تقول المعلومات ان مجزرة البايجر فضحت الكثير من اختصاصات الأطباء .
هل كانت المستشفيات جاهزة فعلا وفق خطة الطوارىء التي كثر الكلام عنها؟
تقول المعلومات ان مجزرة البايجر فضحت أطباء العيون الذين امتهنوا اللايزر وااللايزك لمعالجة القصور في النظر لأنها مربحة بلا عناء و تمرّسوا على اعتام عدسة العين لأن بدلها مرتفع من الجهات الضامنة ولم يتمرسوا في جراحة الصدمات والجروح والحروق الحقيقية للعين المطلوبة في بلاد الحروب .
المختصين بالاذن والأنف والحنجرة وجراحة الفك وحتى بعض الجراحين صار اهتمامهم منصبّ على حقن البوتكس والفيلير والتجميل لأنها تأتي بالمال الوفير والسريع والكاش بدل تحمل “نق” المرضى وأهل المرضى وإدارة المستشفيات وبطء دفع الجهات الضامنة مع قلق اضافي لنجاح العملية او لا .
مجزرة البايجر أوضحت ان المختصين بالصدمات الحارقة والكسور في الوجه وفي الفك الأعلى والاسفل و داخل الأنف والفم كانوا أقل من قلّة في لحظة الطوارىء.
اضطرار الجراحين لبتر الأصابع والاطراف وحتى الأعضاء التناسلية ربما لم يكن الخيار الأصلح والأفضل طبيا إنما كان ما قادر عليه الجراح لأن اختصاص الصدمات والكسور والجراح العميقة لا يغري الكثيرين ليطوّروا أنفسهم فيه ما دام البديل أسهل ومريح اكثر.
عدم وجود أطباء جلد في أقسام الطوارىء لمعالجة الحروق فضيحة فأكثر أطباء الجلد صاروا مختصين بنزع الشعر و بتجميل البشرة و بتضخيم الشفاه والتجميل والترويج لمراهم سحرية .
يقولون ان اناس كثيرون سحبوا جرحاهم من أقسام طوارىء بعض المستشفيات وتوجهوا بهم لمستشفى الجامعة الاميركية مباشرة.
لماذا؟
مجزرة البايجر فضحت البعض إذ ان مهمة جراح العضم ليست البتر بل الوصل والعلاج و مهمة جراح المسالك البولية ليست نزع المبولة وقطع القضيب بل الترميم .
مهمة نقابة الاطباء ليست جمع اشتراكات و تأديب طبيب لستة أشهر و زيادة معاشات لموظفين إنما الإشراف على مهنية الأطباء ليكون كل طبيب سيد اختصاصه بكل الحالات الطارئة لا ان يتقدم التجميل والربح السريع الجبهات.
حتى مصففة الشعر تحكيك بالبوتكس والفيلير.
الجهات الضامنة الزمت الأطباء بسلوكيات لمصلحتها هي لا لمصلحة الجريح.
هل كانت المستشفيات فعلا على مستوى اندلاع حرب؟
هل يوجد جرحى لا نعرف أماكن تواجدهم في الجبال او في الانفاق او وحيدين في البيوت مثلا؟
شكرا للأطباء الذين لبّوا نداء الواجب في ظروف قاهرة لنجدة الجرحى و نحن نقبّل ايديهم الماهرة إنما المطلوب ايضا ان نتوسع بالخبرة وفق شروط البلد المتوتر عسكريا وان نبتعد قليلا عن شعوذة التجميل كحقن سم الجرادين بالعضلات كبوتكس .
لا يلام الطبيب المقهور في شروط عمله ابدا إنما اللوم على منظومة إدارة الصحة التي تمنن الطبيب وتبتزه .
الجهات الضامنة التي نصبت او اخرّت اتعاب الأطباء لسنوات حتى فقدت قيمتها دفعت باطباء العاصمة و المدن في الأطراف إلى ما يؤمن لهم مصدر عيش شبه كريم.
الجهات الضامنة من وزارة الصحة وضمان اجتماعي وجيش وتعاونية موظفين و شركات تأمين جشعة يبتزون الأطباء في لقمة عيشهم.
اقول كلامي هذا وهو يحتمل الخطأ اكثر من الصواب واستغفر الله لي ولكم.
والله اعلم.
#د_احمد_عياش
#تابط_شرّاً.
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.