.

انتخابات “هادئة” لرئاسة التيّار الوطني الحرّ… لا مُفاجآت ولا مُرشحين… باسيل تجاوز المطبّات… مُحاولة كسب النقاط ومُحاكاة الشارع المسيحي

كتبت ابتسام شديد في جريدة “الديار”

من المؤكد ان الإنتخابات الداخلية في التيار الوطني الحر المزمع عقدها في العاشر من شهر أيلول معروفة المسار والنتائج مسبقا، ومن المؤكد أيضا انها لن تصل الى مستوى المعركة التنافسية الديموقراطية، فلا مرشحين لمنافسة النائب جبران باسيل على رئاسة التيار، ولا أجواء معركة انتخابية تحضيرية، على الرغم من إعلان رئيس التيار ترشحه والدعوة للإنتخابات .

بحكم المؤكد ان إنتخابات التيار التي تحمل شعار “استكمال النضال”، ستمر بهدوء من دون صخب او ضجيج، على الرغم من كل الانتقادات التي يتعرض لها التيار، ومشاكله التي تبدأ من الدائرة الحزبية الى المحيط. الإشكاليات معروفة داخل التيار بخروج شخصيات حزبية من المناضلين السابقين، ومن ارتبط اسمهم بتاريخ التيار إما بالاستقالات او تعسفا وطردا، الإشكالات لا تقف فقط عند مجموعة الحزبيين الذين تركوا التيار، بل وصلت الى قلب التكتل مع إعتراض الخمسة نواب المعروفين على ترشيح جهاد أزعور والتهديد بطردهم ، كما ان الخلاف وصل الى ذروته بين رئيس التيار والمجموعة النيابية في التكتل في الجلسة الـ١٤ لإنتخاب رئيس للجمهورية، في عز الاشتباك السياسي بين باسيل وحزب الله حول الملف الرئاسي وتقاطع التيار مع المعارضة، مما دفع باسيل الى التهديد والطلب من حزب الله عدم التدخل في شؤون التكتل.

إنتخابات التيار مطلع الشهر القادم ستكون “شكلية”، تنتهي بانتخاب باسيل بالتزكية لولاية جديدة لرئاسة التيار، والانتخابات وفق السيناريوات المتداولة ستتم من دون مفاجآت، لأن الرئاسة مضمونة بغياب المعارضين الذي أضحوا خارج الحزب، إلا ان ذلك لا يعني ان الولاية الجديدة لباسيل ستكون معزولة عن الأحداث والمسار الخطير المتوقع في حال لم يتتخب رئيس للجمهورية، كما لا يمكن ان تكون بمنأى عن الاهتزازات التي تحصل كل فترة في التيار.

فعلى الرغم من خروج عدد من الحزبيين، إلا ان هذه الشخصيات الحزبية لها تأثيرها وحيثياتها وكونهم على تواصل دائم مع المحازبين، ولا يخفى ان التيار غالبا ما يمر بخضات تستدعي التدخل الشخصي من الرئيس ميشال عون لمعالجة الموقف وشد العصب الحزبي.

استحقاق أيلول ليس بمعزل عما يجري سياسيا، فتساؤلات كثيرة تطرح حول الأداء السياسي للنائب باسيل ومدى نجاحه في فرض شروطه الرئاسية، فهو يحاول ان يكون المعبر الإلزامي لانتاج رئيس للجمهورية، ومن هذا المنطلق عاد الى التفاوض مع حزب الله ، مثيرا الشكوك حول مستقبل التقاطع مع المعارضة.

لذلك، تتجه الأنظار الى نتائج الحوار بين حزب الله والتيار وتموضع باسيل، فرئيس التيار هو الطرف المسيحي القادر ان يمنح الرئيس المتنازع عليه الميثاقية المسيحية. من هنا قد يكون صحيحا القول ان باسيل الذي نفذ استدارة رئاسية شبه كاملة أصاب عدة أهداف، فهو عاد الى ترتيب علاقته مع حزب الله بعد جولة طويلة من الخلافات السياسية والرئاسية، طارحا اللامركزية الإدارية والصندوق الائتماني، والطرحان يلاقيان استحسانا لدى الشارع المسيحي، وبالتالي فان باسيل يكون قد كسب نقاطا رابحة، وأعاد تصويب علاقته المترنحة مع حزب الله من دون ان يخسر مسيحيا.

إذا كان استحقاق أيلول لرئاسة التيار سيمر من دون ضجة، فان ذاك لا يعفي التيار من مواجهة العواصف السياسية، فباسيل إستطاع الى حد ما تجاوز نتائج الانقلاب السياسي بعد “ثورة ١٧ تشرين” والاعتراضات الداخلية على أدائه السياسي، لكن استحقاقات أخرى تنتظره في المستقبل أبرزها الاستحقاق الرئاسي، خصوصا انه يقف بين خيارين رئاسيين لا يريدهما، ويؤثران على حيثيته ومستقبله في الشارع المسيحي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى