اقلام

التهويل والتوهين سلاحا معركة العدو بمشروع الشرق الأوسط، بقلم الدكتور محمد هزيمة

التهويل والتوهين سلاحا معركة العدو بمشروع الشرق الأوسط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تستمر المواجهة وتتعمق الحرب وتقترب خطورتها على دول العالم وتزداد خشية انعكاسها على الشرق الأوسط عامة وخاصة لبنان، جبهة الاسناد التي تصنف الأخطر على الكيان بتأثيرها في التوازن العسكري، بتوسع دائرة المواجهة اربك العدو الاسرائيلي واضعف قدراته، بتشتت قواته بإعادة انتشارها على عدة جبهات مكبلا بنتائج الميدان المباشرة، وصعوبة تحقيق انتصار داخل غزة بعد ضياع وحداته بين ازقتها. وما كان للانفاق من دور كبير حصن المقاومة منحها قدرة اغراق جيش العدو الاسرائيلي بحرمانه من حسم المعركة، لصناعة انتصار هو امتحان دور كيان اسرائيل السياسي والعسكري بحماية موقعها في تركيبة الشرق الأوسط الجديد، شكل المعركة وطبيعتها نقلها حرب استراتيجية يخوضها نتنياهو “حرب وجود” وصراع بقاء في شرق أوسط بمعايير أميركية، فيه خط الحرير شريان حياة اقتصادي، نهر يصب في مصلحة تفوق كيان اسرائيل، بدور يتجاوز جغرافية الكيان وتأثير بكامل حركة التجارة الموعودة عبر قناة بن غوريون التي تربط الهند قلب اسيا بغرب أوروبا مرورا بالسعودية مشروع نيون neon 2030 أسطورة إمارة نعوم عاصمة اسرائيل الكبرى، إمبراطورية عظمى حدودها تتجاوز الفرات والنيل على ضفافها كيانات ممزقة حكومات تطبيع بقايا ودائع الاستعمار عرفت كيف تدجن شعوبها لعقود من الزمن، لخدمة الهيمنة الغربية ومشاريع أميركا في حكم العالم، الذي بدأ يتاكل حتى من داخل المجتمع الغربي ومن قلب جامعاته ،وصولا لبلاد العم سام خلف المحيطات، التي تفقد دورها شيىا فشيئا وقدرة تأثيرها في العالم، رغم ما تمتلك قدرات ومقدرات تلاشت أمام إرادة المقاومة، التي لم تبقى فصائل مسلحة وفرق عسكرية مدربة، بل تحولت ثقافة فيها إرادة وعزيمة، اصرار وقناعة، إيمان بقدر ان صناعة المستقبل تنبلج من انتصار على العدو يبدأ بتحرر القرار السياسي والاعتماد على الذات ، الذي شكل نهضة وعي عند شعوب امنت بثقافة التصحية وتوحدت حول قضية حق، صوبت البوصلة باتجاه عدو واحد، أفقدته كثير من أوراق القوة بالسياسة بعد الميدان ،وبالوعي لتواجه حربا ناعمة هي من أخطر الحروب، تضج بمعاركها الساحات بميادين الإعلام الموجه من شاشات، صحف، مواقع واقلام، وجوه صفراء بنفوس سوداء سكنها الحقد، تستخدم مواقعها دينية دنيوية رسمية أو حزبية، رهنت نفسها لمشروع الغرب ،ترى بالعلاقة مع اسرائيل خلاص يعيد شيئا من امتيازاتها، ويعيد اطلاق يدها مجددا لتعيس بالداخل من جديد ، بعد أنكشاف خبث مشروع حياد لبنان وسقوطه على قارعة حرب عزة التي قلبت توازنات القوى، حضرت فيها أساطيل الغرب لتحمي قواعدها أكبرهم كيان اسرائيل المحاصر، الذي تحول عبئا سياسيا وعسكريا ينازع من أجل البقاء في غرفة انعاش غربية عربية بشرايين الدعم الأميركي وامصال التطبيع، لكيان محاصر قال قوسين أو أدني من سقوط مدوي تنتهي معه حكومات المنطقة بمعظمها وتتبدل توازنات القوى العالمية ،وخارطة الثروة النفطية، تخرج فيها أميركا الخاسر الأكبر، حربا تخشاها واشنطن عسكريا وتريدها بالسياسة لتختار التوقيت الذي يتقاطع مع قدرتها بتحقيق انتصار سهل أمام الخشية من مواجهة كبرى قد تتحول عالمية غير تقيليدية، لا تريدها أميركا وغير قادرة على إيقافها بواقع الميدان، تعمل بالدباوماسية لبقائها منضبطة محددة الجبهات، لتتقاطع مع مصالحها المهددة حاليا، أمام نتائج المعارك ، حربا تخسر فيها أميركا كل يوم نفوذها ،وتريدها معركة بقياسها واسلحتها الفتاكة الغير مكلفة ، سلاح التوهين وتضليل الشعوب داخل البلدان في مقدمهم لبنان ،الجبهة الأخطر مستغلة تضاريس سياسية صعبة لتقسيمات مذهبية معقدة جزء منه يجاهر بالعداء يفاخر بجذوره الفنيقية مستعرا من العرب وقضاياهم هم رأس حربة مشروع صهيوامريكي في لبنان، المستباح بجمعيات المجتمع المدني، بعد رهن قراره السياسي لمصالح تجار الهيكل الذين باعوا أنفسهم بدارهم من فضة حمايتهم من سيف العقوبات الأميركية ،لقاء توهين الشعب اللبناني وتضليله ،التهويل عليه باسم الحفاظ على وطن لم يكن يوما مشروع دولة ولا سيد نفسه قبل ان تبث فيه المقاومة روح الحياة، تحوله قوة فاعلة مقررا في الشرق الاوسط بعد أن بقي لعقود ضعيف متسول مستباح بشعار قوة لبنان بضعفه وقراره خارج الحدود ، فلبنان المقاومة رقما صعبا في شرق أوسط بيروت عاصمة المقاومة

د.محمد هزيمة
كاتب سياسي
باحث استراتيجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى