وجّه تجمع العلماء المسلمين رسالة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الاسلامية، الى المسلمين في العالم عامة واللبنانيين خاصة، تلاها رئيس الهيئة الادارية في تجمع العلماء المسلمين الشيخ الدكتور حسان عبد الله، جاء فيها:
“تأتي علينا ذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام والأمة الإسلامية تعاني من انتكاسات خطيرة ناتجة عن عدم قيامها بواجبها في نصرة قضية فلسطين كما ينبغي، حيث أن العدو الصهيوني يرتكب مجازر يدمى لها القلب في غزة وفي الضفة الغربية، ويقصفُ البيوت الآمنة في جنوب لبنان ولا يتحرك هذا العالم العربي بالشكل الذي يتناسب مع حجم المصيبة التي تعاني منها الأمة، أما حكام العرب والمسلمين فقد يئسنا من أكثرهم الذين لا يقومون بواجبهم بل يسكتون عما يحصل وكأنهم بل هم متواطئون في هذه الجريمة النكراء.
اننا في تجمع العلماء المسلمين وبمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف نعتبر أن واجب الأمة اليوم هو النهوض من اجل نصرة القضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم والتحرك في كل شوارع الأمة الإسلامية نصرة لهذه القضية وضغطاً على الحكومات من اجل ان تقوم بواجبها في رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني. على الأقل فليتأسوا بالدول الغربية التي خرجت في امريكا وفي فرنسا وفي بريطانيا وفي كثير من الدول الأوروبية والأمريكية نصرة للشعب وهم ليسوا على نفس ملتنا وديننا، فكيف بالشعب المسلم الذي أوصاه الله عز وجل بأن يؤازر بعضه بعضاً، وأنه إذا اشتكى منه طرف تداعت له سائر الأطراف بالسهر والحمى.
ذكرى ولادة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم هي مناسبة للتأسي به كقدوة في كل شيء في الأخلاق والسياسة والتعلم من سيرته كيف يكون الصبر في الشدائد من خلال الاتكال على الله عز وجل. يَّؤمِن للمؤمنين المخرج من الصعاب التي يمرون بها لنردد معه “إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي” فالأساس في كل تحركاتنا أن ننال رضا الله عز وجل ورضاه يكون بالعمل لخدمة الناس وتأمين مصالحهم ورفع الظلم عنهم والدفاع عن مقدسات الإسلام وحماية الأوطان وطرد المحتلين واسترجاع الحقوق السليبة، وهذه معانٍ أكد عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خلال سيرته وما علمه لنا بالاعتماد على نهجين جهاديين: الاول هو جهاد الأعداء، كما يحصل اليوم في غزة واعتبره الاصغر والآخر جهاد النفس واعتبره الأكبر.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وفي أجواء هذه المناسبة العظيمة نعلن ما يلي:
أولاً: ما ركز ديننا على شيء مثلما ركز على الدعوة لوحدة الأمة الإسلامية وقال الله عز وجل: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) وقد ركز نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم على هذه الوحدة ونهانا عن الاقتتال فقال “لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض” لذلك فإننا في تجمع العلماء المسلمين وكجمعية تضع الوحدة والاعتصام على رأس أولوياتها ندعو الأمة علماء ومثقفين ودعاة وطلاباً من كل المذاهب الإسلامية لخوض عمل موحد كل من موقعه من اجل رفعة الدين وإعادته إلى موقعه الريادي الذي كان عليه، والذي لن يكون الا من خلال الوسطية والوحدة الإسلامية، وننبه ونحذر في هذا المجال من ان العدو الصهيوني كما فعل دائماً بعد كل انتصار من انتصارات الأمة أنه يسعى من اجل الفتنة، فإنه وبعد انتصار السابع من تشرين الاول سيعمل على بث الفتنة، ولذلك يجب ان نكون على أهبة الاستعداد لمواجهه هكذا عمل.
ثانياً: ندعو علماء الدين الإسلامي الى تبيان حقيقة الواقع وشرح الوضع للجماهير والتأكيد على ضرورة ان يتحركوا بهدف التصويب على الذين لا يريدون نصرة القضية الفلسطينية والذين باعوا القضية وسعوا لاستسلام ذليل اسموه زورا وبهتاناً بالسلام وهو في واقع الامر استسلام للعدو الصهيوني.
ثالثاً: المقاومة الاسلامية هي رمز عزة لبنان وسيادته واستقلاله وان محاولة البعض بتحريض من الولايات المتحدة الامريكية ان يصوب السهام نحوها هو استغلال لمعاناة الشعب اللبناني لتحقيق أهداف سياسية لا يستفيد منها سوى العدو الصهيوني، لذلك ندعو للتنبه لهذه الاصوات التي تحاول استغلال معاناة اللبنانيين جراء القصف الصهيوني من اجل ان يخلقوا هوة بينهم وبين المقاومة، ولكن الشعب اللبناني يمتلك من الوعي ما يكفي لكي لا تحصل هذه المسألة.
رابعاً: سيبقى العدو الصهيوني هو العدو الأوحد لأمتنا ولا عدو لنا داخلها سواه، وسنعمل لأجل اجتثاثه من الجذور، وعلى علماء الدين تحريض الأمة للجهاد ضد العدو حتى إزالته من الوجود وهذا وعد إلهي ندعو الله عز وجل أن يكون تحققه قريباً على أيدينا.
خامساً: ندعو للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة كي نوجه الشباب الى ما ينفعهم واستعمالها في تحفيز الشباب إلى الانخراط في عملية تبيان معالم الدين والإيمان والتقوى والبعد عن الانحراف والتوجه نحو قتال العدو الصهيوني باعتباره العدو الأوحد لأمتنا.
سادساً: نحذر الشباب المسلم من الحرب الناعمة التي يخوضها أعداء أمتنا محاولين إلهاء شبابنا عن دورهم الأساسي في صياغة مقاومة شعبية فكرية وعسكرية في وجه كل المحتلين لأرضنا وعلى رأسهم العدو الصهيوني.
اخيراً ندعو الله عز وجل ان يوفقنا لتحقيق الوحدة والانخراط في المعركة الحقيقية مع العدو الحقيقي لأمتنا الذي هو العدو الصهيوني، خاصة أن تباشير النصر الإلهي والنصر النهائي وزوال الكيان الصهيوني بعد السابع من تشرين الأول باتت قريبة وأن نصلي جميعاً في المسجد الأقصى بعد تحريره من رجس الصهاينة، وان يرفع الله عز وجل البلاء عن أمتنا وننتهي من هذه الغده السرطانية التي اسمها العدو الصهيوني، والتي تهدد بخطرها كل الأمة إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين”.