عند اندلاع الأزمات والحروب، تظهر حقيقة الناس والمواقف الكامنة خلف الأقنعة. لقد كشفت الحرب الأخيرة عن وجوه مختلفة، من بينها أناس يكرهون المقاومة ويشمتون في مواطنيهم، وآخرون يقفون بجانب المقاومة بإيمان ووطنية. هذا التباين الكبير في المواقف يكشف عن عمق الانقسامات الموجودة داخل المجتمع اللبناني ويُظهر كيف يمكن لبعض الأفراد التضحية ببلدهم ومواطنيهم في مقابل مكاسب مادية أو أيديولوجية.
السفالة كانوا ينتظرون بفارغ الصبر لحظة الانقضاض على المقاومة. هؤلاء الحاقدين لم يترددوا في التعبير عن كراهيتهم، وذهبوا إلى حد الشماتة في المواطنين الذين يعانون من آثار الحرب. يظهر هذا الموقف افتقارًا للقيم والإنسانية، وانعدام الحس الوطني. إنه لأمر مؤسف أن تجد بين أبناء الوطن من يتمنى الهزيمة لمقاومته، متناسياً أن هذه المقاومة تهدف إلى حماية الأرض والسيادة
الحرب لم تكشف فقط عن الكراهية، بل أيضًا عن الحقد الدفين الذي يحمله البعض تجاه المقاومة والمجتمع ككل. بعض الناس أظهروا عدم اهتمامهم بمصير الوطن، وكأن مصلحتهم الشخصية أو مصالحهم الخارجية تأتي فوق كل اعتبار. هؤلاء غير الوطنية الذين لا يترددون في بيع بلدهم مقابل دولارات أو مصالح شخصية يعبرون عن نوع من الانفصال والانتماء الزائف، وهو أمر خطير على وحدة المجتمع وتماسكه.
في المقابل، ظهرت أيضًا وجوه مشرقة تعبر عن الوطنية الصادقة. هؤلاء وقفوا بجانب المقاومة اللبنانية بكل ما لديهم من إيمان وحب للوطن. أدركوا أن المقاومة ليست مجرد مجموعة عسكرية، بل هي رمز للكرامة والصمود في وجه التهديدات الخارجية. دعمهم للمقاومة لم يكن فقط بسبب الأيديولوجيا، بل بسبب الإيمان بحق الشعب في الدفاع عن أرضه وكرامته.
أحد أبرز ما كشفته الحرب هو وجود منافقين مستعدين لبيع بلدهم مقابل المال. هؤلاء الذين يقبلون بدولارات قليلة ليبيعوا مواقفهم الوطنية وينقلبوا على مجتمعهم. هذا النوع من الخيانة لا يشكل خطرًا فقط على المستوى الفردي، بل يعكس مدى سهولة اختراق المجتمع من قبل القوى الخارجية التي تستغل هؤلاء لتحقيق مصالحها.
لقد كانت الحرب مرآة أظهرت وجوه الناس على حقيقتها. بين الكراهية للمقاومة والشماتة في المواطن، وبين الوطنية الصادقة والدعم للمقاومة، تكمن دروس هامة. في وقت تكون فيه وحدة المجتمع وحب الوطن ضروريين، يجب أن نتذكر أن الانتماء الحقيقي ليس فقط بالشعارات، بل بالأفعال والمواقف التي تعبر عن الحب الحقيقي للوطن والسيادة.