كان العالم يترقب عن كثب تطور الوضع في الساحل الافريقي مع انتهاء المهلة مساء الأحد 6 آب التي حددتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) للتراجع عن الانقلاب الحاصل في النيجر.

لا نعلم ماذا ستحمل الساعات القادمة من مفاجآت في النيجر، وكأن العد العكسي انطلق كي يتضح لنا قرار مجموعة “إيكواس” لدول غرب افريقيا حول تدخل عسكري من عدمه، وذلك بعد توتر بلغ ذروته بين فرنسا والانقلابيين، وكذلك مع بروز انقسام افريقي- افريقي تمثل برفض الانقلابيين في مالي وبوركينا فاسو وغينيا لأي تدخل عسكري ، واتخاذ الجزائر وتشاد المجاورتين موقفاً مشابهاً.

ازاء هذا التخبط والانقسام، تبدو الصورة غامضة والحرج يهيمن على آلية اتخاذ القرار عند العديد من الاطراف.

كان الاسبوع المنصرم حافلاً بالمناورات الدبلوماسية و تخللته مناقشات رفيعة المستوى في نيامي خاضها من دون نتيجة الرئيس التشادي ووفد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا الذي أمضى بضع ساعات في نيامي .

وكان من اللافت بعد هذا الفشل الدبلوماسي تحذير وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا للانقلابيين كي يأخذوا على محمل الجد التهديد بالتدخل العسكري. وبالفعل تحسباً لذلك توافق رؤساء أركان الدول الأعضاء في ” ايكواس” ، باستثناء مالي وغينيا وبوركينا فاسو ، خلال اجتماعات متواصلة لمدة ثلاثة أيام في أبوجا عاصمة نيجيريا ، على تحديد الخطوط العريضة لمهمة التدخل العسكري والموارد اللازمة لذلك في حالة الحصول على ضوء أخضر من قادة الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا. وليس سراً ، ان قوات نيجيريا وساحل العاج والسنغال ستكون نواة قوة التدخل .

لكن معارضة التدخل من قبل الدول التي شهدت انقلابات سابقة ومن بعض دول الجوار ، وكذلك المعارضة الداخلية في نيجيريا تزيد من صعوبات القيام بعملية عسكرية . ولهذا فان الانقلابيين الذين حشدوا انصارهم في اكبر مدرج رياضي يوم السادس من آب، واخرجوا لجان دعمهم لرصد ” التحركات المشبوهة”، يبدو انهم مستعدون لاي مواجهة . لكن تعويلهم على جيرانهم الانقلابيين يلاقي صعوبات كبيرة. وحسب معلومات وردت من المثلث الحدودي بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر، قامت مجموعات من تنظيم داعش الارهابي بالتصدي لقوات قادمة من باماكو عاصمة مالي كانت متوجهة لدعم الانقلابيين في النيجر.

بالرغم من قرع طبول الحرب ، هناك اقتراحات لاحتواء الموقف ومنها عودة المسار الدستوري من خلال الافراج عن الرئيس بازوم وتعاونه مع المجلس العسكري خلال مرحلة انتقالية قبل تنظيم انتخابات مبكرة.

هكذا تتسابق فرص المواجهة والدبلوماسية في اختبار القوة المفتوح .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى