.

مع اختفاء رياض سلامة… مسلسل التحقيقات مستمر

خاص الرقيب – لبنى عويضة

لا تزال التحقيقات مع حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة مستمرة، ففي جلسة التحقيق التي كان من المفترض أن تجري صباح اليوم الأربعاء، لم يمثل حاكم المصرف السابق أمام الهيئة الاتهامية المناوبة في بيروت، بسبب عدم إشعار التبليغ قبل ثلاثة أيام من موعد الجلسة وفقاً للقانون، فضلاً عن أن التبليغات في المرحلة السابقة كانت تتم في مكان عمله السابق في مصرف لبنان بمحلة الحمراء في بيروت، بينما مكان إقامته الحالي غير محدد، لا بل يبدو أنه مجهول الاقامة بالنسبة للدولة اللبنانية، وبالتالي فإنه لم يتبلغ يوم أمس بموعد جلسته المنعقدة اليوم، مما اضطر لتأجيلها إلى 29 الشهر الحالي.

فهل اختفى رياض سلامة؟

في دولة تعجز عن ردع الفاسدين والمسؤولين ومحاسبتهم، بينما تستقوي بمحاسبة وسجن من سرق رغيف خبز ليطعم عائلته المتضورة جوعاً بعدما أفقدوه أدنى مقومات العيش الكريم (طبعاً نحن ضد مبدأ السرقة في المجمل)، هذه الدولة عاجزة عن الوصول لمكان إقامة الحاكم السابق والذي يعتبر بحكم الشخصية العامة، بينما بإمكانها الوصول لصغار الجناة ولو كانوا قد اختبأوا في “خرم إبرة”.
يبدو أن سلامة يرتدي قبعة “الإخفاء”، فبعد ثلاثين عاماً على خدمة الفاسدين والسياسيين وتمرير مختلف الصفقات المشبوهة، لا يمكن أن يتم تسليم الطفل المدلل والرأس المدبر للسمسرات وهيكلة القطاع المصرفي المتهاوي، وضابط إيقاع المصارف والتمريرات، وصانع الهندسات المالية. وحارس السرية المصرفية التي بغيابها ستقع أكبر الرؤوس في الدولة وتتهاوى في قاع جهنم.

إذن، الدولة غائبة عن السمع وعاجزة عن محاسبة شخصية عامة في عقر دارها، فكيف يمكننا الوثوق بها وائتمانها على أبنائنا ومستقبلنا، دولة تتحامى على الضعيف، وتعجز أمام القوي، كيف يمكن أن نطمئن على أراضيها؟

أسئلة كثيرة لا حصر لها تشغل بالنا اليوم، إلا أن مسلسل محاكمة رياض سلامة سيطول، ولا يستبعد اللجوء للصفقات الخارجية من أجل إسقاط الملاحقة الدولية بحقه، وإسقاط موضوع محاكمته من قبل الدول الأجنبية.

“رياض سلامة” جوكر المال السياسي، لا بد أن يسقط حكمك الفاسد يوماً ما!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى