.

الطموحات الإمبريالية الأميركية إلى زوال

اعتبر دوغ باندو في مقالة نشرت بمجلة “ذا أميركان كونسرفاتيف” أنه حتى الحلفاء المقربين من الولايات المتحدة سئموا من “تنظيرها”، واليوم هي ليست كما كانت عام 1990 (قبيل انتهاء الحرب الباردة).

وتحدث الكاتب عن عوامل عدة جديدة تخص قدرة الولايات المتحدة “المحدودة” على إرضاء الخصوم، مضيفًا أن روسيا استطاعت حتى الآن الصمود في حرب شعواء تخاض بالوكالة (في أوكرانيا)، بالإضافة إلى عقوبات اقتصادية مشددة، مشيرًا إلى أن موسكو تتفوق على حلف الناتو بأكمله في إنتاج الذخيرة وغيرها من المعدات العسكرية.

أما الصين فقال الكاتب إنها باتت تملك قوة بحرية أكبر حجمًا من تلك التي تمتلكها أميركا، لكن بالمقابل البحرية الأميركية ما تزال تملك قدرات قتالية أقوى من نظيرتها الصينية.

وكشف الكاتب أن المناورات الحربية التي تحاكي الحرب في تايوان إنما تبين وقوع خسائر أميركية ضخمة، وأن غالبيتها تشير إلى أن الولايات المتحدة ستكون الخاسرة. وفي الوقت ذاته أشار إلى أن حلفاء واشنطن الآسيويين يرفضون الذهاب مع واشنطن إلى الحرب ضد الصين، مرجحاً أن تقف واشنطن بالتالي وحدها في أي حرب مع بكين.

كذلك تحدث الكاتب عن اقتراب كوريا الشمالية من الحصول على أسلحة ردع، وعن تعزيز ترسانتها النووية بينما تقوم بتطوير صواريخ عابرة للقارات قادرة على استهداف الأراضي الأميركية. وشدد على أنه من شبه المؤكد أن تفشل المساعي الأميركية “لاستعادة الردع”. كما أردف أن إيران من جهتها تستعرض قوة ردع “غير نووية”، تشمل استهداف قواعد أميركية قريبة وغيرها.

وأشار الكاتب إلى رفض العديد من دول العالم الانضمام إلى الحملة الغربية الداعمة لأوكرانيا ضد روسيا.

وأضاف أن هناك رفضًا متزايدًا أيضًا لاستغلال أميركا لهيمنتها المالية، وأن دول منظمة “بريكس” قد يقوضون أكثر فأكثر قوة واشنطن الاقتصادية. 

كذلك قال الكاتب إن صناع السياسة الأميركيين شجعوا الخصوم على التعاون في ما بينهم، متحدثاً عن توطيد العلاقات بين موسكو وبكين بسبب العداء المشترك حيال واشنطن. كما تابع بأن تدهور العلاقات بين الصين وأميركا رافقه تكثيف الدعم الصيني لكوريا الشمالية، وأن المعادلة نفسها تنطبق على روسيا التي لم تكن قبل الآن تلعب دوراً بارزاً في شبه الجزيرة الكورية.

وأشار الكاتب إلى أن الأصدقاء والحلفاء ما عادوا يرون أن عليهم التضحية بالمصالح الاقتصادية من أجل التعامل مع واشنطن، لافتًا إلى قيام كل من الإمارات والسعودية بتعزيز تعاونهما الاقتصادي مع الصين بينما تقللان من اعتمادهما على أميركا في المجال الأمني، مشيرًا إلى أن جنوب شرق آسيا تحافظ على علاقات تجارية متينة مع بكين، وإلى أن الحكومات الأوروبية ما تزال تؤكد على أن العلاقات الاقتصادية مع الصين تحتل أولوية على هواجس أميركا الأمنية.

وفي السياق، نبه الكاتب من أن الولايات المتحدة ليست أبداً ساحة استقرار على المستوى المحلي، متحدثاً عن انقسامات داخلية عميقة، قائلاً إنه لم يعد هناك توافق حول طبيعة وشرعية “الديمقراطية الأميركية”.
 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى