.

هل تنجح الوساطة الايرانية في انهاء العدوان على اليمن؟

علي الدرواني

صباح الخميس وصل رئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض محمد عبد السلام برفقة وفد عماني إلى العاصمة اليمنية صنعاء، في سياق جهود الوساطة العمانية لإحياء العملية التفاوضية بدءًا من الملف الإنساني وتداعياته الكارثية سواء في فتح المطارات والموانئ وصرف المرتبات، حسب رئيس الوفد الوطني، والذي قال في تصريحات صحفية “إذا لم تبدأ العملية التفاوضية بتنفيذ البنود الإنسانية فلا يمكن البناء على نوايا إيجابية للطرف الآخر”. وبالتزامن وصل وزير الخارجية الايراني أمير عبداللهيان إلى الرياض، مؤكدًا في مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي على قدرة البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية والعمل لحل الموضوعات الإقليمية العالقة.

هذا التزامن لا يبدو أنه مصادفة، فهناك تنسيق ايراني – عماني من أجل دفع جهود الوساطة لتقريب وجهات النظر بين صنعاء والرياض، والوصول إلى وقف العدوان بشكل كامل ورفع الحصار بشكل شامل، والبدء بالملفات الإنسانية الأكثر الحاحًا سيكون المدخل، كصرف الرواتب من الثروات الوطنية، وتوسيع الرحلات لمطار صنعاء الدولي إلى جانب ملفات الأسرى وفتح الطرق.

وبعد عودة العلاقات الايرانية – السعودية، فإن انضمام طهران لمسقط من شأنه أن يدفع بجهود الحل الى الأمام، إن صدقت النوايا السعودية وابتعدت الرياض عن المناورة ولم تستمع لواشنطن التي لا تزال تصر على عرقلة الملفات الإنسانية لا سيما ملف الرواتب، وآخر المواقف السيئة والمكررة هو تصريحات المبعوث الأمريكي بأن صرف الرواتب مسألة معقدة، بعد أن كان المسؤولون الأمريكيون قد وصفوها سابقًا بأنها متطرفة، ومستحيلة.

تبدو فرص نجاح الوساطة الايرانية لوقف العدوان ورفع الحصار عن اليمن أكبر من فرص الأطراف السابقة، سواء كانت الأمم المتحدة، التي لطالما مثلت بأسلوبها طرفًا وليس وسيطًا بانحيازها الكامل إلا ما ندر لأطراف العدوان، أو الوسيط العماني الذي لا تساعده الرياض في تقدم مساعيه، وكثيرًا ما رصدت تحركات سعودية لافشال الوساطة العمانية لصالح الاممية أحيانا، ورغبة من الرياض في تقمص دور الوسيط وأن لا تبدو  طرفًا أحيانًا أخرى.

إن وضع ايران يسمح لها بعد التقدم الحاصل في العلاقات مع السعودية، أن تقوم بدور الوساطة أكثر من أي طرف آخر، فعلى الأقل هي البلد الوحيد الذي يتبادل السفراء والسفارات مع كل من صنعاء والرياض، وكما بحثت الرياض عن وسيط دولي بينها وبين طهران، كالصين، فإن الوسيط الاقليمي بينها وبين صنعاء هو طهران، وهي قادرة على لعب دور مشابه لبكين على المستوى الاقليمي، وكل ذلك مرهون أولًا وأخيرًا بالجدية السعودية، والتي لا تزال حتى اللحظة غير معلومة على وجه الدقة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى