.

رسائل مبطّنة وغير بريئة… والعين على الأمن

خاص الرقيب – لبنى عويضة

حوادث لبنان اللانهائية تهيّئ الساحة للعديد من اشكال الفدرلة، فبعد انحلال الدولة في الفترة الأخيرة، وتكريس خطاب الفدرلة التقسيمي، وفي ظلّ التطمينات والبيانات المنهمرة من الوزراء والسياسيين من أجل بث روح الطمأنينة، تفاجأ اللبنانيون وحتى أبناء دول الخليج بطلب السفارة السعودية ليل الجمعة- السبت الماضي، من رعاياها لعدم السفر إلى لبنان ومغادرة أراضيه على وجه السرعة.

هذا الوضع خلّف بلبلة واستنفار، إذ إن توقيت الطلب يضع علامات استفهام، فقد خرقت الهدنة السياسية الهشة وهالة الوهم التي يحاول السياسيون تأمينها، طمعاً بموسم سياحي حافل بالــ”دولارات” والأجانب.
وما عزز الخوف والزعزعة، هو تتالي دعوات السفارات الخليجية لعدم التوجه إلى لبنان والخروج منه فوراً، فهذا الأمر ترافق مع انتهاء الأحداث الامنية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين وصدر تحديداً خلال فترة الهدنة.
لكن يبدو أن تحذيرات سفارات الخليج وتحديداً السعودية والكويت البحرين وقطر، تزامن مع تعثّر المفاوضات مع إيران، وارتفاع حدة الخلاف على حقل الدرّة الغازي، وهذا من شأنه أن يترجم على الساحة اللبنانية.

إذن، إن رسالة الدول الخليجية ليست عابرة، ولا يمكن أن تكون ذات أبعاد أمنية بحتة، فبالرغم من تعثّر الدولة اللبنانية، إلا أن الوضع الأمني ممسوك وقوى الأمن تضرب بيدٍ من حديد أي محاولة لإخلال الأمن.

والأرجح أن تكون هذه التحذيرات ضمن حملة الضغط السياسي واستكمالاً لها، وترجمة لبيان اللقاء الخماسي الذي جرى عقده الشهر الماضي، ولوّح من خلاله بفرض عقوبات على المعطلين والمعرقلين للانتخابات الرئاسية.

وفي محصلة الأمر، البلاد تمرّ بأصعب مراحلها وأخطرها على الإطلاق، لكن يبقى الأمل أن تتجه الأمور نحو الحلحلة، والإتيان برئيس للجمهورية يعتلي صهوة جواده الأبيض لإنقاذ لبنان من المظالم التي غرق بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى