عندما تقف الصحافة شاهدةً على الحقيقة، يصبح القلم تهديداً لمن يخشون انكشاف أفعالهم. نعيش اليوم في زمنٍ يقف فيه العدو مدججاً بأقوى الأسلحة، ليس فقط لاستهداف الأجساد، بل لإخماد أصوات الصحفيين وإسكات حرية الصحافة، ليغتالها كما اغتال من قبل شجاعة الحقيقة ورؤياها.
أصبح الصحفي في ساحات القتال هدفاً كما الجندي. يُطارد العدو الحقيقة في كاميراتهم، في أقلامهم، وفي كلماتهم، محاولاً إخفاء ما يفضح عريه. هذا العدو الذي يرتكب المجازر بحق الإنسانية، يدرك جيداً أن الحقيقة إذا ما خرجت للعالم، ستُعرِّي أفعاله وتفضح خسائره التي تتعاظم في وجه المقاومة.
إنه تعتيمٌ مُمنهج على المشاهد الدامية لجرائمهم، وتضليل مستمر لحجم الخسائر التي يتكبدها جنودهم. يسعى العدو بكل قواه إلى إخفاء حجم الفاجعة التي تلاحقه وتدمير الصورة التي بناها لنفسه. الصحافة الحرة هي نافذة الحقيقة، وتلك النافذة يريدون إغلاقها إلى الأبد، حتى لا يرى العالم الوجه الآخر للحرب، حيث تنهار جدران العدو أمام ضربات المقاومة، ويتهاوى عجزاً أمام أبطاله الصامدين.
فيا لحرية الصحافة، يا لصوتها الذي يحمل ضمير الإنسانية، إنكِ مقصودة لأنكِ رمز، لأنكِ الحقيقة التي لا تموت، لأنكِ القادرة على كشف المستور وهزيمة التعتيم.
سنا فنيش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.