صحيح وصعب نكران ان التضحيات جسيمة واكثر من ذلك ونقول الحق ، استشهاد سيّد الفدائيين وحده يساوي خسارة نصف الحرب.
كل هذا صحيح.
إنما ما زالت القرى الأمامية تقاتل ،وحدها تقاتل.
يا وحدنا،
بعد اكثر من سنة من القصف اليومي الارتجاجي والمتواصل ومن توغل برّي معلن منذ خمسة وأربعين يوم ،ما زالوا يحاولون الاستقرار في قرى أمامية ويحاولون احتلال بلدة الخيام ويفشلون،
من هم ؟
خامس جيش في العالم ومعهم افرنج الغرب وتتر ومغول الشرق و عسس آخرون،
ما زال المقاتلون في بلدة الخيام يواجهون ويقتحمون ويختبؤون ثم يظهرون كالبرق ومع الرعد وسط الظلام وحتى في الضوء فأيّة مزاعم هي ان يحتلوا النبطية وبنت جبيل وصور لا بل عن أية حماقات يتحدثون عن احتمال عبور صيدا وصولاً إلى أسوار بيروت.؟
خسؤا،
أيّة حرب نفسية تافهة هي ؟
تافهون،
صحيح ان شهداءنا ما زالوا تحت الركام ونازحينا بمئات الالاف وربما تخطوا المليون واننا ما ننتهي من إخلاء حيّ حتى نخلي حيّاً آخر،لا ننكر ابداً عذابات شعبنا، كل هذا صحيح إنما الصحيح ايضا ان النازحين عندهم يزدادون وصواريخنا ما زالت تسقط في حيفا وما بعد حيفا فعن اي احتلال دائم يتحدثون؟
خسؤا،
لسنا بخيرصحيح إنما لا يستطيع احد ان ينكر بطولات فدائيينا في الجنوب،صمود لا يشبهه غير صمود فدائيي ستالينغراد وغزة وجنين.
يحكى ان الرئيس رياض الصلح وفي سنة 1935 وعندما اراد تحدي الكومندان الفرنسي المحتلّ بشكوف طلب من السيد عبداللطيف الاسعد ان يترشح للنيابة ومن الخطة الاعلامية الانتخابية كان حداء السيد علي هيدوس:
بشكوف خبّر دولتك سلطاننا عبداللطيف
باريس مربط خيلنا و رصاصنا يوصّل جنيف.
وبما ان الاسماء والزمن يتبدلان والمقاومة مستمرة، نستعير النشيد لنقول:
افخاي خبّر دولتك
شهيدنا حسن الحبيب
الخيام مربط خيلنا
و رصاصنا يوصّل تل ابيب…
ولنرسم ابتسامة على شفاهكم وسط المأساة اليومية يحكى ان نقاشا احتدم بقوة بين أستاذا بعثيا واستاذا شيوعياً سنة 1978 في ساحة قرية جنوبية أمامية حول زيارة الرئيس انور السادات للكيان المؤقت وما هي الا لحظات وانهمرت قذائف العدو الأصيل على الساحة فهمّا يركضان بسرعة بين “الجلالي والحواكير” واذا بالاستاذ حسين الشيوعي يصرخ للأستاذ البعثي وهما يلهثان ركضاً خلف بعضهما البعض:
-يا بومحجوب وماذا تقولون عن الحلّ السلمي؟
فأجابه بغضب وهو يتعثر ويقع بين الصخور والاحجار ثم ينتصب ليركض:
— الحل السلمي لن يمرّ على جثتي لن يمرّ ،مستحيل…
المجد للفدائيين.
اخبرناكم تتغير الاسماء والرايات وحتى العناوين انما المقاومة مستمرة.
افخاي خبّر دولتك الخيام مربط خيلنا.
د.احمد عياش
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس رأي موقع سانا نيوز شكرًا على المتابعة.