ضاقت به الاحوال،آلمه نداء أطفاله المهددين بالجوع، ازعجه نقد زوجته له لعدم قدرته على توفير الحدّ الادنى مما يلزم لشروط العيش.
أمّه تلاحقه بمقارنته بابناء عمومته الذي يعرفهم تماما ويعرف مصدر دخلهم الحرام.
كاد ان ينفجر بعد.صمود طويل في بلدته،اتخذ قراراً مصيرياً يصعب تحقيقه في القرية و توجه عند الفجر إلى بيروت.
ماشيا في شوارع بيروت متأملاً المارة،يحدّق بهذا وينظر إلى ذاك،يبحث عن ضحية ضعيفة العضلات،بطيئة الحركة بصوت منخفض.
لم يجد.
اكمل سيره لاعناً حظّه.
وجد سيارة بمحرك يعمل إنما فارغة بلا ركاب.
لم يتردد،قفز وجلس خلف المقود ودعس بقدمه اليمنى لتنطلق السيارة بعيداً.
سبعة دقائق فقط من سيطرته على السيارة،انفجرت به بين الأوزاعي والشويفات.
كان صائبا في لعن حظّه لانّه ما سرق الا سيارة معدّة للتفجير تردد سائقها قليلا فغادرها لبرهة من الوقت لأسباب مجهولة.
برهة من الوقت كانت كافية ليخطفها.
ربما برهة من الزمن ليموت هو.
احيانا عليك ان لا تظن انك وجدت فرصة ذهبية لتنجو ربما ما تظنّها فرصة لتحسين شروط عيشك هي نهايتك لا انطلاقك.
#د_احمد_عياش.
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.