.

أنا مسيحي ومن أهل البيت

 

 د. ليون سيوفي 

باحث وكاتب سياسي

قد يظن القارىء أنني فقدت عقلي عندما أنسب نفسي إلى أهل البيت وأقول إنّ جدي هو رسول الله محمد وأنا مسيحي .

قد يتفاجأ القارىء أنّ جدي هو الحسين ابن علي وفاطمة الزهراء وأنا مسيحي

فأهل الكساء هم (النبي محمد، علي بن أبي طالب، فاطمة الزهراء، الحسن، الحسين) لقول الرسول فيهم فقط في حديث الكساء: «اللهم هؤلاء أهل بيتي». 

فأنا منهم وأجتمع معهم في الرحم لمن لا يعرف ويجهل ..

ويتفاجأ البعض من الخليط الطائفي الذي ولدت به .. 

ماذا أفعل وأنا ولدت من أبٍ مسيحي ومن عائلة السيوفي الأرثوذكسية التي أفتخر بها ومن أمّ جذورها من عائلة “الخوئي”وهي ابنة السيد جواد الخوئي أخو المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العالم ألسيد أبو القاسم الخوئي الذي كان رئيساً للحوزة العلمية في النجف..رحمه الله وأغلب السادة تتلمذوا على يده ولم يأتِ منذ ألف سنة عالِم مثله على الطائفة الشيعية.  

ملاحظة نسب “السيوفي” يعود لأشراف مكة ايضاً …

بطبعي ومنذ ولادتي عصبي المزاج بقلب أبيض وطيّب لا أحقد على أحد ، والطائفية عدوي الأول ولا تعنيني وأعتبرها سرطان المجتمع ورغم هذا أحترم ديانات الجميع فلست إنساناً ضد الأديان لكنني ضد الطائفية. قد يقال عني إنني علماني السياسة ولست بملحد لمبدأ مطالبتي دائماً بفصلِ الحكومة ومؤسساتها والسّلطة السّياسيّة عن السّلطة الدّينيّة أو الشّخصيّات الدّينيّة.

شعاري في الحياة، ألدين لله والوطن للجميع.. 

صداقاتي ومعارفي من الجميع حتى عائلتي وأنسابي من عدة مذاهب وأديان ولديّ أصدقاء من أهل السّنّة والجماعة حتى هم من السنة المتشددين أحترمهم وأحبهم كإخوة لي ولا أدخل في عقيدتهم أو أجادلهم فهذا شأنهم واختيارهم ولا يعنيني، كما لدي أصدقاء شيعة ومنهم من ينتمي لحزب الله والحركة ومستقلّين وعلويين أتعامل معهم بصدق ومحبة واحترام وأخوّة. 

ولن أنسى إخوتي في الله من المسيحيين بمختلف طوائفهم أحترمهم ولا أفرض أفكاري عليهم ولا أتأثر بمعتقداتهم.. 

أدخل الجوامع والحسينيات كما كل الكنائس بمحبة واحترام…

وتربطني علاقة شخصية مع كل الأحزاب بالرغم من أنني ضد كل سياساتهم التي خربت الوطن ..

حتى علاقاتي الدولية جيدة مع الجميع دون تفرقة..

نعم هذا أنا لمن يجهلني ويجهل ما أفكر به ويجهل نسبي.

ولي الشرف أن أكون من أهل البيت شئتم أم ابيتم ولست بتلميذٍ لأحد…

أنا إنسان وغايتي الدفاع عن الانسانية ورغم أنّ الإنسان ضعيف أمام الشهوات والمغريات الدنيوية فالحمد لله لم أتأثر بها ولا أتأثر حتى بالشعارات خاصة الوهمية منها ..

لم ولن أصفّق لأحد 

وصراحتي تتغلّب على مشاعري وتسبق قلمي. 

ومن يشكك بكلامي أو نسبي فليسأل المرجعيات الدينية أو الأفضل فليتأكد من المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى.. 

في النهاية الإنسانية والأخلاق الكريمة هي الباقية في هذه الحياة.

سامحوني إن اخطأت بحق أحد عن طريق الخطأ فهذا ليس من شيمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى