.

المعارضة: الدور الفرنسي مُشتبه بالانحياز والأجندات

كتبت ابتسام شديد في جريدة “الديار”

كل المؤشرات الواردة من تقاطع المواقف الداخلية، تدل على تعثر مهمة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، الذي يبدو ان صحت التوقعات انه أرجأ زيارته المقررة في شهر أيلول.

الموقف الفرنسي بتخفيف الاندفاعة الى الحوار، يستند الى التصلب الذي واجهته مهمة لودريان، نتيجة رفض قوى المعارضة المشاركة في حوار قصر الصنوبر، بناء على انطباعات لديها ان لا جدوى او فائدة ترجى من اي طاولة عمل او حوار، وربطا بارتفاع وتيرة التشنج الداخلي بعد حادثتي الكحالة وعين إبل، واستثمار الفريق الرافض للحوار في الحادثتين لرفص الجلوس مع الفريق الآخر.

من دون شك، فان مهمة لودريان اصطدمت بالأحداث المستجدة والعوائق التي وضعت في طريقها، كما واجهت التصلب في المواقف في الملف الرئاسي، فالفريق الداعم لرئيس “تيار المردة” تحول الى متصلب أكثر تشددا إزاء ترشيحه، بعد ان أبدى قبل فترة مرونة رئاسية وصلت الى القبول بمناقشة سلة أسماء للرئاسة، فالأحداث الأمنية أطلقت المخاوف لدى هذا الفريق، من هشاشة السلم الأهلي وإمكان اندلاع فتنة، مما زاده تمسكا برئيس لا يطعن “ظهر المقاومة”، بعد ان وصلت التعبئة في الشارع المسيحي الى الذروة.

لدى المعارضة اصبح الوضع الرئاسي أكثر وضوحا، لانه لا يمكنها القبول بترشيح رئيس يدعمه خصومها، وبالتالي تقف محرجة بين دعوة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان وامام هواجسها الرئاسية وآفاق المرحلة المقبلة، لذا اتخذت القرار بالمواجهة مما دفعها الى التصعيد على اثر الرسالة من السفارة الفرنسية الى الثلاثين نائبا حول مواصفات الرئيس المقبل وبرنامج عمله.

ومع ان الحملة ارتكزت على الاعتراض على الشكل باعتبارها وصاية جديدة وانتهاكا للسيادة، وفي المضمون حددت المعارضة مواصفاتها الرئاسية، إلا ان عوامل أخرى تقف خلف تصعيدها والهجوم على الموقف الفرنسي، باتهام فرنسا بالانحياز الى فريق سياسي، وان لها أجندة سياسية خاصة .

كل الأنظار اتجهت الى حوار أيلول عله ينتج رئيسا، ولكن هذا الحوار تحوم حوله علامات استفهام كثيرة حول أهدافه والجدوى منه، وعلى الرغم من المحاولة الفرنسية لتعديل بعض النقاط والتفاصيل في المبادرة الفرنسية بعد الاجتماع الأخير للدول الخمس، إلا ان حوار أيلول لا يزال محاطا بإشكالات تعثر التفاوض السعودي – الإيراني من جهة، والانقسام اللبناني والمشاكل الأمنية المتنقلة، التي تترك تأثيرات في الحوار الرئاسي.

ومع ذلك، تؤكد مصادر سياسية ان المساعي الفرنسية التي دخلت مرحلة الاحتضار لم تتوقف بالكامل، لكنها تفرملت الى حد ما بالمطبات بعد الحملة الداخلية على محتوى الرسالة التي وجهها الموفد الفرنسي الى الكتل النيابية.

ومع ان الوضع اللبناني بات دقيقا والمخاوف تزداد من الذهاب نحو الفوضى، إلا ان مبادرة لودريان بانتظار البت بمصيرها، الى ان يتضح موقف الدول الأربع المعنية أي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وقطر ومصر من الطرح الفرنسي.

كما ينتظر حوار أيلول حلحلة او جواب مرنا من المعارضة، التي تتعاطى بحذر مع الدعوة وتتخوف من دور فرنسي مشبوه او ان يكون الطرح الفرنسي لتمرير الوقت ليس أكثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى