اعتبر منسق لجنة الطوارئ الوطنية وزير البيئة في حكومة اصريف الاعمال ناصر ياسين، أنه “نحن كحكومة نقوم بكل الإجراءات المطلوبة لاحتواء أي عدوان إسرائيلي على لبنان، ونسعى بكل ما أوتينا من قوة للوصول الى أقصى المقومات المطلوبة، علما ان أي دولة ومهما كانت إمكانياتها كبيرة فهي لا يمكنها الوقوف في وجه آلة التدمير، من هنا فأننا نعمل على التحضير والتنسيق ووضع أطر لأي سيناريو سيئ قد يتعرض له البلد فيما إذا توسّعت الاعتداءات الإسرائيلية كي تكون لدينا جهوزية، لذلك نحن نسير وفق منطق إدارة الأزمات من خلال وضع عدة سيناريوهات ومحاكاة لحالات وظروف يمكن حصولها وكيفية التصرف معها”.
وأشار ياسين، في حديث لـ”اللواء” الى ان التركيز في العمل هو على القطاعات التي يمكن أن تتأثر أكثر من غيرها في ظروف الحرب، كذلك على نقاط الضعف الموجودة لا سيما في الإدارة والاقتصاد لكي نستطيع أن نتفادى تأثيرها علينا بشكل سلبي.
وأكد ياسين ان “الحكومة وضعت خطة انطلقت من عدة احتمالات، ومن هذه الاحتمالات نزوح أكثر من مليون و200 ألف شخص في حال شنّت إسرائيل حربا على لبنان، مما يعني ان هناك صعوبة لاستيعاب هذا العدد في المنازل، لذلك قمنا بتحضير مراكز إيواء لهؤلاء النازحين وذلك في المدارس الحكومية، وبالفعل قمنا بتجهيز عدد كبير منها خصوصا بالنسبة الى المنتفعات الصحية الأساسية وتأمين المستلزمات الضرورية من فرش وغيرها، لتكون جاهزة للأيام الأولى إذا ما شنّت الحرب على لبنان، كذلك بالنسبة للمواد الغذائية والأمور الصحية”.
وحول دور محافظي المناطق قال : “الاجتماع الذي ترأسه الرئيس نجيب ميقاتي يوم الاثنين الماضي والذي حضره كافة المحافظين كان للتنسيق حول الموضوع والاستماع الى حاجات ومطالب المحافظات، وتقرر أن يقوم كل محافظ بالتنسيق على المستوى المحلي، ويعمل على تحضير كافة الإجراءات التي يتم اعتمادها في حال حصول أي كارثة، كما ان لجنة إدارة الكوارث الوطنية قامت في وقت سابق بوضع “قواعد التصرف”، لذلك هناك ضرورة أن يكون لدى جميع المحافظات جهوزية تامة لكافة الاحتمالات، وأن يكون جميع المحافظين على استعداد لإعطاء كافة التوجيهات اللازمة على المستوى المحلي، خصوصا انه قد يتم قطع الأوصال بين المناطق في حال نشوب حرب على لبنان”.
ورأى ياسين على ان “هناك تعاونا كاملا بين الحكومة اللبنانية والمنظمات الدولية من خلال الاجتماعات الدورية التي تعقد معهم باعتبارهم شركاء لنا”، مشيرا الى ان “الحكومة دعت هذه المنظمات الى زيادة دعمها ومساعدتها، كاشفا عن اجتماع قريب سيعقد مع الدول والمؤسسات المانحة لدعم برنامج المساعدات في الجنوب، ولكي تكون هذه الدول على استعداد لتقديم المزيد من المساعدات إذا ما تعرّض لبنان الى عدوان واسع”.
وأشار، الى ان “المنظمات الدولية تعمل ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على لبنان على مساعدة النازحين من القرى الحدودية والذي يبلغ عددهم حوالي 100 ألف نازح، وهي قدّمت مساعدات بما قيمته حوالي 25 مليون دولار، إضافة الى التقديمات التي قدّمتها الدولة اللبنانية عبر مجلس الجنوب والهيئات الأخرى والتي بلغت حوالي 10 مليون دولار أميركي”.
وأبدى ياسين أسفه “لازدياد المطالب والاحتياجات، بسبب تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والبلدات الجنوبية”.
وتابع ياسين، ان “الملف الصحي هو بأهمية الملفات الأخرى، باعتبار ان كل الأمور تعتبر مهمة وأساسية، مشيدا بعمل وزارة الصحة التي هي من أكثر الوزارات التي تعمل على موضوع الطوارئ من خلال وضعها لخطة متكاملة”، لافتا الى انه “تم فتح اعتماد للوزارة من أجل تغطية استشفاء مصابي الحرب، إضافة الى ذلك فهي تتولى حاليا تغطية استشفاء كل الجرحى الذين تعرّضوا لإصابات جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي بلغ عددهم حتى الآن حوالي 1700 جريح”.
واستكمل، “هناك تنسيقا بين الوزارة والمستشفيات، وأيضا مع كافة الهيئات الصحية والمستشفيات الخاص”.
وأشار ياسين، الى ان “وزارة الصحة لديها عدد من العيادات النقّالة التي تتنقل بين القرى والبلدات الجنوبية، خصوصا في المناطق الحدودية لمعاينة الأهالي ومساعدتهم”.
أما بالنسبة للمحروقات، أوضح ياسين بان “القدرة التخزينية هي في أقصاها وتكفي لخمسة أسابيع، كما ان وزارة الصحة دعت كافة المستشفيات لتخزين المحروقات لديها لإطالة فترة التخزين قدر الإمكان”، مشيرا الى ان “جميع المستوردين التزموا بتأمين المحروقات للمستشفيات والأفران والسنترالات ومحطات ضخ المياه بشكل دائم”.
وقال ياسين: “نحن بصدد الاتفاق مع المنظمات الدولية وقوات الطوارئ الدولية، لتأمين طرقات آمنة بديلة، في حال تعرّضت الطرقات اللبنانية للاعتداء الإسرائيلي لإيصال المحروقات الى القطاعات الأساسية”.
وعن جلسة مجلس الوزراء اليوم، كشف ياسين انه “سيتم عرض شامل لكل التحضيرات بعد تحديث خطة الطوارئ التي كانت الحكومة وضعتها في تشرين الأول الماضي مع بداية الحرب، كذلك سيتم فتح اعتمادات لتعزيز الجهوزية في المحافظات ولدى هيئة الإغاثة ومجلس الجنوب، لمواكبة كافة الإجراءات على الأرض”.
وناشد وزير البيئة جميع الوزراء لحضور جلسات المجلس والمشاركة فيها، خصوصا اننا “نمرّ في ظروف استثنائية وخطيرة وهناك مسؤولية وطنية علينا جميعا، كما ان هناك حاجة كبيرة لمواكبة التطورات من قبل وزيري الخارجية والدفاع لأهمية المواضيع التي يتم بحثها”.
المصدر: اللواء