اقلام

كل الدروب تلاقي رغبة أميركية بالحرب على لبنان، بقلم الدكتور محمد هزيمة

كل الدروب تلاقي رغبة أميركية بالحرب على لبنان

لم يعد خافيا تورط الأميركي في الحرب الإسرائيلية على لبنان، ومدى انغماسه في في الملف ورغبة الادراة الأميركيه في تحقيق مطالب تعتبرها حاجة لمشروعها في الشرق الأوسط الجديد الذي يشكل وجود حزب الله عائقا أمامه، بعد أن هيأت الظروف كلها لتغيير هوية المنطقة وانطلاق قطار خط الحرير عابرا حدودا وإفطار يربط الشرق بالغرب، من الهند إلى أوروبا ملامسا ضفاف الخليج ،جاعلا من اسرائيل قوة اقتصادية لتصدير النفط والغاز بمشتقاتهم إلى أوروبا وبوابة استيراد من الغرب إلى الشرق، متجاوزة عقبات جيوسياسية فرضت اكلاف إضافية ورفعت اسعار الشحن ، وكثيرا ما طرأت عليها عوامل توترات سياسية أثرت في تقلب الاسعار وثبات الأسواق وشكلت ضغوطا تنتهي كلها مع انطلاق عجلة مشروع الشرق الأوسط الجديد وفق تقويم المصالح الأميركية الغربية ،واستكمال نفوذها على المنطقة برمتها بإطار فرض هويتها والاستئثار بمقدرات الدول التي تقاطعت معظم حكوماتها مع المشروع وتحولت جزء منه بعدما مهدت له بالربيع العربي، لتغيير ديمغرافيا الداخل ببعض البلدان بما يتناسب مع المشروع الاميركي ليخدم استمراره عقود من الزمن تتربع فيهم أميركا على عرش العالم من جديد متجاوزة قوى عظمى ناشئة بتاريخ وجغرافيا امم لقوى تكتلات اقتصادية ،تعمل لها أميركا من بوابة عزل الصين والاستغناء عن الغاز الروسي ومحاصرة إيران ، باعتبار أن تمدد الجمهورية الإسلامية داخل المحيط العربي شكل خطرا حقيقيا أربك اسرائيل وصعب المهمة على الكيان الذي خسر الكثير من دوره السياسي والهيبة العسكرية أمام المقاومة نتيجة دعم ايراني تحول فيها حزب الله قوة إقليمية لها دورها وتأثيرها الكبير انطلاقا من لبنان الوطن الذي تغير من ” ضعيف بقوته إلى قوي بمقاومته” يصنع قرار سيادته الذي بقي مسلوبا منذ نشأته، وطن فاقد الهوية والانتماء يقع على طاولات المؤتمرات والتآمر في سوق النخاسة الدولية، يتنقل من وصاية فرنسية إلى أميركية بدستور طائفي تعمد قتل مشروع الدولة لصالح هيكل حكم تركة الانتداب لمنظومة مصالح مرتبطة بالخارخ بنفوذ واسع عبر كالات حصرية وشركات امتياز استأثرت بالإدارة وامسكت الاقتصاد، لتشكل منظومة حكم غير مستقر حتى ما بعد الطائف الذي نقله من وصاية فرنسية إلى أميركية بمتابعة سعودية سقطت مفاعليها مع تغيير توازنات المنطقة بلحظة فرضت المقاومة نفسها قوة مؤثرة قادرة على حماية لبنان ، قاطعة الطريق على استكمال المشروع الأميركي الذي نكان قد جح في تحييد مصر الاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية عن الصراع عبر اتفاقيات الاستسلام واغرق العراق في حرب الخليج الأولي و قاد مسيرة تطبيع بين العدو الاسراىيلي وبعض الحكومات العربية ولم يبقى أمامه حاجزا الا المقاومة اللبنانية التي تجاوزت لبنان بحجمها ومشروعها تحولت مدرسة لثقافة وعي وايديولوجيا مواجهة، لفكر انساني وصلت اصداءه اروقة الجامعات في أميركا وأوروبا، كما أثبتت أنها رقما صعبا في الميدان مستفيدة من تبدل خارطة القوى السياسية العالمية وملامح ولادة عالم جديد على أنقاض أحادية القطب الأميركي وغطرسته في التعاطي مع الشعوب واستعباد الأمم لحماية رأسمالية نظامه الجشع، ضمن سياسته القائمة على معادلة في الشرق الاوسط ،،”النفط لأمريكا والأمن لاسرائيل” معادلة تعتبر بقاء حزب الله قوة تشكل خطرا على استقرارها بظل عالم جديد ممانع للهيمنة الأميركية يتوسع ، فسياسية واشنطن تعتمد على ادوات في الداخل اللبناني تمدهم بالدعم الأميركي بهدف تغيير الواقع الداخلي وخلق واقع جديد، تطمح فيه بعد القوى إعادتها لمركز القرار طالما اعتمدها ودائع تعمل لصالحه ضمن تركيبة نظام ضعيف جزء من المشروع الاميركي ، نظرا لخصوصية موقع لبنان وتماسه مع الكيان, مع أن هذه القوى لم تخفى يوما رغباتها بذلك او ارتباطها بالخارج وهي اليوم تهلل للعدو الاسرائيلي بحرب إبادة على لبنان باعتبار نجاح العدو يحقق غايتها “السيطرة على لبنان” وفرض شروط الاميركي تحت ضغط غارات العدو الاسراىيلي بغطاء وتشجيع أميركي واضح لمسه الرئيس نبيه بري يريد الأميركي ،”القضاء على حزب الله ” ويمارس الابتزاز مدعوما بصمت عربي وتواطئ دولي، يلاقيهن بعض الداخل جزء لا يتجزأ من الهجمة المعادية يساهم في تعزيز مطالب الأميركي مبررا للعدو حرب إبادة لن ينتصر فيها العدو بتوحشه على إرادة شعب أمن أن الحياة تبدأ بالشهادة ، شعب يحب الحياة بكرامة وهنا تكمن العقدة عند المراهقين والمراهقين بالسياسة، مؤمرات تغلفعا مؤتمرات لم تقبل المقاومة يوما، طالما سوفت لحياد يمنح العدو هامش واسع من الحركة على حساب السيادة الوطنية، التي لا تراها الا امتيازات خاصة لها واستئثار بالحكم، تترجمه ابتزاز من أجل فرض شروط لم تعد قابلة للحياة

د.محمد هزيمة
كاتب سياسي وباحث استراتيجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى