.

مسرح العمليات من شمال الضفة إلى جنوبها

خليل نصر الله

طيلة الفترة الماضية، تركز عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية المحتلة. عبّرت المؤسستان الأمنية والعسكرية عن مأزق أمني هناك، بعد تشخيص واقع المقاومة وهيكلها التنظيمي وسعة عملياتها، وعليه لوحت بعملية واسعة شمال الضفة قبل أن تنكفئ وتطلق عملية عسكرية في مدينة جنين ومخيمها قبل شهر ونصف، لتخرج بمأزق أكبر بعد الفشل في تحقيق الأهداف.

ما بعد جنين، مروحة عمليات المقاومة توسعت، وباتت تضرب بدقة أكبر، ويلاحظ أن العدو بات يواجه مشكلة حتى في ملاحقة من يقومون بتلك العمليات، وربما بعضهم غير معلومين، وهو ما يخفيه عن جمهوره.

قبل يومين ضربت المقاومة في حوارة، وتمكن المنفذ من الانسحاب بأمان، وعليه أقر جيش الاحتلال تعزيز القوات الاسرائيلية المعادية هناك بكتيبتين، مع إفلات المستوطنين الإسرائيلين الذين اعتدوا على بعض الممتلكات الفلسطينية.

لكن من يراقب مشهد تصاعد وتيرة عمليات المقاومة، كمًا ونوعًا، يلحظ أن ثمة توسعًا في نطاق عملها، إن عبر كتائبها أو مجموعات أو حتى أفراد ينتشرون على كامل الضفة الغربية المحتلة.

في هذا السياق، تأتي عملية الخليل التي قتلت فيها مستوطنة وأصيب آخر بجروح. العملية، ومن خلال بيانات جيش الاحتلال، نفذت بدقة عالية، وعمل منفذها أو منفذوها على عدم ترك أي أثر خلفهم، مع التأكد من إيقاع خسائر في صفوف المستوطنين.

لكن الملفت هو مكان العملية في الخليل، أي في جنوب الضفة الغربية المحتلة، ويعني ذلك أن المقاومة وسعت مروحة عملياتها لتشمل كامل الضفة الغربية المحتلة.
تقول وسائل إعلام إسرائيلية، إن العملية الأخيرة هي الأقسى منذ عام 2005 في الخليل. يفهم أن ثمة شعورًا بتوسع دائر المواجهة وتلقي الضربات يعبر عنه العدو، ولو عبر إعلامه.

وعليه، عملية الخليل تعني:

– العمليات ستضرب على كامل مساحة الضفة الغربية المحتلة.
– المأزق الأمني للعدو يتعمق أكثر فأكثر والتحديات تتسع.
– انشغال العدو في الضفة سيتوسع خصوصًا مع زج كتائب عسكرية جديدة في المواجهة، وتوسيع الجهد الاستخباري مع ما يعنيه من تكاليف عالية.
– مزيد من شعور المستوطنين بفقدان الأمن وهو عامل مهم في مواجهة من هذا النوع.
– الإعداد المقاوم أو النضالي في الضفة لا يقتصر على بقعة محددة، وكل منطقة تعمل فيها المقاومة وفق الظروف المتاحة.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى