اقلام

الرد الردع وقرار حماية لبنان، بقلم الدكتور محمد هزيمة

الرد الردع وقرار حماية لبنان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم الاستعداد العسكري والتاهب وجهوزية العدو الاسرائيلي، مدعوما بحضور عسكري كبير للدول الغربية ،وسط انتشارها في الشرق الأوسط لحماية الكيان الصهيوني والدفاع عنه، أمام أي رد يطاله بعد ان غرق ببحر أزمات تضربه أمواج صراعات سياسية مزقت اطمجتمع الداخل، الذي فقد الثقة بجيشه وحكومته يعيش كابوس طوفان الأقصى ورعب جبهة الشمال مع لبنان، وخشية من حدود الرد الايراني وهاجس وحدة الجبهات تحول معها الكيان المحتل هدفا سهلا تطاله صواريخ المقاومة ومسيراتها ، محاصر خرجت بعض مرافئه من الخدمة ادخلته بحالة تراجع يخسر فيها الاسرائيلي على كافة المستويات، الدور القدرة وقرار المبادرة بتوقيت الحرب او رسم حدود الجبهة التي لم يخوضها يوما جيشه حربا على أرض فلسطين المحتلة التي يعتبرها كيان دولته، ولم يسبق أن خاض معارك طويلة هي حروب استنزاف وليست كلاسيكية مع جيوش كان فيها العدو الاسرائيلي متفوق بنوعية الأسلحة بمقدمها سلاح الجو، إضافة لدعم سياسي عربي وخطوط امتداد لم تؤثر بقدرة المقاومة حاليا مع توحد ساحاتها ، فعمل العدو على مواجهتها بعمليات اغتيال خارج جبهات القتال ساعيا الهروب إلى الأمام هادفا لخلط الاوراق السياسية والأمنية ، مستمرا بابتزاز الإدارة الأميركية مستغلا ضعف رئيسها مراهنا على وصول منافسه ترامب إلى البيت الأبيض، ليضمن له نجاة من حبل محاكمة وهروب من نهاية سوداء يمكن التعويض عنها السير بالتطبيع مع السعودية الذي يحفظ لها تطبيع العلاقات مع العدو برعاية أميركية مكانها ، يؤمن مشروعها الاقتصادي ويشكل حماية لدورها ضمن خط الحرير مشروع بناء شرق أوسط جديد، تستخدم فيه المملكة تأثيرها وموقعها في تدجين بعض شعوب المنطقة وصولا لتسوية تشبه صفقة القرن ، فيها كيان اسرائيل بمثابة القلب شريانها قناة بن غوريون التي ستربط الشرق بالغرب من الهند وصولا إلى أوربا وهذا المشروع يأتي ضمن الاستراتيجية الأميركية الغربية لاستكمال السيطرة على الشرق والاطباق على العالم، بهدف محاصرة روسيا وقطع الطريق على الصين، تطويق الجمهورية الإسلامية بعد أن تحولت قطبا قويا بالمنطقة وجزء من محور الممانعة لا يمكن تجاوزها، بعد نتائج الحرب واقع الجبهات المفتوحة على اسرائيل، التي تحولت عبئا أمنيا على الغرب، سقوطها يعني تغيير خارطة المنطقة السياسية وترجمته خسارة كبيرة للأميركي ونهاية دوره، الذي تسقط معه حكومات وتنهار أنظمة، استمرارها مرهون بالدعم الأميركي وتفوق اسرائيل بالمنطقة، وهذا اليوم على المحك أمام ضعف الإدارة الأميركية الحالية وعجز حكومة نتنياهو وفشل الجيش الصهيوني الذي يستنزف كل لحظة على جبهات الداخل والخارج وفي الصراعات حكومة نتنياهو مكبل أمام حائط مسدود ضمن دائرة مفرغة، يبحث عن ذريعة منفذ للهروب إلى الأمام ، تخرجه من مربع الضغط الداخلي، لم يمنحها له رد المقاومة النوعي الذي اتي ضمن آلية الردع بمعيار توازن الجبهات بعيدا عن التهور أو الاستسلام والخضوع للتهديدات ، عملية نوعية جنب فيه حزب الله المدنيين مفوتا فرصة على الاسرائيلي المحشور بزاوية ضغط الداخل، يمكن للاسرائيلي أن يتكتم عن حجم خسائره ودقة إصابة الأهداف، لكن لم يعد قادرا التعمية عن سقوط منظومة الردع والدفاع الجوي وخروج القبة الحديدية من الخدمة ، وحقيقة انكشاف اسرائيل أمام قدرات المقاومة ،والاهم تعرية حكومة نتنياهو أمام مجتمعها الممزق بكشف زيف ادعاءات الجيش تدمير منصات صواريخ وتنفيذ عملية استباقية ، نقمة عمقت الهوة داخل مجتمع اسرائيل الممزق المعلب اصلا من قوميات اثنيات اعراق مختلفة ، تحول حلم الوطن البديل كابوس ينبى بنهاية اسرائيل ووهن كيانها

د محمد هزيمة
كاتب سياسي باحث استراتيجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى