في لحظة صادمة من التاريخ الحديث لبيروت، شهدت المدينة جريمة مروعة استهدفت قلوبها النابضة بالحياة: أطفالها، عائلاتها المدنية، ونازحيها الهاربين من ويلات أزمات أخرى. كان الهدف واضحًا وصريحًا: شارع مكتظ بالسكان، في قلب العاصمة، حيث تختلط أصوات الحياة اليومية برائحة البؤس والمعاناة التي فرضتها الظروف.
الأطفال: ضحايا الحروب بلا ذنب
لم يكن الأطفال الذين سقطوا في المجزرة سوى أزهار بريئة قُطفت بوحشية. استهدفت القذائف حياتهم المستقبلية وآمالهم البسيطة، وجعلتهم رموزًا للبراءة المنتهكة. في بيروت، كما في غيرها من مناطق النزاع، يدفع الأطفال الثمن الأكبر للحروب، حيث يتحولون إلى ضحايا لأهداف غير مبررة.
العائلات المدنية: عندما يصبح الأمان مستحيلاً
العائلات المدنية، التي من المفترض أن تجد في منازلها ملاذًا آمنًا، أصبحت في لحظة واحدة رهينة الفوضى والموت. العائلات التي كانت تجتمع حول موائدها اليومية، أصبحت صورها ممزقة تحت الأنقاض، لتظل شاهدة على قسوة البشر تجاه بعضهم البعض.
النازحون: هاربون إلى الموت
العائلات النازحة، التي تركت قراها ومناطقها بحثًا عن حياة أكثر أمانًا، وجدت نفسها وسط مجزرة لا تميز بين ساكنٍ قديم ووافد جديد. بدلاً من أن تكون بيروت ملاذًا لهم، أصبحت شاهدة على استهدافهم، مما جعل معاناتهم مضاعفة.
قلب بيروت: الشوارع المكتظة تتحول إلى ميادين موت
الشوارع التي تشهد حياة يومية مكتظة بالناس أصبحت مشاهد للموت والدمار. قلب بيروت، المعروف بحيويته وازدحامه، أصبح فجأة مركزًا للمأساة، وكأن الهدف كان توجيه رسالة واضحة: لا مكان آمن حتى في قلب الحياة.
الخاتمة: الحاجة إلى العدالة
إن هذه المجزرة ليست مجرد حدث عابر، بل جرح في ضمير الإنسانية. إنها تذكير بأن المدنيين، وخاصة الأطفال والنازحين، هم أول وأكبر الخاسرين في صراعات القوى. لا بد من تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، كي لا تتكرر مثل هذه المآسي بحق الأبرياء.
بيروت، التي لطالما كانت رمزًا للصمود، لا تزال تحتفظ بروحها، لكنها بحاجة إلى أن تُسمَع صرخاتها، وأن يقف العالم معها في وجه الظلم.
سنا فنيش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.