.

مهرجان "بأس جنين" .. ثابتة المواجهة

خليل نصر الله

أربعون يوما مرت على ملحمة جنين، معركة البأس التي اختبر فيها جيش الإحتلال بأس المقاومين وقدراتهم، عندما زج بسلاحي البر والجو في مواجهة أراد من خلالها ضرب المقاومة في مقتل وتفكيك هيكلها التنظيمي.

في المناسبة، كانت جنين تأبن الشهداء الذين ارتقوا في الاشتباك المباشر مع جيش الإحتلال، وعليه قدمت صورة يجب التوقف عندها.

من خلال المشهد، وكما هو واضح أبرزت الصورة أن تلاحم فصائل المقاومة لم يتبدل، وهو ما يعد ضربة لجيش الاحتلال وأجهزة السلطة التي بدأت خلال المرحلة الماضية حملة اعتقالات بحق مقاومين بنتمون إلى فصائل عدة.

أظهر المشهد أن الهيكل التنظيمي للمقاومة في جنين متماسكا، وهو في تطور دائم ومتصاعد وهو ما يثبت فشل ضربه أبان العملية العسكرية، أو من خلال العودة إلى تفعيل سياسة الاغتيالات.

العدد الكبير للمقاومين للذين ظهرو بتجهيزاتهم وعتادهم المتنوع، بحد ذاته يعد ضربة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي كان أحد أهداف عمليتها العسكرية التي ادارتها، تصفية “المطلوبين” وهم بالمئات، حسب تعبيرها يومها. اليوم يظهر عدد كبير من المقاومين الذين يرابضون في تلك المنطقة في مشهد تحد للعدو من جهة، وتثبيت فشل أحد أهدافه السابقة.

أما الرسالة الأبرز، فتبقى في التمسك بخيار المواجهة والمقاومة، المحصن بحاضنة شعبية تحدثت عن نفسها، والذي عبر عنه المقاومون في أكثر من مناسبة، ويترجم على أرض الواقع من خلال مواصلة العمليات الفدائية التي تستهدف المستوطنين وحواجز الاحتلال ودورياته، بل وتمتد إلى العمق كما حصل في تل أبيب مؤخرا.

لا شك، أن الرسائل التي عبر عنها مهرجان “بأس جنين” بمجملها موجهة لجيش الاحتلال والمؤسسة الأمنية وتعبر عن تحد كبير في الضفة الغربية المحتلة، خصوصا في شمالها. لكن ثمة رسائل لانصار التنسيق الأمني تتعلق بالحاضنة الشعبية للمقاومة في جنين خصوصا والضفة عموما، وهو ما يعقد على هؤلاء تنفيذ ما عجز عنه جيش الاحتلال، والمقاومة تسير وفق منطق وحدة الصف وعدم رفع البندقية الا وجه الاحتلال ومستوطنيه. في هذه النقطة تشكل الحاضنة الشعبية عائقا كبيرا أمام من يحاول المس بالمقاومين وقدارتهم.

يبقى القول والتذكير بأن مسار المقاومة في الضفة لا يزال يتخذ منحى تصاعديا، وهو ما بانت مؤشراته منذ بدء إعلان مجموعات المقاومة عن نفسها وكتائبها وظهورها إلى العلن منذ عام ونصف العام.
 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى