اقلام

هز العصا والصراع الوجودي، بقلم الاعلامية ريتا بشارة

هز العصا والصراع الوجودي
ريتا بشارة
كل ساحر بحسب الروايات والقصص الخيالية التي قرأناها منذ صغرنا ان كل ساحر يملك عصاه السحرية الخاصة به التي يلوح بها في الهواء فيحول الفئران الى خيول و الفقير الى ثري والعكس الصحيح والخ …لم نتوقع يوما اننا سنفيق على حقيقة ان العصا وصاحبها لم يكونا من قصص الخيال والاساطير ولكن هما واقعا مريرا وشديدا واليما نعيشه منذ الزمن الى هذا الوقت.فالساحر اليوم يمثل دور الرجل المسؤول ام الحاكم ام الرجل السياسي و الديبلوماسي ام من الممكن ان يكون زعيما لحزب ما أو مجموعات دولية ام قطب من الاقطاب المسيطرة على الارض . كل ساحر لديه عصاه السحرية السرية الغامضة والملغزة والمغمورة يستخدمها في التوقيت المناسب والمكان المطابق والملائم له لكي يحرك من خلالها شخصيات وابطال سرده وحكايته وليطبق مخططاته . وذلك يتم تنفيذه بعد غرقه لساعات وايام واعوام في الدراسات المتعمقة والدقيقة والاستراتيجيات والبحوث في علم النفس السياسي ليسحر العالم و الكون من بعدها بنجاح وتصميم . فالساحر من يمتلك هذه الطاقة السحرية يستطيع ان يفعل ما يشاء دون رادع داخلي، لأن من يمتلك هذه الطاقة قد تجرد طوعا من الاخلاق، ودون قدرة خارجية لابطال هوى الساحر. هذا السحر الذي صار يعبث بعقول قادة العالم ويبعث رسائل الرعب في نفوس البشر وخاصة ما نشهده اليوم ، كل قطب عندما يراه نفسه انه سيزول وسينتهي أو سيصل الى العدمية أو يشك بان قوته وسلطته ستضعفان فسيتحول حينها إلى يائس متقاعس أو حالم مجنون وسيتصارع مع وجدانه ،وبالتالي سيبدأ باستغلال وتشغيل عصاه السحرية بوسائل شتى وبطرق متعددة ليثبت كيانه ووجوده. وبالاخص عندما يكتشف ان السلام والامن بدآ يعمان ويحلان على الارض فسيخلق نوعا من الفوضى وهوشة لتأكيد وتبيان سبب وأهمية حضوره ووجوده في الميدان .لكن الاشكالية هنا، اذا وقعت هذه العصا بايدي جاهل أو ابله فهل سيقضي على نفسه بارادته ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى