تعال وأقرأ!
لا شيء يُضحك التافه غير إستفزازه للعاقل،غير استدراجه للعالٍم إلى وحل الكلام والاتهام و الافتراء و الإيلام.
لا شيء يُشعر التافه بالرضى عن الذات غير نقاش حادّ ومتوتر مع أهل المعرفة لظنّه أنّه إن سأل وأجيب على سؤاله صار للمعلّم نظيره اما إن لاطفه المعلّم وسأله وهو أجابه ظنّ انّه صار للمعلم استاذه.
لا تناقش التافه الذي من كلامك يبني حديثه ومن رأيك يؤسس لاستنتاجه ومن معلوماتك يقدّم أحكامه ثم يشنّ عليك هجوما معاكساً ليثبّت حضوره .
التافه هو ذاك الذي يسمع جيّداً و يردد افكار غيره كأنّها من بنات افكاره وينسب لنفسه اكتشافات كأنها حديثة وهي قديمة ومتعارف عليها.
التافه هو الذي إن دخل المال جيبه ظنّ انّ المال قد رفع من شأنه واعطاه الحق أن يحتقر مَن لا مال لديه وهو الذي إن عرف معلومة متأخراً وبالصدفة ظنّ أنّ لا احداً غيره يعرفها.
التافه هو الذي يحتقر قادة وعلماء وادباء وشجعان وحتى أنبياء غيّروا مجرى التاريخ لمجرّد انّه لا يعرف غير عبارتين كالببغاء عن كل قائد او عالم.
التافه هو الذي يشكك بما تقول من دون ان يطرح البديل او ان يروي حقيقة مختلف عليها بين الباحثين وإن قدّمت له الدليل تذمّر و امتعض بدل ان يفرح لوضوح الأمر.
التافه هو الذي لا يرتاح الا اذا صرت تشبهه، مثله تافهاً.
التافه هو ذاك الذي لا يقدّر تضحيات الشجعان ويشكك بمروءة اي شهم لا لشيء غير أنّه يعرف نفسه جبان و خسيس ولا يجد لابنه ولخساسته من علاج.
من هنا ومن تحت شجرة سرو محررة في حاروف وجالسا على تنكة نيدو صدئة ومطعوجة أكرّر انّ لا شيئاً يُضحك التافه غير استفزازه للعاقل .
اقول كلامي هذا واستغفر الله لي ولكم.
والله اعلم.
بقلم د. أحمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.