وطنية – استقبل الرئيس العماد ميشال سليمان في دارته في اليرزة القائم بأعمال السفارة الكويتية في لبنان المستشار عبدالله سليمان الشاهين في زيارة وداعية، يرافقه المستشار ياسين الماجد، وبحث معه في الشؤون العربية وفي العلاقات اللبنانية الكويتية.
وشدد سليمان أمام ضيفه على “ضرورة الحفاظ على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية الشقيقة التي تتفهم خصوصيته وتدعم قرار تحييده عن صراعات المحاور وعدم انخراطه في حروب الاخرين”.
كذلك رحب الرئيس سليمان بتعيين دولة الكويت سفيرًا جديدًا في لبنان، وتمنى لضيفه “التوفيق في مهامه الجديدة”.
وكان فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان كتب:
رسالة السلام
“فليكن 27 تشرين الثاني يوماً مباركاً، ولنجعل منه محطة مفصلية في تاريخ الأزمنة اللبنانية الصعبة.”
تنطلق اليوم حافلة وقف إطلاق النار على دربٍ مليء بالركام ومُحاطٍ بالدمار، بعد اعتداءٍ شرسٍ وضار.
علّ هذا التدبير يُعيد بعض الدفء إلى القلوب، وبعض الصفاء الذهني، فيتيح للجميع فرصة التفكير الصحيح، الوطني والمنطقي. وعلّ فترة الهدوء هذه تُوفّر إمكانية العودة إلى الحوار لتطبيق إعلان بعبدا الذي يحمي كل اللبنانيين، مع التشديد على التخلّي عن السلاح، كل السلاح، جنوب الليطاني وشماله، وفي البقاع وبيروت والجبل والشمال، وحصره بيد الجيش اللبناني والقوى الشرعية.
وعلى إسرائيل أيضًا أن تعلم أن حقّ الشعب اللبناني لا يُقضم بهذه السهولة، وأنها لا تستطيع أن تُحقّق أطماعها بالقوة والاعتداء والتدمير. فالحقّ والأرض متلازمان في وجه الظلم، خاصّة إذا تحصّنا بالتضامن اللبناني الرائع، وبخطة دفاعية يضعها الجيش، فيتطوع في صفوفه وتحت قيادته كل من يريد الدفاع عن الوطن وعن صيغته السياسية، وينضوي الجميع تحت لواء العلم اللبناني. وتُشرف على هذه الخطة الدولة اللبنانية التي يكتمل هيكلها ويُتوّج بانتخاب رئيس الجمهورية فورًا وبسرعة، وإعادة إصلاح علاقاتنا الخارجية، وأبرزها مع الحضن العربي.
نحيّي الأهالي الذين تحمّلوا جحيم الاعتداء، ونتمنّى لهم عودة آمنة، كما نضمر كل الحب لهؤلاء الذين احتضنوا إخوتهم في الوطن. وعلينا نحن كلبنانيين أن نسعى جاهدين إلى الترميم، ولكن الأهمّ هو الإرادة الصادقة والتخطيط الصحيح لإعادة البناء.
هنا يمكننا الاستفادة من خبرات شبابنا، ليهجروا السلاح خارج الدولة ويمتنعوا عن الهجرة للمساهمة في بناء وتطوير الشرق والغرب. يبنون بعقولهم وسواعدهم وقلوبهم الوطن الذي فشلنا سابقًا في بنائه. فليكن معلومًا أن لبنان دولة القانون والمؤسسات هو أقوى وأشد مناعةً من لبنان المسلح بشتى أنواع الأسلحة!
ويجب أن يعود، وهو بحاجة إلى علم وهمّة شبابه، وإلى حكمة عقلائه وخبرتهم. هيّا فلننهض معًا ونستغلّ اللحظة، ونعمل لإعادة إعمار وتطوير وطننا، والتعرّف على طبيعته وحقيقته جنوبًا وبقاعًا، وحتى آخر شبر من الـ 10,452 كلم².
الرحمة لنفوس الشهداء، والعزاء لذويهم ومحبّيهم. كلنا أمل أن يكونوا خاتمة ضحايا الحروب التي لا تُجمع عليها الإرادة اللبنانية.
دعونا لا ننسى تاريخ 27 تشرين الثاني 2024، بل تعالوا نعمل على استدامة السلام في ربوعنا.
ودمتم.